كانت مهمة قسم المعلومات الميدانية بالاستخبارات الروسية إسقاط حكومة أوكرانيا وإقامة نظام موال لروسيا في أوكرانيا.
روسيا خسرت رهان حرب المعلومات وتهاوت خطط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إثر انسحاب القوات الروسية من كييف في الأسابيع الأولى من الحرب.
الروس “خصصوا مجهوداً حربياً بالكامل من أجل السيطرة على مواقع استراتيجية كانت بعيدة عن منالهم”، لقد كان “خطأ روسيا جوهرياً واستراتيجياً”.
جهود جهاز الاستخبارات الروسي لم تنجح في احتواء حكومة أوكرانيا أو إقامة نواة صلبة موالية لروسيا، أو إزاحة الرئيس الأوكراني زيلينسكي من السلطة.
أخطأت تقديرات الاستخبارات الروسية حول أوكرانيا وزودت الكرملين بمعلومات غير دقيقة أدت لعدم تحقيق إزاحة الحكومة الأوكرانية وإقامة نظام موال لروسيا.
كان عملاء الاستخبارات الروسية واثقين بالسيطرة قريباً على مفاتيح الحكم في كييف، ما دفعهم لتخصيص أيام ما قبل الحرب في ترتيب ملاذات آمنة لإيواء عناصر سيتوافدون لتنفيذ خطط الكرملين بعد سيطرة الجيش على المواقع الاستراتيجية.
* * *
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن الاستخبارات الروسية أخطأت في حساباتها بشأن أوكرانيا وزودت موسكو بمعلومات غير دقيقة أدت إلى عدم تحقيق الأهداف العسكرية بإزاحة الحكومة الأوكرانية وإقامة نظام موال للكرملين.
وكشفت الصحيفة أنه في الأيام الأخيرة التي سبقت الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، بدأ عناصر الاستخبارات الروسية في إرسال تعليمات مشفرة إلى المخبرين الذين يشتغلون معهم في كييف، يطلبون منهم جمع أغراضهم ومغادرة العاصمة مع ترك مفاتيح منازلهم خلفهم.
وأوضحت “واشنطن بوست” أن تلك التعليمات كانت تأتي من ضباط كبار في وحدة داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (الاستخبارات) تحمل اسم قسم المعلومات الميدانية، مضيفة أن مهمة تلك الوحدة كانت تتمثل في إسقاط حكومة أوكرانيا، والسهر على إقامة نظام موال لروسيا في أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن تلك الرسائل كانت تجسد مدى ثقة الروس في نجاح مخططهم، موردة عن مسؤولين أمنيين غربيين وأوكرانيين، أن عملاء الاستخبارات الروسية كانوا جد واثقين بأنهم سيسيطرون قريباً على مفاتيح الحكم في كييف!
وهذا دفعهم إلى تخصيص الأيام التي سبقت الحرب في ترتيب ملاذات آمنة أو تغيير ما يلزم داخل شقق العملاء والبحث عن مواقع جديدة لإيواء العناصر الذين سيتوافدون بكثرة لتنفيذ خطط الكرملين بعد سيطرة الجيش على المواقع الاستراتيجية.
وبينما كانت تلك الاستعدادات تجري على قدم وساق، تورد “واشنطن بوست”، تهاوت خطط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وذلك إثر انسحاب القوات الروسية من العاصمة الأوكرانية في الأشهر الأولى من الحرب.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن مهام جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تضم السهر على الأمن الداخلي لروسيا، وكذا التجسس على دول الاتحاد السوفييتي السابقة على غرار أوكرانيا، مضيفة أن الجهاز أمضى عقوداً في مراقبة ما يجري هناك، وبذل جهوداً وزرع عناصره داخل المؤسسات الأوكرانية، وعمل كذلك على شراء ولاء المسؤولين والسهر على تقويض أي توجه محتمل لكييف نحو الغرب.
وذكرت الصحيفة أن جهود جهاز الاستخبارات الروسي لم تنجح رغم ذلك في احتواء حكومة أوكرانيا أو إقامة نواة صلبة موالية لروسيا، أو إزاحة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من السلطة.
وقالت إن المسؤولين في الجهاز تعذّر عليهم الانتباه إلى أن أوكرانيا سترد بقوة على محاولات روسيا تغيير النظام القائم، مضيفة أنهم إما لم يستوعبوا ذلك، أو استعاضوا عن القيام بإيصال استنتاج مماثل للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وكنتيجة لذلك، أشارت “واشنطن بوست” إلى أن الخسائر التي تعرّض لها الجيش تعود في جزء كبير منها لفشل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وغيره من الأجهزة الاستخباراتية الروسية في قراءة الوضع في الجارة أوكرانيا، مضيفة أن المعلومات الاستخباراتية كانت حاسمة في كل القرارات الحربية تقريبا التي اتخذها الكرملين.
وعن ذلك، علق مسؤول أميركي كبير في تصريح للصحيفة بالقول إن “الروس كانوا مخطئين لحد بعيد جدا”. وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن المسؤول المطلع بشكل دوري على المعلومات الاستخباراتية الروسية السرية وأجهزتها الاستخباراتية أوضح أن الروس “خصصوا مجهوداً حربياً بالكامل من أجل السيطرة على مواقع استراتيجية كانت بعيدة عن منالهم”، قبل أن يضيف “خطأ روسيا كان جوهرياً واستراتيجياً”.
المصدر: واشنطن بوست
موضوعات تهمك: