مسلمي الإيغور تحت الكابوس الصيني

mohamed17 ديسمبر 2019آخر تحديث :
مسلمي الإيغور

 المعتقلات الخفية في الصين وتعذيب مسلمي الإيغور .. القصة كاملة 

انتشرت في الآونة الأخيرة قصة مصورة تروي فيها سيدة من مسلمي الإيغور وعن طريق الرسم ترجمتها فنانة يابانية، روت خلالها ما تعرضت له من اضطهادات أثناء تواجدها في معسكرات الاعتقال وما عانته داخل الكابوس الصيني فقط لكونها من تلك القبيلة.

ذكرت السيدة المتزوجة من مصري في قصتها بحسب ما نقلتها صحيفة واشنطن بوست، انها كانت ترغب في زيارة لوالديها في الصين عام 2015 وعندما وصولت إلى الصين، ودلفت لأول مرة من الطائرة برفقة أولادها التوائم الثلاث تم تقييد يديها بالحديد ووضع كيس أسود على رأسها لكي لا ترى وتم احتجاز أولادها بعيدا عنها.

تقول أنه بالرغم من عدم إدراكها أي جرم ارتكبته سوى أنها من مسلمي الإيغور فإنه تم استجوابه تحت الضغوطات والتعذيب والصعق بالكهرباء، قبل أن يطلق سراحها مجددا ويتم إعطائها أطفالها من بينهم جثة الأكبر، لتجد في أجسامهم ندوب جراحية عرفت فيما بعد أنها فتحت تم صنعها لتغذية الأطفال، ثم أطلق سراحها ليتم اعتقالها مرة أخرى بعد مدة قصيرة واقتيادها إلى معسكرات الاعتقال لتحرم من النوم وتتعرض للضرب والتعذيب مرارا.

تروي السيدة أنها أجبرت ومن معها داخل المعسكرات على الصلاة من أجل الزعيم الصيني وتغني هتافات مناصرة للحزب الشيوعي، بالإضافة لإجبارها على تناول حبوب غير معروفة بالنسبة لها، وفي مرة من المرات أثناء التعذيب أغشي عليها ليتم نقلها لمستشفى أمراض عصبية ويطلق سراحه تحت الإقامة الجبرية ومعها اثنين ممثلين عن السلطات ليتم مراقبتها، قبل أن يتم اعتقالها مجددا لترتدي ملابس السجن في هذه المرة وتهدد بالموت داخل تلك المعسكرات، إلا أنه لأن أبناءها الثلاث يحملون الجنسية المصرية تم إطلاق سراحها وترحيلها إلى مصر.

تقول السيدة أنه عادت في الأخير إلى مصر لتكتشف أن زوجها ذهب إلى الصين للبحث عنها، لكن تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن لـ16 عاما.

لكن من هم الإيغور ليتعرضوا لكل تلك الاضطهادات؟

الإيغور هي جماعة مسلمة تعود أصولها إلى الشعوب التركية ( التركستان)، وهم أقرب عرقيا وثقافيا لأمم آسيا الوسطى، كما يعتقدون.

مسلمي الإيغور

يشكل عدد جماعة الإيغور في الصين نحو 45%، من سكان إقليم شينغيانغ، فيما يبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان حوالي 40%.

واعتمد اقتصاد المنطقة لعدة قرون على الزراعة والتجارة،  حيث كانت عدد من المدن مثل كاشغار مراكز رئيسية على طريق الحرير الشهير.

أعلنت الإيغور في أوائل القرن العشرين، استقلالعا عن الصين لفترة وجيزة، غير أن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية في عام 1949، ومنذ وقتها، انتقل عدد كبير من عرقية الهان الصينية إلى الإقليم.

ولقى حوالي 200 شخصا مصرعهم في أحداث العنف التي شهدتها عاصمة الإقليم “أورومكي” في شهر يوليو / تموز من العام 2009.

مسلمي الإيغور

نفي صيني!

خرجت الحكومة الصينية، عن صمتها بشأن ما طالته من هجوم حقوقي وإنساني وسياسي عدة مرات، لتتحدث عن أن تلك الأخبار كاذبة، ومبررة بأن أولئك الإيغور يأتون بإرادتهم إلى “معاهد مهنية” خاصة تكافح “الإرهاب والتطرف الديني” على حد زعمها.

واعترفت الصين، باحتجاز عدد من المتشددين دينيا -على حد ما وصفتهم ولم تذكر العدد بدقة، يذكر أن حكومة شمولية مثل حكومة الصين لا تأبه كثيرا بالأعداد- وقالت أن ذلك لإعادة تأهيلهم، حيث تتهم من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين والانفصاليين بقيامهم بإحداث اضطرابات في المنطقة، على الرغم من أن التقارير جميعها تتحدث عن قمع لطقوس دينية وعبادية لا علاقة لها بالإضطرابات من بعيد أو قريب.

يعد النفي الصيني جديرا بالرد عليه في كل مرة يتم فيها تكذيب الحقائق الواردة من قبل نشطاء أكدوا تعرض فتياتهم للزواج القسري من غير المسلمين كمواجهة صينية لإحدى شرائع دينهم، كما يتم تمزيق المصاحف والاعتداء على رجال الدين، إلى أن بعض روايات أكدت تعرضهم للسحل والقتل، كما يجبرون على عدم إبداء أيا من مظاهرهم التي تكشف هويتهم الدينية، وهو ما سمته تقارير بعملية غسل الأدمغة للمسلمين هناك.

يبدو أن الحكومة الصينية قد اعترفت إلى حد كبير بممارساتها تجاه الأقلية المسلمة، حيث التأهيل في نظرها هو قمع أي قيمة أو هوية دينية لأصحابها ليتم رصهم صفوفا ضمن أنصار الحزب الشيوعي الصيني.

غير أن حقائق أخرى أكدت ما فعله الرفاق الصينيين بحق مسلمي الإيغور من ممارسات ففي هذا الشأن، أجرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، تحقيقا بشأن ما يتعرض له مسلمي الإيغور من اضطهاد كشفت من خلاله حقيقة التعذيب الذي يتعرض له الإيغور في معتقلات إقليم شينجيانغ، حيث توصل التقرير إلى أدلة جديدة ومهمة عن حقيقة هذا الأمر.

وجاء في التقرير، أنه بتاريخ 12 تموز / يوليو من العام 2015، حلق قمر اصطناعي فوق صحاري ومدن المنطقة الشاسعة التي تمثل أقصى غرب الصين.

وكشفت إحدى الصور التي التقطها القمر الاصطناعي وجود منطقة رملية ليس بها بناء، فكانت الانطلاقة لإجراء تحقيق في واحدة من أهم قضايا حدالمتعلقة بمجال حقوق الإنسان في العصر الحالي.

مسلمي الإيغور

واستكمالا لهذا الأمر، كشفت صور فضائية أخرى لنفس المنطقة الصحراوية التقطت بعد أقل من ثلاث سنوات، تحديدا في 22 أبريل 2018، وجوظ معالم جديدة لم تكن موجودة في الصورة الأولى.

وتبين من خلال هذه الصور وجود معسكر مسيّج ضخم، في المنطقة، في أقل من ثلاث سنوات فقط، وكان يحيط بالمعسكر سياج خارجي يمتد لكيلومترين وبه 16 برجا للمراقبة والحراسة.

قد يهمك أيضا:

سقوط ضحايا في انفجار بالصين

ترامب: الحرب التجارية مع الصين ستنتهي قريبا

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة