قال منظمة خريجي الأزهر العالمية إن الله تبارك وتعالى يقلب العباد بين مظاهر جماله ومظاهر جلاله، فيسوق للناس ما فيه خيرهم وسعادته تذكيرا لهم بفضله ونعمته، كما يسوق إليهم ما فيه ضرهم وشرهم تذكيرا بقدرته عليهم وتصرفه فيهم.
وأوضحت المنظمة أن الواجب على الإنسان أن يعلم أن ما يجريه الله تعالى عليه من مظاهر الجمال والجلال ما هو إلا امتحان في الحالتين، (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) [الملك: ٢]. فينبغي على الإنسان أن يتلقى قدر الله بالرضا والتسليم التام من غير اعتراض ولا سخط.
وأضافت: على الإنسان في أوقات الابتلاء أن يتخذ أسباب السلامة، ممتثلا لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، حيث أمرنا الله تعالى في القرآن بقوله:(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا) [البقرة: ]، وفي إطار التقارير الصحية المتتابعة عن سرعة انتشار (فيروس كورونا- كوفيد 19) وتحوُّله إلى وباء عالمي، ومع تواتر المعلومات الطبية من أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، وأن المصاب به قد لا تظهر عليه أعراضه، ولا يَعْلم أنه مصاب به، وهو بذلك ينشر العدوى في كل مكان ينتقل إليه، فإن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف .
وأهابت بسائر المواطنين في شرق البلاد وغربها أن يتعاملوا مع هذا البلاء وفق الآتي:
أولا: كثرة الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار حتى يرفع هذه الغمة عن البلاد والعباد.
ثانيا: الالتزام بالسلوك الصحي السليم، من المحافظة على النظافة في البدن والملابس والأطعمة والأماكن، وغسل الأيدي دوريا، وتطهير الأسطح بالمطهرات القاتلة للفيروس، وعدم ملامسة الوجه قبل غسل الأيدي أو تعقيمها.
ثالثا: الالتزام بالبقاء في البيوت أطول مدة ممكنة، وعدم الخروج إلا لضرورة ملحة، والابتعاد عن أماكن الازدحام والاختلاط، حتى في صلاة الجمعة والجماعة، فقد رخص الفقهاء المعتبرون في ترك الجمعة والجماعة إذا توفر العذر الشرعي لذلك، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَمِعَ المنادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ عذر، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّى»، قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ». [رواه أبو داود]. فقد دل الحديث على كون الخوف والمرض عذرا لترك الجماعة، والخوف أعم من أن يكون على نفسه أو ماله. والخوف حاصلٌ الآن بسبب سرعة انتشار الفيروس، وقوَّة فتكه، وعدم الوصول إلى علاج ناجع له حتى اللحظة، ومن ثَمَّ فالمسلمُ معذورٌ في التخلُّف عن الجمعة أو الجماعة. كما أن من أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظُ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار.
رابعا: ينبغي على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية للحدِّ من انتشار الفيروس والقضاء عليه، واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية المختصة، وتجنُّب ترويج الشائعات التي تُروِّعُ الناس، وتوقعهم في بلبلة وحيرة من أمرهم.
وطالبت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف ضارعة إلى الله عز وجل أن يرفع البلاء عن البلاد والعباد، وأن يحفظ مصر وأهلها وسائر بلاد المسلمين، وأن يجنب العالم كله سائر البلايا والفتن ما ظهر منها وما بطن.
عذراً التعليقات مغلقة