مع بن غفير أو بدونه سوف يستمر الجنود في إطلاق النار على الفلسطينيين دون استثناء، وسوف يستمر الجنود في مساعدة المستوطنين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين.
لا يلوح أي أمل بالأفق سوى بتصعيد المقاومة والعلميات العسكرية المؤلمة للاحتلال وإلحاق الأذى به وبزعران المستوطنين العنصريين والجبناء.
****
بقلم: علي سعادة
بدا لي تحذير مئات من ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي السابقين من خطر يهدد مستقبل الجيش الإسرائيلي، في ظل حالة القلق التي تلعب عليها الأحزاب اليمينية ما بين الجنود والضباط، وكأنه لطم على الوجوه في حفل زفاف!
فقد قدم 400 قائد سابق في الجيش كتابا لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، يعربون فيه عن خشيتهم من تعرض الجيش لموجة من الفوضى وبالتالي انهياره، وذلك في أعقاب التصريحات من الأحزاب اليمينية ضد قادة الجيش أخيرا.
وكان أبرز تحذير الذي صدر عن غادي آيزنكوت الرئيس السابق لجيش الاحتلال، وزعم أن الجيش يواجه خطر “الانهيار” إذا ما مضى نتنياهو في تسييس دوره.
واتفق مع ما يقوله الصحفي جوناثان كوك من أن هذا ليس هو السبب الحقيقي وراء قلق وتحذير الجنرالات الجيش، فهم يدركون أن نتنياهو على وشك تفجير المنطقة أمنياً، وهو الذي وضع أسس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.
وفي الواقع يواجه الفلسطينيون ممارسات عنيفة وقاتلة بشكل يومي من قبل المستوطنين والشرطة والجيش وبنفس درجة القسوة والإجرام، والتي تمر جميعها دون عقاب أو محاسبة، سواء داخل منظومة الاحتلال أو خارج أراضي فلسطين المحتلة .
وكما يقول كوك “من الآن فصاعدا، سيكون التوصيف الدقيق لوظائف الشرطة والمسؤولين في إسرائيل ليس فقط غض الطرف عما يرتكب من جرائم، وإنما أيضا التشجيع بفعالية على ارتكابها”.
جميع الجنرالات الذي حذروا وأبدوا قلقهم، هم في الواقع قتلة ومجرمو حرب، مارسوا أبشع عمليات القتل للمدنيين في لبنان وفي فلسطين وبشكل خاص في غزة، ويتمتعون بسجل عسكري مخز يقطر بالدماء وتسمع بين صفحاته أصوات وأنات المعذبين والضحايا.
ولا يزال تعبير بيني غانتس وزير الدفاع المنتهية ولايته، في قصف غزة في عام 2014، بأنه سيعيد غزة إلى “العصر الحجري” في الذاكرة يشير إلى نوعيه هؤلاء القتلة الساديين الذي يلبسون حاليا بِذَلًا رسمية.
تحذير غانتس مثلا جاء بسبب أن وجود إيتمار بن غفير في حكومة نتنياهو سوف ينهي “التعاون الأمني” مع السلطة الفلسطينية، وسوف يؤدي إلى تحول الجيش الإسرائيلي إلى مليشيا خاصة تابعة لبن غفير.
وفي الواقع ليس بن غفير هو من سيحول الجيش إلى مليشيا، فالجيش بالأصل هو مليشيا ومرتزقة فهو يخضع بشكل شبه كامل لسيطرة المستوطنين وإلى جنود عنصريين يستبيحون القرى والمدن الفلسطينية بشكل وقح.
التقارب الأيديولوجي الشديد بين المستوطنين وجنود الجيش الإسرائيلي بات أكثر وضوحا لكل من يتابع الشأن الفلسطيني.
مع بن غفير أو بدونه سوف يستمر الجنود في إطلاق النار على الفلسطينيين دون استثناء، وسوف يستمر الجنود في مساعدة المستوطنين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين. وسوف يستمر الجنود في هدم البيوت وسرقة الأراضي وتدمير ممتلكات الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية واعتقالهم وقتلهم، وسوف يستمر الجيش في حصار قطاع غزة وفي قصفه.
المعاناة الفلسطينية لن تتوقف في قادم الأيام وستزداد مرارة وقسوة.
ولا يلوح أي أمل بالأفق سوى بتصعيد المقاومة والعلميات العسكرية المؤلمة للاحتلال وإلحاق الأذى به وبزعران المستوطنين العنصريين والجبناء.
*علي سعادة كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: