كشفت مصادر وثيقة الاطلاع في “ائتلاف دولة القانون” الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان مستشار الأمن الوطني المكلف بالملف السوري فالح الفياض أبلغ المالكي أن نظام بشار الأسد على وشك الانهيار.
وقالت المصادر لـ”السياسة” ان الفياض الذي يرأس غرفة عمليات امنية لمتابعة الوضع السوري بتفاصيله الصغيرة والكبيرة, نصح المالكي بضرورة التحضير لخطوة استباقية لفتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية, خاصة مع قيادات “الجيش السوري الحر”, الذي يعتقد أنه أفضل فصائل المعارضة بالنسبة للعراق لخلوه من الجهات السلفية.
وحسب المصادر, يرى الفياض ان على المالكي ان يحل ازمته السياسية مع شركائه بسرعة, وان يستفيد من بعض الجهات العراقية للدخول في مفاوضات عميقة مع جميع فصائل المعارضة السورية بينها جماعة “الاخوان المسلمين”, خاصة أن “الحزب الإسلامي العراقي” يمكنه أن يلعب دوراً في هذا الاتجاه بإشراف وتنسيق مع المالكي.
وكشفت المصادر أن الفياض استند إلى معلومات عندما وصل إلى قناعة عن قرب سقوط الأسد, يمكن تلخيصها بالتالي:
1- ان بعض الجهات الإيرانية تحدث عن أن المكان الآمن للرئيس السوري بشار الأسد في حال فكر بمغادرة بلده هي ايران. وحسب الفياض, هذه هي المرة الاولى التي يذكر فيها مسؤولون إيرانيون المنفى المناسب لبشار الأسد.
2- ان بعض المسؤولين السوريين, وفي مقدمهم المستشار الامني للرئيس السوري محمد ناصيف خير بك أعرب عن مخاوفه من ان تقوم روسيا بتدبير انقلاب عسكري بواسطة وحدات في الجيش السوري من المقربين للأسد, إذا تأكدت أن الأخير ينحدر الى السقوط بالفعل, وان هذه الخطوة الروسية ستكون ضرورية لتأمين سلامة مخازن الأسلحة الروسية الاستراتيجية التي بيعت الى النظام السوري طوال عقود.
3- أبلغ الفياض المالكي ان الوضع الداخلي السوري رغم مرور نحو شهر على بدء تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان غير مطمئن, وان الحكومة السورية بدأت تفقد السيطرة على الأوضاع الميدانية, وان الانشقاقات في الجيش والتذمر والقلق في الطائفة العلوية في تزايد, وهذا يعزز من القناعة أن نظام الأسد يتجه الى السقوط.
في سياق متصل, قال النائب عن “دولة القانون” بهاء هادي أحمد لـ”السياسة الكويتية” إن استمرار العنف بهذا الشكل في سورية يعني ان نظام الاسد يتجه حتماً الى السقوط, متوقعاً ان ينهار النظام السوري في فترة ربما لا تتجاوز نهاية الصيف الحالي.
من جهته, نصح النائب عن “المجلس الأعلى الإسلامي” (برئاسة عمار الحكيم) حبيب الطرفي الرئيس الأسد بمغادرة الحكم في ظل استمرار نزيف الدم.
وقال لـ”السياسة” ان دولاً إقليمية والولايات المتحدة ستكون نجحت في تقويض “الهلال الشيعي” السوري – العراقي – الإيراني إذا سقط الاسد وان امام الحكومة العراقية خيارات صعبة للغاية في مرحلة ما بعد الاسد, لأن العلاقات مع المعارضة السورية تفتقر الى الثقة المتبادلة.
وأشار الطرفي الى ان من بين اخطر نتائج سقوط نظام الأسد هو الإخلال بتركيبة نظام الحكم في العراق حيث تحكمه اغلبية سياسية شيعية, ولذلك ربما تواجه البلاد خطر اندلاع حرب طائفية في المنطقة.
في المقابل, أيد النائب عن ائتلاف “العراقية” (برئاسة اياد علاوي) قيس شذر خميس فكرة قرب سقوط الاسد.
وقال لـ”السياسة” ان لجوء النظام السوري الى المزيد من القسوة مع شعبه حول الصراع بينه وبين معارضيه من مجرد صراع من اجل مطالب محددة الى “صراع وجود” بحيث يجب على احد الطرفين ان يبقى ويزول الآخر.
ورأى خميس أن مصير الاسد يتجه الى المصير نفسه الذي واجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح, وان على الاسد ان يفكر بسرعة في تسليم السلطة الى شخصية وطنية لقيادة المرحلة الانتقالية, مستبعداً ان يواجه الاسد مصير الزعيم الليبي معمر القذافي.
ووصف تقرير سري صادر عن “حزب الوفاق الوطني” بزعامة علاوي المعلومات عن اقتراب انهيار نظام الاسد بأنها صائبة, لأن بعض قيادات “حزب البعث” السوري في القيادتين القطرية والقومية بدأت تفكر بالرحيل عن سورية باتجاه دول اخرى.
وذكر تقرير “حزب الوفاق”, الذي نشأ وتوسع في سورية منذ الثمانينات من القرن الماضي وكان يضم البعثيين المعارضين لنظام الديكتاتور صدام حسين, ان بعض الشخصيات من العلويين ورجال الدين الشيعة في سورية ربما يفضل عقد صفقة ما مع المعارضة السورية للتخلص من الأسد لتفادي حدوث فتنة في المرحلة التي تلي انهيار النظام.