مخاطر الحرب النووية ــ 2
بقلم : ـــ أحمد عزت سليم …. مستشار التحرير
يعتبر السلاح النووي سلاحا تدميريا فتاكا خطيرا ، ولا شك أن التدمير المؤكد المتبادل – من خلال الحرب النووية سوف يدمر بشكل شبه كامل البلدين اللذين شنا حربا نووية ، وقد تكون التهديدات النووية رادعا جيدا ، لكنها ليست كافية للقضاء على الخطر تمامًا ، وحيث تقود إلى إحداث واسع النطاق لمخاطر تهدد الوجود – وهذه المشكلة الخطيرة لها نطاق واسع التأثير والعواقب وبشكل خاص إذا وضعت قيمة هذه العمليات الكارثية والتى من شأنها أن تمنع وجود جميع الأجيال القادمة ، وحيث أن احتمالية التعافي من الانهيار – إذا كانت هناك كارثة نووية وما تلاها من انهيار اجتماعي ، فما مدى احتمال عودتنا إلى حالتنا الحالية ؟ وإلى الممارسة الطبيعية وعلى الرغم من أن الانتعاشما بعد الحرب النوويىة قد يكون أكثر احتمالا ..
ويظل العالم فى حاجة إلى مجموعة من الخيارات الممكنة للحد من خطر النزاع النووي ومنها : ـــ
1 ــــ العمل على تحسين العلاقات الخارجية بين القوى النووية الرئيسية ونزع فتيل أي إمكانات ( الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين ) .
2 ــــ إقناع السياسيين أو الناخبين في هذه البلدان بإعطاء الأولوية لتجنب الحرب فوق مخاوف أخرى محتملة .
3 ــــ التأكد من أن مراقبة الضربات الأولى ، والتواصل بين القوى النووية ، أمر جيد بما يكفي لمنع إنذار كاذب يتصاعد إلى حرب واسعة النطاق .
4 ــــ ضمان حماية المواد النووية بأمان وعدم إمكانية استخدامها من قبل الجهات المارقة .
5 ــــ منع تطوير الدفاع ضد الصواريخ الباليستية في الولايات المتحدة على أمل زيادة تخفيضات الأسلحة المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين .
6 ــــ العمل على تحسين العلاقات الخارجية في بؤر التوتر النووية الأخرى ، مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية وإيران وإسرائيل .
7 ــــ تقليص المخزونات النووية وتحسين مرونة الإمدادات الغذائية للشتاء النووي الذى قد يحدث عن الهجوم وكذلك تحسين التكيف والتعافي في مواجهة المخاطر النووية .
ومع هذه الخيارات لابد من منع الانتشار النووي وهى تشكل فرص متاحة فقط داخل السياسة الخارجية والاستخبارات والمؤسسة العسكرية للقوى النووية ، حيث يمكن للمؤسسات العالمية إجراء أنشطة السلام ، وزيادة التعاون بين القوى النووية ، أو ومع أبحاث السياسة الخارجية ، ومن خلال مراكز الفكر والأوساط الأكاديمية العالمية للإقناع العلمى بالمخاطر النووية ، ومازال العالم يواجه حقيقة أن : ـــ أكبر الثغرات المحتملة في هذا الفضاء يبدو أنها العمل على إيقاف سياسة الأسلحة النووية خارج الولايات المتحدة والدعوة الأمريكية المستمرة شكليا لمنع الإنتشار النووى ، مع وجود فجوة أكبر بين إستمرارية السباسات النووية الأمريكية وبين دعواتها لإيقاف ومنع إنتشار الأسلحة النووية ، وفى إطار مصالحها الإستراتيجية ومصالح الكيان الإجرامى الصهيونى والذى لا يتحدث العالم طبقا للسيطرة السياسية والدعائية الإمركية عن السلاح النووى الصهيونى وأخطاره وتهديداته .
وعلى الرغم من مرور خمسين عاما على دخول معاهدة منع الانتشار النووي حيز التطبيق والتي وقعت عليها 191 دولة للحد من انتشار الأسلحة النووية وحيث يجتمع ممثلو هذه الدول الأعضاء في المعاهدة كل خمس سنوات لمراجعتها وتأكيد الإلتزام بها ، فإن مخاطر وقوع الحرب النووية عالميا الآن أصبح أكبر حدوثا من أي وقت مضى منذ أزمة الصواريخ الكوبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا في ستينات القرن الماضي . ومع محاولات الكثير من الدول إمتلاك الأسلحة النووية كالسعودية وتركيا إيران.
موضوعات تهمك:
إيران تلوح بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي