دعت براميلا باتن المعنية بشئون المرأة و العنف الجنسي بالامم المتحدة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمنع العنف ضد النساء والأطفال في جميع أنحاء البلاد.
وقالت براميلا باتن الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بشئون العنف الجنسي ،خلال جلسة لمجلس الأمن،حول الوضع في جنوب السودان، أن الاعتداءات الجنسية الوحشية الأخيرة ضد نساء وفتيات في بانتيو، وهن في طريقهن إلى موقع لتوزيع الغذاء أرسل رسائل صادمة حول العالم،وأن مرتكبي هذه الحادثة ما تزال محل التحقيق بواسطة فريق الأمم المتحدة .
وأشارت المسئولة الأممية إلى ان منذ عام 2013 على وجه الخصوص، شهدنا أنماطا منهجية من العنف الجنسي ضد الفتيات والفتيان إذ لا يزال العنف الجنسي متفشيا في البلاد ويستخدم كجزء من استراتيجية لقهر وإذلال الضحايا والمجتمعات ذات الصبغات العرقية أو السياسية، كما استُخدم العنف الجنسي كقوة للتهجير القسري.
ودعت السلطات الحكومية إلى ضمان السلامة الكاملة للضحايا وشهود العيان خلال فترة التحقيق، مشيرة إلى أنه وبرغم أن عملية التحقيق ما زالت جارية، إلا أن الهجمات الأخيرة تظهر بجلاء أنها كانت جزءا من نسق ممنهج للعنف الجنسي، وتصاعدت بشكل كبير عام 2018 برغم التزام قادة جنوب السودان مؤخرا بوقف الأعمال القتالية وتنشيط عملية السلام.
وقالت باتن إن المسئولين الذين التقتهم خلال زيارتها إلى جنوب السودان ومن بينهم وزير الدفاع ،ووزير في مكتب الرئيس ،إضافة إلى مسئولين أخرين كبار ،أكدوا لها أن هذه الانتهاكات غير مقبولة ومخزية.
لكن باتن دعت إلى ترجمة هذا الغضب إلى عمل ملموس” قائلة إن الإفلات من العقاب السائد هو محرك للعنف الجنسي، مشيرة إلى أن الملاحقة والمقاضاة المتواصلين لمرتكبي هذه الجرائم أمر أساسي لمنع حدوثها.
وأضافت باتن إن العنف الجنسي “يترك ندوبا جسدية ونفسية واجتماعية عميقة، فجميع الناجين الذين التقيتهم طلبوا المزيد من الدعم لاستعادة سلامتهم الجسدية والنفسية.فهم يواجهون تحديات هائلة لتلقي العلاج الطبي المناسب، مشيرة إلى أن المرافق الإنسانية التي تقدم العلاج في كثير من الأحيان لا يمكن الوصول إليها.
وأوضحت أن أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية في كثير من الأحيان ليس لديهم مكان يذهبون إليه، نظرا لانهيار أنظمة الرعاية الصحية بسبب الصراع والتدهور الكلي للخدمات ،مما يعني أن النساء والفتيات معرضات بشكل أكبر للحمل غير المخطط له ومزيدا من الإصابات الجنسية الشديدة أثناء الإنجاب، إضافة إلى أنهن يبقين عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا.
وحثت المسئولة الأممية حكومة جنوب السودان على أن تتحلى بالصرامة وأن تقوم بإجراء تحقيقات على وجه السرعة في جميع حوادث العنف، ومشاركة نتائج تلك التحقيقات مع الأمم المتحدة، فضلا عن محاسبة جميع الجناة بغض النظر عن رتبهم.
وبالإضافة إلى ذلك حثت باتن الحكومة على إنشاء المحاكم المختلطة دون تأخير، وضمان أنها تحاكم جميع حالات العنف الجنسي معلنة استعداد مكتبها لتقديم الدعم في هذا الصدد.
وحثت براميلا باتن مجلس الأمن على تطبيق العقوبات على مرتكبي جرائم العنف الجنسي باعتبارها جانبا حاسما من الردع، داعية إلى ضرورة توفير الرعاية الطبية والنفسية.
كما حثت جميع أطراف النزاع على السماح للمنظمات وبعثة أونميس بالوصول إلى الضحايا والنازحين وبدون عوائق.
ودعت إلى أن تكون اعتبارات العنف الجنسي جزءا من أي عملية بناء للسلام وإعادة الإعمار والعدالة الانتقالية والحقيقة وترتيبات المصالحة،و انه في ضوء حجم هذه الانتهاكات ونتائجها. يجب التعامل مع العنف الجنسي المتصل بالنزاع باعتباره جانبا مركزيا في اتفاقية السلام لعام 2108، وأن الضحايا يتلقون التعويضات ودعم سبل العيش التي يحتاجون إليها لإعادة بناء حياتهم.
عذراً التعليقات مغلقة