مشاكل مجتمعاتنا العربية إلى أين؟!
التفكك الاجتماعي
تشهد كافة المجتمعات العربية الآن ومنذ عقود طويلة كثيرا من المشاكل والعوامل التى تهدد وحدتها البنائية التى حافظت عليها سنوات طويلة ومما يهدد مستقبليات مجتمعات الأمة العربية وبما تستهدفه القوى الخارجية المعادية لتماسك وتوحد مجتمعاتنا العربية .. ونشهد اليوم الغزو الثقافى الذى يهدم القيم والعادات والتقاليد والأعراف والعلاقات الاجتماعية بكافة أنواعها وبجذورها العريقة العميقة الجذور الممتدة تاريخيا والتى تشكل مقاومة المجتمعات العربية للتغييرات المستهدفة والتى تشكل ثقافة المجتمعات العربية والمقاومة للأخطار التى تتعرض أمتنا العربية.
ومن ثم يتضمن التفكك الاجتماعي عدم كفاءة النسق الاجتماعي العربى وفشله في تحديد مراكز الأفراد وأدوارهم الاجتماعية المترابطة بشكل يؤدي إلى بلوغهم أهدافهم وطنية سليمة ووما يؤدى هذا إلى التفكك العلاقات النظامية والأنماط السلوكية ، وبالتالي يتعذر بناء أنماط جديدة من السلوك أو العلاقات التى تؤسس لتقدم المجتمع واستمراريته بخصوصياتها الاجتماعية الوطنية وهذا ما نراه بقوة فى المشاكل الأسرية بسبب التقصير في الحقوق والواجبات الزوجية والتى تشكل قيم إجتماعية متوارثة ومما أثر بقوة على الحياة الأسرية العربية وأصبح الصراع الأسرى الآن فى الحياة الراهنة سمة منتشره فى سائر المجتمعات العربية بكل مستوياتها الفوقية والتحتية والسلطوية وغير السلطوية ومما أدى إلى تهديد النسق الأسرى العربى الذى يحافظ وحافظ على الوحدة المجتعية العربية طوال عهود ممتدة تاريهيا وحياتيا.
وحيث تعتبر الأسرة العربية نظاما إجتماعيا متكاملا ومتساندا وظيفيا مع باقي الأنظمة المجتمعية الأخرى كالأنظمة التعليمية والاقتصادية والسياسية، كما أنها تمثل بقوة الوسط الاجتماعي الذى ينشأ فيه الطفل العربى ويتلقن ويتربى على المباديء والقيم الاجتماعية التي توجه سلوكه في المجتمع ومستقبلياته وهى بهذا تشكل المصدر الأساسى الرئيسى للأخلاق والقيم والعادات والتقاليد والبناء الأولى الأساسى لتشكيل مستقبليات السلوك الفردى والسلوك الجمعى والسلوك الكلى المجتمعات العربية.
لقد أصبحت ظواهر التفكك الاجتماعى بداية من ضعف الروابط الاجتماعية والتفكك الأسرى سمة الآن من سمات المجتمع العربى التى يعيشها ومع آليات الحياة الآنية العصرية مع تطوراتها التكنولوجية التقنية التى أثرت على السلوكيات الاجتماعية والتى سييدت الفردية والانعزالية ومع انتشار الغزو الفكري والتغريب الثقافي المستهدف لعالمنا العربي ومما أدى إلى التباعد القيم الدينية والقيم الاجتماعية الأصيلة و ومما أدى إلى ضعف الإنتماء إلى الجذور والآصالة وسيادة المصالح المادية على القيم الاجتماعية الكلية وأصبح التواصل الاجتماعى بين أفرد الأسرة الواحدة مهدد بالإنعدام وكذلك التواصل بين الأقارب والأصدقاء والجيران شبه معدوم وافتقد الكثير من التواصل القرائبى والتواد والتراحم بين أفراد المجتمع حتى بين الأسرة الواحدة والعائلة الواحدة وافتقدت فاعليات المشاركة الاجتماعية المتوارثة فى فاعليات الأفراح والأحزان وانتشرت العزلة والانعزال والفردية ولم تعد علاقات القرابة والنسب ذات أهمية ومما أدى إلى إفتقاد الإنتماء القرائبى وومما أثر على الانتماء الوطنى وأصبح ذلك يهدد مستقبليات الوطن ومن خلال تسييد النزعة الفردية على حساب الوطن والمصلحة الوطنية.
ولم تقتصر أسباب التفكك الاجتماعى على المستوى العربى على هذه الأسباب الاجتماعية ولكن يتزايد التفكك الاجتماعى مع الصراع الدموى والحروب الكارثية الداخلية التى تشهدها العديد من المجتمعات كسوريا والعراق واليمن ، وعلى سبيل المثال كان من نتائج الحرب الإجرامية التى يعانى منها الشعب السورى تفككت الأسر السورية وتمزقت وتفتت وتشتت الأسر وتوزعت جغرافيا الأسرة الواحدة سواء داخل الوطن السورى أو بين الدول العربية المجاورة أو الاغتراب فى شتى بقاع العالم وذلك هربا من الممارسات الإجرامية للحرب البشعة ، وما شهدته من نتائج القتل والفقر والبطالة والتشريد والنشرد الأسرى والمرض العضوى والنفسى فتفككت الأسر السورية ومع استمرارية الحرب والاغتراب والضياع وانتشار الأمراض النفسية افتقدت هذه الأسر تماسك هويتها ولغتها وقيمها وعاداتها وتقاليدها وأعرافها التاريخية وطبقا لمكان الاغتراب حتى أصبح التواصل الإجتماعى بينها عند اللقاء مع طول الغربة لا يستطيع الأطفال التحدث معا والتفاهم معا لإختلاف وخضوعهم للغة وثقافة وقيم بلد الاغتراب ومما يهدد مستقبليات بقوة المجتمع السورى.
هكذا أصبح المجتمع العربى مهدد بقوة إلى تدمير هويته وتفكيك مجتمعاته وفى صالح القوى الغربية والكيان الصهيونى .. ومع الإزدياد بإستمرارية الصراع والحروب الداخلية وخضوع الأنظمة للسياسات الغربية .. فإلى تسير مجتمعاتنا العربية؟!
موضوعات تهمك:
Sorry Comments are closed