في إطار العمليات الأمنية التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في مخيم الهول شرق سوريا منذ الخميس الماضي، عثرت قوى الأمن الداخلي على خنادق وأسلحة وأزياء عسكرية ومعدات لوجستية مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، ومعلومات عن جهود تنظيم أعضاء خلايا داعش. وبعد حصولهم على المعلومات، صادروا وثائق تحتوي على ملفات تتعلق بأنشطة خلايا داعش في المخيمات المكتظة.
وتمت العملية بدعم من التحالف الدولي وجنود أمريكيين وغطاء جوي من قوات التحالف الدولي.
وفي الساعات الأولى من صباح “السبت”، أحبطت قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمنية في المخيم محاولة خلايا تابعة لتنظيم داعش الفرار خارج المخيم للقيام بأعمال إرهابية واعتقلتهم.
وشهدت العملية نزاع مسلح بين قوات الأمن وخليتين إرهابيتين، حيث بادر عناصر الأخيرة على إطلاق النار، مما أدى إلى مقتل أحد العناصر وإصابة آخر.
وقال سياماند علي، المتحدث باسم “قوة حماية الشعب الكردي”، إن العملية تشمل قطاعات من اللاجئين العراقيين والسوريات والمهاجرات، وهي واحدة من أكبر مكونات الوحدات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية.
وأشار “علي”، في تصريحاته لموقع “الشرق الأوسط” ، إلى أنه تم العثور على أزياء عسكرية في عدة خيام وأسلحة وذخيرة، في عدد من الخيام وتمكنت قوات الأمن من العثور على خندقين وأنفاق قيد الحفر والبناء والتواصل مع الشبكة المحفورة، لربطها مع شبكات محفورة تحت أحد قطاعات المخيم، إضافة إلى مصادرة حواسيب محمولة تحوي بداخلها ملفات سرية خاصة بمرتزقة “داعش”، مشيرا إلى أنه تم القبض على عدد من الأشخاص بعد العثور على هذه الملفات، لتفضح أسرار وخفايا التنظيم وتحركات مؤيديه داخل مخيم الهول، حسب المتحدث الرسمي.
ويقطن مخيم “الهول” الذي يقع على بُعد نحو 45 كيلو متراً، شرق محافظة الحسكة، في أقصى الشمال الشرقي لسوريا، أكثر من 40 ألفاً بينهم 16 ألف نازح سوري، و18 ألف لاجئ عراقي، وما يقرب من 6800 ألف مهاجرة يتحدرن من 60 جنسية غربية وعربية برفقة أطفالهن.
ووفقا للأمم المتحدة وسلطات الإدارة الذاتية، فإن 90% من قاطني مخيم الهول، من النساء والأطفال.
وخلال العام الحالي 2024، شهد المخيم حوادث هروب جماعية وعمليات إرهابية، حيث صرحت جيهان حنان، مديرة المخيم، بأنهم تلقوا عدد من الشكاوى بوجود تهديدات في وضح النهار، والتعدي على قاطني المخيم خلال ساعات الصباح والظهيرة.
وقالت: “مؤخراً وصلتنا الكثير من الشكاوى من سكان المخيم، بينها شكاوى من موظفي منظمات إنسانية، بوجود تهديدات من رجال ملثمين يحملون أسلحة فردية، داهموا مكاتب المنظمات وسرقوا مقتنياتها وهددوا حراسها والموظفين، الأمر الذي دفع قوى الأمن الداخلي و(قسد) إلى تنفيذ حملة أمنية واسعة”.
وأضاف المسؤولة الكردية أن مخيم الهول بات أخطر مخيم في العالم، راجعة السبب الرئيسي إلى “أن غالبية قاطنيه من عوائل وأسر مقاتلي “داعش”.
وأوضحت قائلة: “حتى اليوم وقعت 150 جريمة قتل، وسجلنا مئات حالات الاعتداء وعمليات الهروب الجماعية، فهذا المخيم بات الأخطر على الإطلاق”.
وقالت قوى الأمن الداخلي و”قسد”، في بيان مشترك، إن العملية تهدف إلى تشتيت خلايا التنظيم، والقبض على أذرعه، حيث تم “القبض على 47 عنصراً في حصيلة غير نهائية، وتمشيط مساحة جغرافية تجاوزت 100 كيلومتر مربع، للحد من الجرائم التي ترتكب داخله”.
الجدير بالذكر أن قوى الأمن الداخلي، قد شنت حملات أمنية مماثلة خلال الأعوام الماضية، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي والجيش الأمريكي، واعتقلت عناصر شبكات تهريب البشر، بينهم نساء “داعشيات”، بتهم تشكيل “خلايا إرهابية لتهريب عوائل التنظيم”.
إقرأ أيضا:
