معركة تقنية كبرى بين النظام المصري و موقع باطل
معركة تقنية تخوضها السلطات المصرية ضد حملة إلكترونية تستهدف استفتاء التعديلات الدستورية في البلاد، في ظل ترقب مصري لموعد الاستفتاء الأهم بالنسبة للحكومة المصرية والذي تخوض فيه معركة صعبة بعد انتخابات واستفتاءات تمكنت من تجاوزها بنسب ضخمة لصالح النظام المصري الحالي.
بدأت المعركة بحملة تدعى باطل، لها موقع إلكتروني وصفحة على الفيسبوك، تشن الحملة هجوما مستمرا على الحكومة المصرية، إلا أن السلطات قامت بحجب موقعها عدة مرات وصلت حتى الآن إلى ثمانية بحسبب ما أعلنت الصفحة الرسمية لتلك الحملة.
وحتى الآن تمكن القائمون على الحملة في إعادة تشغيل موقعهم مجددا ومجددا، في كل مرة تقوم السلطات المصرية في حجب موقعهم.
ما هي حملة باطل؟
تقول الحملة التي تقود موقع باطل على موقعها الإلكتروني وصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنها حملة يقوم عليها عدد من الشباب المصريين من توجهات فكرية مختلفة، لكن دون مزيد من المعلومات حول هؤلاء الشباب.
وتزعم الحملة أن عدد كبيرا من الفنانين والعلماء والشخصيات البارزة تدعم الحركة إلا أنها لم تذكر أسماء سوى عدد من القياديين السابقين في جماعة الإخوان المسلمين إلى جانب مقربين منهم أبرزهم أيمن نور وعمرو دراج، ويعيش هؤلاء في العاصمة التركية أنقرة خارج البلاد ولديهم منصات إعلامية يعارضون النظام المصري من خلالها.
وتقول الحملة أنها تهدف لجمع الأصوات الرافضة للتعديلات الدستورية المنتظرة في البلاد، فيما تشير الحركة إلى أن عملية التصويت تتم من خلال موقعها ما دفع السلطات المصرية لحجبها.
وقال أحد المسؤولين في الحكومة المصرية، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية يأتي من خلال التصويت في الأيام التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات في مصر، وبشكل موضوعي ومحايد، مشيرا إلى أن النظام المصري يخشى من الفوضى التي قد تؤدي لها تلك الجهات من خلال عمل استفتاء موازي موجه.
وتستهدف الحملة الاستفتاء المصري الذي سيتم فيه تعديل بعض المواد الدستورية خاصة تلك المادة الخاصة بعدد الفترات الرئاسية المتاحة للرئيس وعدد سنوات الفترة الرئاسية التي ستبلغ 6 سنوات بدلا من أربعة وستتيح للرئيس الحالي الترشح لمدتين جديدتين.
علامات استفهام حول موقع باطل
بالرغم من كل تلك الأمور إلا أنه في الفترة الأخيرة انطلقت تساؤلات بين عدد كبير من المصريين خاصة من الشباب حول الحملة.
وثارت الشكوك لدى العديد من المتابعين، متسائلين عن هوية من يقود الحملة، كما لا يعرف عن الحملة مصدر تمويلها أو الجهات خلف تلك الحملة، متوجسين من كون تلك الحملة خلفها جهات معارضة كرتونية خارج البلاد قد تضحي بالشباب الذي يثق بها.
ويتطلب التصويت في الحملة إرسال الاسم والسن، ولكن بشكل غير محسوب بشروط، حيث تقوم الحملة بجمع أصوات مجهولين، وهم أنفسهم مجهولين لعرض أرقام غير دقيقة على الناس.
الأمر الأكثر إثارة أن تلك الحملة قالت أنها جمعت مئات الآلاف من الأصوات الرافضة للاستفتاء في مصر، إلا أن صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لا تكاد تتخطى عشرات الآلاف من المتابعين.
فيما يتسائل العديد من الشباب حول التمويل الممنوح لتلك الحملة، ومدى تطور تقنياتها في مواجهة الدولة، حيث أطلقت الحملة العديد من التطبيقات وطرق التصويت، وغيرها من الأمور التقنية التي لا يمكن لمجموعة شباب عاديين فعلها دون تمويل من موجهين لجهودهم، إن كان هذا حقيقيا.
وإلى حد كبير فإن تلك التساؤلات لا إجابة لها إلا المزيد من الريبة من هؤلاء الذين يريدون وضع الشباب في معركة ينالون مكاسبها وحدهم، وعند الخسارة يخسر الشباب وحدهم.
موضوعات تهمك:
معرفة اللجنة الانتخابية 2019 والرابط المباشر للوصول إليها
فضيحة سياسية ويكيليكس تكشف المجلس العسكري والاخوان المسلمين في مصر
عذراً التعليقات مغلقة