لماذا تبدو المقارنة سمجة وضحلة وغير أخلاقية وتقليلاً من شأن الكارثة العربية في فلسطين.
فلسطين مختلفة تماما والكيان الصهيوني الموجود على أرضها كيان مسخ بلا هوية وبلا تاريخ وبلا ماضي ولن يكون له مستقبل وسط هذا الهدير العربي.
يستمد الكيان الصهيوني قوته من الغرب والعرق الأبيض ومؤخرا تماهي وذاب واندمج مع دكتاتوريات عربية فاقمت معاناة فلسطين وعمقت جراحه وسلبت أمله في الحرية.
الكيان الصهيوني كيان استعماري استيطاني توسعي إحلالي اقتلع شعبا بأكمله من أرضه واضطهد ما تبقى على أرضه بجرائم لا تخرج إلا من عقل مريض عصابي فاشستي.
* * *
بقلم: علي سعادة
لا أجد أية فائدة تذكر من مقارنة ما يحدث في أوكرانيا بما حدث في فلسطين وفي الوطن العربي.
الكيان الذي أقيم في فلسطين كيان مختلف تماما عن أي كيان آخر عرفه تاريخ البشرية.
الكيان الصهيوني القائم حاليا في فلسطين المحتلة، هو كيان استعماري استيطاني توسعي، اقتلع شعبا بأكمله من أرضه، وحول من تبقى على أرضه إلى شعب مضطهد يمارس ضده كل الجرائم الممكنة التي تخرج من عقل شخص مريض وسيكوباتي وسادي.
الكيان القائم في تل أبيب، كيان قام على أكاذيب ونظريات دينية وتاريخية زائفة لا وزن لها في ميزان العلم والبحث والدراسات والتاريخ، أكاذيب استخدمت ببراعة من أجل تبرير أكبر عملية إبادة لشعب في التاريخ، ومحو تاريخه وهويته الوطنية.
كيان أنكر تماما وجود شعب على أرض فلسطين قبل وصول أب مهاجر يهودي إليها، ولا يزال، بكل وقاحة وصلف يكرر مقولة مقيتة وعنصرية، أن فلسطين هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
كيان ينكر المعاناة والتضحيات الفلسطينية، يرفض الاعتراف بإبادة 531 قرية فلسطينية ومحوها عن الأرض، وتنفيذ أكثر من 75 مجزرة كبرى بحق الرجال العزل والنساء والأطفال، يرفض الاعتراف بقتل 100 ألف فلسطيني في المجازر والحروب التي شنها ضدهم.
كيان اعتقل منذ عام 1967 مليون فلسطيني وفلسطينية، ولا تزالا سجونه القذرة والنازية تضم 4600 أسير، منهم 34 أسيرة بينهن فتاة قاصر، ونحو 160 طفلا.
كيان يمارس عمليات الإعدام الميداني يوميا بحق الشبان الفلسطينيين، كيان يطلق زعرانه وبلطجيته من المستوطنين النتنين ليدمروا القرى المزروعات وليقلتوا وليدنسوا جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.
كيان يستمد قوته من دعم العالم الغربي ومن العرق الأبيض، وفي السنوات الأخيرة تماهي وذاب واندمج تماما مع الدكتاتوريات العربية التي زادت من المعاناة الفلسطينية وعمت جراحه وسلبت أي أمل له في الحرية.
لذلك كله تكون المقارنة سمجة وضحلة وغير أخلاقية، وتقليلاً من شأن الكارثة العربية في فلسطين.
فلسطين شيء آخر مختلف تماما، والكيان الصهيوني الموجود على أرضها كيان مسخ بلا هوية وبلا تاريخ وبلا ماضي، وأظن أنه لن يكون له مستقبل وسط هذا الهدير العربي .
* علي سعادة كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل – عمان
موضوعات تهمك:
روسيا تستخدم أسلحتها الفتاكة ضد اوكرانيا وقد تسحب الأكسجين من الرئتين