سراب التنمية سرعان ما بددته الحقائق على الأرض في النقب هدما وتهجيرا.
الهدم والتهجير خطة العمل المعلنة لحكومة الاحتلال؛ للسيطرة على الجليل والنقب من قبل الحكومة الفاشية بزعامة نتنياهو ومن سبقها.
انكشف سراب التنمية التي تسوّقها الخارجية الأمريكية لمشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ فحقائق الأرض واضحة: هدم وتهجير واقتحامات واغتيالات.
منتدى النقب تظاهرة إعلامية تخفي تحتها كارثة حقيقية يعاني منها الفلسطينيون، ما يجعل من المنتدى وانعقاده بمثابة غطاء لهذه السياسية الفاشية.
على الدول العربية المشارِكة بالمنتدى التوقف عن تسويق السراب ومراجعة حساباتها قبل الكارثة، فهو غطاء لمشاريع تنمية الاستيطان وتسمين المستوطنات على حساب فلسطين.
* * *
بقلم: حازم عياد
كشفت الخارجية الامريكية في تصريح صحفي لها يوم الأحد الماضي عن توجه وفد حكومي أمريكي رفيع المستوى إلى الإمارات؛ للمشاركة في أول اجتماع لمجموعات عمل منتدى النقب يومي 9 و10 يناير.
ويضم ممثلين عن حكومات كل من البحرين ومصر والكيان الصهيوني المحتل والمغرب والإمارات؛ لتعزيز المبادرات الرامية إلى تشجيع ما سمي بالتكامل والتعاون الإقليميين من خلال 6 لجان، استعداداً لانعقاد المنتدى في المغرب.
في مقابل ذلك؛ كشفت سلطات الاحتلال تسليم 5 إنذارات بالهدم لمنازل ومنشآت في مدينة رهط في النقب المحتل في ذلك الأحد.. سراب التنمية سرعان ما بددته الحقائق على الارض في النقب هدماً وتهجيراً.
ليس حدثاً عارضاً أو مصادفة، فالهدم والتهجير خطة العمل المعلنة لحكومة الاحتلال؛ للسيطرة على الجليل والنقب من قبل الحكومة الفاشية بزعامة بنيامين نتنياهو ومن سبقها.
سراب يكشف أوهام التنمية التي تسوّقها الخارجية الامريكية للمتحمسين لمشاريع التطبيع مع الكيان؛ فالحقائق على الارض واضحة لا لبس فيها؛ هدم وتهجير واقتحامات واغتيالات.
منتدى النقب المنوي عقده في المغرب لن يغير واقع النقب المحتل الذي تسلم ملفه بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية وزير المالية الإسرائيلي الحالي، إلى جانب إيتمار بن غفير وزير الامن القومي وزعيم (حزب قوة اليهود الفاشي)، مهمة جاءت حصيلة الاتفاق مع نتنياهو، وحازت على دعم مؤسسات الحكم في الكيان الصهيوني المحتل.
حصل سموتريتش وحزبه بموجب هذا الاتفاق على وزارة المهام القومية التي سيتواجد ممثلوها في إدارة “سلطة أراضي إسرائيل” ولجان التخطيط القُطرية واللوائية، خصوصا في المدن المختلطة: الجليل والنقب والضفة.
خطة هدم المنازل وتهجير سكان النقب عابرة للحكومات الإسرائيلية، ولا تقتصر على بن غفير وسموتريتش ونتنياهو؛ فالخطط التي سينفذها الثلاثي المذكور أقرتها حكومة نفتالي بينيت وبيني غانتس ويائير لبيد، عرابي منتدى النقب.
مخطط حكومة لبيد شمل إقامة 14 مستوطنة ومدينة تضم في أغلبها يهوداً حريديم (متدينين) توفر لهم: الأمن الغذائي، وتكنولوجيا المياه، والطاقة النظيفة، والسياحة، والصحة، والتربية والتعايش، والأمن الإقليمي المدعوم عربيا.. وللأسف أن ذلك كله على حساب فلسطينيي النقب.
منتدى النقب تظاهرة اعلامية تخفي تحتها كارثة حقيقية يعاني منها الفلسطينيون، ما يجعل من المنتدى وانعقاده بمثابة غطاء لهذه السياسية الفاشية، وهو أمر يحتاج من الدول العربية المشارِكة في منتدى النقب التوقف عن ملاحقة السراب وتسويقه، والمسارعة بمراجعة حساباتها قبل وقوع الكارثة، فالمنتدى مجرد غطاء لمشاريع جديدة لتنمية الاستيطان وتسمين المستوطنات على حساب الفلسطينيين في أراضي 48 و67.
*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية.
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: