الكاتبة الجزائرية مريم بوزيد سبابو تتالق فى مقالة اكثر من رائعة تتناول من خلالها عدة قضايا مهمة وملحة ونحن فى امس الحاجة الى فتح ملفات الفن الهابط والفن الرخيص ودعاة التطبيع والتدليس الخونة الذين تقام لهم الحفلات فى العاصمات العربية على مرأ ومسمع الجميع وهم ملوثون فى ضمائرهم وشرفهم وهويتهم المضروبة .. هؤلاء اشد خطرا على العرب من اسرائيل نفسها . تعالى نطوف حوالين كلمات مريم بوزيد الموجعة ونأخذ منها العبر والموعظة لنتسلح بفكر هادف ضد هؤلاء الحسالة الذين يمغصون علينا حياتنا كل يوم باخبارهم المقرفة .ومع الاسف ان ماسياس من اشد المتحمسين لجيش الاحتلال الاسرائيلى والعرب فى غفلة .. وبرغم كل الاحتجاجات من قبل نشطاء مغاربة لمنع حفلات ماسياس بالمغرب لكن مع الاسف الشديد بالمغرب والجزائر يغنى ماسياس تحت حراسة الحكومات العربية !!
المحتويات
مصاص الدم وهاتك عرض القبيلة… وإنريكو ماسياس يقتل الفلسطينيين ويمشي بجنازة العرب!
بقلم :مريم بوزيد سبابو*
هل تنفع التمائم الخماسية والسداسية وتحمينا من الوحوش التي تطل بين الفينة والأخرى لتروع المجتمع بأكمله ولتزرع الفاجعة في قلوب الأهل. من أين تطل هكذا مخلوقات بلا ملامح ولا آدمية، ما الذي يدخلها لحي من أحياء تمنغست، آنكوف، الجزائرية، ليس بغرض السطو أو السرقة، لكن لاغتصاب طفلة لم تتجاوز السنتين!
من أين خرج مصاص الدم هذا وهاتك عرض القبيلة كلها. مريم. كلنا مريم وهل تخلصنا الشعارات من هكذا أفعال مقرفة حد التقيؤ، لننظر في مرايا الثكالى والضحايا، لننظر من حولنا، أين هي الضوابط وسلطة المجتمع الرقابية ومختلف السلط المدنية والسياسية؟
اقرأ/ى أيضا:
شمال سورية يأتي بـ«دويلة» أو بحلّ سياسي؟
ثم لماذا نتشدق بسطوة القبيلة، التي تظهر في أوقات الرخاء وتقسيم الغنائم فقط، لماذا اختفت كل الضوابط، دينية ودنيوية، ما سبب هذا الانحدار القيمي والأخلاقي، وماذا بقي من ميزات المجتمعات التي تنعت بالتقليدية فقط من مجرد هيئتها الخارجية وأطباقها التقليدية؟!
إلى متى توقفنا مآسي الاغتصاب حتى في المجتمعات، التي كنا نعتقد أنها في منأى من شرور الذئاب، نظرا للعلاقات المتسامحة السامية بين الرجال والنساء؟
يعلق الناس تمائم، دخلت في لا وعيهم، عيونا زرقاء وخرزا وأيادي لفاطمة الزهراء وخمّيْسة من بيض النعام أو الصدف، لعل وعسى تدفع عنهم كل ذلك الأذى.
منظمة التحرير وحق العودة
لكن الأذى أصبح يدخل من كل المنافذ، هل يعجز المجتمع عن ايجاد الجاني وتحديد هويّته؟ أرجو أن منتوج صيني أو من الساحل الافريقي. لنتنفس الصعداء ونقول: ليس منا ولن يكون من قام بهذا الجرم. وإلا لا قدّر الله وكان الجاني منا، ساعتها، تتعطل الحواس ونقرأ ياسين على مصابنا الجلل في قيمنا. ونقيم الحداد على آدميتنا؟!
