تتواصل حملة الهندوس في الهند ضد المسلمين في محاولة لإسكاتهم والتنمر عليهم.
آخر الحملات الهندوسية وضع نساء مسلمات في مزادات وهمية عبر تطبيقات على الإنترنت.
ما هي الضمانات من الحكومة بعدم تحول التهديدات بالقتل والتخويف على الإنترنت غدا إلى عنف جنسي في الشوارع؟
أكثر من 100 إمرأة مسلمة بارزة منهن فنانات وصحافيات وناشطات ومحاميات وجدن صورهن بدون إذن على التطبيق الذي ظهر السبت وحُذف بعد 24 ساعة.
* * *
تتواصل الحملة الهندوسية في الهند ضد المسلمين في محاولة لإسكاتهم والتنمر عليهم. وآخر هذه الحملات وضع النساء المسلمات في “مزادات” وهمية عبر تطبيقات على الإنترنت.
تقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن الحملة هي آخر مثال على ما تتعرض له المرأة المسلمة ودليل على طبيعة التنمر عبر الفضاء الافتراضي والتهديدات بالعنف الجنسي الذي يستهدف كل من يتحدث أو ينتقد من المسلمين حكومة اليمين المتطرف.
وقال سمير ياسر في تقريره إن هبة بيغ، وهي متخرجة من الولايات المتحدة، كانت في زيارة لقبر والدتها في نيودلهي نهاية الأسبوع عندما علمت أنها “معروضة للبيع” ولمن يدفع الثمن الأكبر، وهذه هي المرة الثانية التي توضع صورتها على “مزاد” في أقل من عام.
وامتلأت شاشة هاتفها بلقطات للإعلان والمزاد الذي تم إنشاؤه على تطبيق وهمي اسمه “بولي باي” أرسلها لها الأصدقاء والأقارب.
وبيغ صحافية سابقة ولديها حضور قوي على منصات التواصل، وهي ليست الوحيدة التي استهدفت بهذه الإعلانات الزائفة، فهناك أكثر من 100 إمرأة مسلمة بارزة منهن فنانات وصحافيات وناشطات ومحاميات وجدن صورهن بدون إذن على التطبيق الذي ظهر يوم السبت وتم حذفه بعد 24 ساعة.
وفي حزيران/يونيو الماضي ظهر تطبيق آخر باسم “صفقات سولي” (وسولي وبولي باي كلمات مشينة يستخدمها الهندوس لوصف النساء المسلمات)، وبقي هذا التطبيق لعدة أسابيع ولم يحذف إلا بعد شكاوى من الضحايا. وكما هي العادة فقد فتحت الشرطة تحقيقا ولم يتم توجيه تهم لأحد.
والفضاء الإلكتروني في الهند حافل بكراهية المرأة والتحرش بها، لكن “المزادين” فاقما من المخاوف حول الطبيعة المنظمة للتنمر وكيف يتم الاعتماد على التشهير المستهدف والتهديدات بالعنف، وبخاصة العنف الجنسي لإسكات المرأة، وتحديدا الناقدة لبعض سياسات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وقالت بيغ (26 عاما) والتي تواصل دراستها في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة “يهدف التخويف إلى إجبار النساء المسلمات اللاتي رفعن أصواتهن ضد الظلم للخروج من الحياة العامة” و “لكنك لن تتراجع، حتى لو غمرتك الأحداث”.
ولعبت النساء المسلمات في الهند دورا بارزا ورياديا في الكثير من الاحتجاجات الكبيرة خلال العقود الماضية. وفي بداية 2020، وقبل انتشار وباء كورونا، قام الآلاف باعتراض الطرق وتنظيم الاحتجاجات ضد قوانين المواطنة الجديدة التي استهدفت المسلمين تحديدا.
وتضم قائمة النساء المستهدفات بالمزاد الزائف، فاطمة نفيس، والدة طالب ناشط اختفى منذ أكثر من 5 أعوام بعد قتال مع عناصر منظمة متطرفة، بالإضافة لنجمة سينمائية تحولت إلى ناشطة اجتماعية وكذلك باحثة وعددا من النساء المسلمات الشهيرات.
ويعود “مزاد” حزيران والأخير إلى شركة “غيت هاب” وهي شركة تملك البرمجية لتطوير المواقع ومقرها سان فرانسيسكو. وقال وزير الاتصالات أشويني فيشنو إن “غيت هاب” قامت بحجب التطبيق الأخير بدون شجب للشركة.
وقال كارتي شيدامبرام، عضو البرلمان الهندي وزعيم المعارضة، إنه يشعر بالرعب من المسؤولين عن الحادث الذين شعروا بالجرأة لعدم تحرك الحكومة بعد الحادث الأول، “عودة هذا المشروع المعادي للمرأة غير مقبول”.
وقالت شرطة أندرا براديش، يوم الإثنين، إنها فتحت تحقيقا وتقدمت بشكوى جنائية ضد عدد من الحسابات على تويتر، التي تدير وتشرف على التطبيق، وبناء على شكاوى نساء مسلمات. إلا أن معظم المشتكيات لا يعولن على شيء نظرا لعدم حدوث تقدم بعد الشكاوى التي قدمت ضد التطبيق الآخر.
وظلت بيغ وعلى مدى سنوات طويلة صوتا ناقدا للحكومة القومية الهندوسية وسياساتها التي تفضل الغالبية. وعانت من هجمات عاتية على الإنترنت بما في ذلك تويتر. واضطرت في السنوات الأخيرة لممارسة الرقابة الذاتية وتجنب نقد السياسات القومية الهندوسية.
وقالت إنها تخشى من زيادة التعصب وعدم التسامح، إلا أن الحادث الأخير كشف لها عن الطريقة التي يستخدم فيها الإنترنت لإجبار النساء المسلمات الناشطات على الانسحاب من الحياة العامة، مما يعني محو كل رواية مضادة للرواية السائدة.
وقالت هبة أمين، المنسقة لمنصات التواصل الاجتماعي في حزب المؤتمر الهندي المعارض، والتي ورد اسمها في “المزاد” الوهمي، إن خروج التهديدات بالقتل ضد الأقليات عن مجال الإنترنت هو ما يجعلها قلقة طوال الوقت.
و”ما هي الضمانات من الحكومة بعدم تحول التهديدات بالقتل والتخويف على الإنترنت غدا إلى عنف جنسي في الشوارع”.
المصدر| نيويورك تايمز
موضوعات تهمك:
هل المشكلة في القنبلة النووية الإيرانية ام القنبلة الطائفية المحلية؟