اقرأ/ى أيضا:
أوهام وارسو والأسئلة المطروحة
رشق رجال الأمن بالأزهار
والساسة بالأشواك
كذلك تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورة صاحبة الخمار البني التي فعلت فعلتها بصاحب البدلة الزرقاء، شاب يافع ماذا عساه يفعل وهو قتيل ثغرها المبتسم وجميل لحظها. لقاء صدفة خير من ألف ميعاد وكأنه يعرفها منذ زمن طويل. ابتسامته تشكل صورة القرن، كما علق أحد المتابعين، وهناك من كتب شعرا جميلا عنها. صورة هزت المتابعين واخرجتهم من قوقعة هذا القرن الذي هزمته البذاءات والعنف والدموية.
خلف ألبسة وخوذة القمع، ومن وراء زجاج يحميه إن رمته بحجر، انساق لترميه بعتاب وحب. أيا كان هذا الحب وهذه المعرفة التي تبدو عميقة، تلتقي فيها الأرواح بحكمة إلهية. بينهما عبارة حب في زمن الكاشير. عبارة بائسة ليست في حسابات أصحاب الصورة، ولا ترقى لتعبر عن اللقطة هذه. وما دور الكاشير في صورة الشابة التي تهدي أحد عناصر الأمن قرنفلا أبيض ناصعا لا تشوبه شائبة؟ عندما يتسامح أبناء الوطن الواحد لا يصبح لـ”اليونيفورم” معنى وتسقط كل الأفكار المسبقة على المظاهر، وتبرز القيم الدفينة فينا، وكل ما نتمناه أن تعود المحبة وتكتسح الأماكن والقلوب.
اقرأ/ى أيضا:
مجموعة اتصال حول فلسطين
الكل أجمع على هذه الصور أنها تعبر عن الحراك السلمي، الذي نجح في إخراج كبتنا السياسي والعاطفي، وفي تواصلنا في الشارع، الذي حرمنا منه طويلا، والصراخ والكلام بصوت أعلى. الله يديم رسائل ومسيرات السلام والبناء، وعلى أمل أن يفهم أصحاب البطون، التي لا تشبع، أن عليهم اتباع حمية إلى الأبد، لأن زمنهم قد ولّى. فهنيئا لمن خرج يحمل قلبه بين كفيه ويحمل وطنه في كل ذرة من جسمه.
اقرأ/ى أيضا:
علم الأعصاب والاقتصاد
إنريكو ماسياس عار
على الفن وعلى الإنسانية
إنريكو ماسياس، قيثارة مضرجة بدماء أطفال فلسطين، جاء لينظفها في المغرب، غير آبه بما أسماه تصريحات إرهابية، تلك التي أرسلتها له منظمات حقوقية وثقافية وسياسية مغربية ترفض قدومه وهذا منذ شهر، أي منذ الاعلان عن مجيئه ليغني في عيد الحب. يقتل القتيل ويمشي في جنازته!
اقرأ/ى أيضا:
لماذا بارك بن سلمان معسكرات اعتقال مسلمي الصين؟
كيف يرحب بمن لا يخفي مواقفه المخزية والمساندة للجيش الاسرائيلي ودمويته، وهو عضو في أحد أبشع فصائل هذا الجيش، وقيادته حملات تبرع لصالح إسرائيل، ضاربا عرض الحائط مشاعر العرب والمسلمين بما يقترف في فلسطين من قتل وتدمير وتشريد، ونهب فلذلك جاءت تصريحاته في الإعلام الفرنسي بأنه مع إسرائيل بجسده وروحه، فلمن يغني وأي القلوب ستتفاعل مع أغانيه؟!
لا للتطبيع مع الصهاينة، المغرب أرض حرة وماسياس يطلع برة. هكذا استقبل المغاربة في الدار البيضاء الزيارة غير المرغوبة فيها لانريكو ماسياس اليهودي الجزائري المولد.
اقرأ/ى أيضا:
البرازيل: ما تكشفه الكوارث عن أنظمة الحكم!
جاء ليغني في الرابع عشر من الشهر الجاري هذا “الفلنتينو” المسن الذي لا تليق به الورود ولا القلوب الحمراء، بل لعاب أغانيه ونوتاته عبارة عن عظام أطفال مطحونة وأجساد مسنين مهشمة، صولفاج تشابكت عليه اعتقالات الأطفال والعجزة ومداهمة الديار والأسلاك الشائكة على كل المنافذ والطرقات.
اقرأ/ى أيضا:
أي العملات أفضل من حيث الاستثمار؟
هو صوت رنان وجزء من العصابات الصهيونية، التي تعيث فسادا في هذا العالم، والتي تزيد من أسوار العزل بين البشر، واغتصاب التاريخ والجغرافيا والنصوص. كان على حكومة المغرب أن تستقبله بمذكرة اعتقال باعتباره مجرم حرب، هكذا تفاعلت إحدى السيدات الحقوقيات المناهضة للتطبيع، والتي قالت إن المجتمع المغربي لا يرغب في زيارته وهو قاتل الأبرياء والداعم للجيش الاسرائيلي وللصهيونية، مجرم حرب ولا يمكنه أن يغني للحب، وأضافت أنهم كمنظمات رافضة للتطبيع سيتصلون بالمنظمين لإلغاء الحفل وبوزير الثقافة للاستفسار، لأنه إذا غنى في المغرب سيكون ذلك عارا على كازا بلانكا وعلى المغرب. أضافت نفس المتحدثة .
اقرأ/ى أيضا:
مؤتمر وارسو: تناقضات وأبعاد
وفعلا، لم يكن مجرد كلام. دخل المغرب مختالا، لكن نفذ المحتجون تهديدهم بالتظاهر واحتشد الكثير من المناضلين في الأحزاب والمنظمات والجمعيات أمام قاعة “ميغا راما”، منددين بهذا المغني الصهيوني، وبأن لا توجد مشاكل للمغاربة مع اليهود، بل “مشاكلنا مع الصهاينة المساندين بالمال والروح للجيش الإسرائيلي المغتصب للأرض ولحق الحياة. وبأن ماسياس بوق الدعاية الصهيونية في أوروبا. ومنخرط في وحدة عسكرية من أشرس الوحدات، التي تداهم البيوت وتعتقل وتقتل الأطفال، والتي يطلق عليها حراس الحدود. ومتى كانت للصهاينة دولة هناك وحدود؟
التطبيع الفني إهانة لمشاعر المغاربة، ودعوة المتظاهرين للإسراع بإخراج قانون تجريم التطبيع إلى حيز الوجود. التطبيع ينخر في مجتمعاتنا كما ينخر الدود في جثة هامدة.
اقرأ/ى أيضا:
مهما كان طوق النجاة الصهيونى للأنظمة العميلة ستظل المقاومة
ماسياس في العقد الثامن من عمره، الذي بني على إبادة الآخرين، ما زال يشحذ الرأي العام والهمم في استقباله في بلدان المغرب العربي، وكان قد أثار موجة بين مؤيد ومعارض عندما أبدى رغبة شديدة في أن يزور الجزائر ومسقط رأسه قسنطينة، لكن هناك من خيب أمله ولم يدخل الجزائر الرافضة للتطبيع شعبا وحكومة، رغم أن البعض اعتبروه جزائريا فوق العادة ومحبا للجزائر. وبحجة تناغم العيش المشترك بين الجزائريين واليهود والحنين لذلك الماضي، الذي لم يعد يشبه ما كان في أي من تفاصيله. ها هو، ولأنه لم يستطع أن يشبع من عنب الجزائر يغادر لوجهة أخرى والتي أيضا واجهته بعنب مر.
اقرأ/ى أيضا:
«المؤرخ» ضاحي خلفان يندد باحتلال المسلمين للأندلس!
من يشاهد المظاهرات ليست المليونية، ولكنها مظاهرة نخب واعية بشعارات قوية وترديد أغاني الشيخ إمام يشعر بقشعريرة لم يكن قد شعر بها منذ زمن طويل، زمن التضامن المطلق مع القضية الفلسطينية، في زمن تتجيش فيه الشعوب بالآلاف والملايين من أجل كرة قدم بين الأحياء والبلدان الشقيقة، ولا تحرك هذه الجيوش ساكنا لدعم كبرى القضايا! ويمكن لأي مشاهد أن يخرج بنتيجة أن مظاهرات ذات نوعية وشعارات مبنية لا تحتاج للآلاف بل يكفيها المئات أو العشرات. في كل مرة نكسب معارك صغيرة، نخسر مئات القضايا الكبيرة.
*كاتبة من الجزائر
المصدر: القدس العربى
عذراً التعليقات مغلقة