هو الشيخ محمد محمود الطبلاوي أحد مزامير داود في قراءة القرءان الكريم والمولود عام 1934 في شهر نوفمبر يوم 14، يعني أنه أتم عامه الـ85 منذ شهرين فقط، وانتشرت في الآونة الأخيرة حديثا عن وفاته إلا أن تلك الشائعات تم نفيها من قبل نقيب القراء في مصر وآخر الباقيين على قيد الحياة من الأصوات التي ملأت سماء القاهرة ومحافظات مصر صادعة من مبنى إذاعة القرءان الكريم.
الشيخ في حوار نشرته صحيفة الوطن المصرية، اليوم الخميس، أكد أنه يتمتع بصحة جيدة ولا صحة أبدا لما يتم تداوله مبديا امتعاضه من ترويج الشائعات حول وفاته، مشيرا إلى أن تلك الشائعات تروج من أصحاب الأمراض القلبية من القراء الشبان الغيورين منه لأن القراء القدامى لاقوا ربهم ولم يتبقى من جيله تقريبا غيره.
الطبلاوي الصوت الحي
يعيش الشيخ القارئ في محافظة المنوفية حاليا مسقط رأسه بقرية صفط جدام التابعة لمركز تلا وأصوله، بعد أن قضى عمره بين القاهرة والمنوفية حيث مقر عمله، وكان يسكن في مجافظة الجيزة في شارع سمي مؤخرا باسمه وبني فيه مسجد يحمل نفس الاسم، بين شارعي الهرم وفيصل بالمحافظة التابعة للقاهرة الكبرى.
كان الشيخ بارا بوالديه بحق، ويروي في أحد الحوارات السابقة أنه دخل الإذاعة قارئا بفضل دعوة دعاها والده له، والتي سمعه فيه الشيخ الصغير يدعو بأن يصير ابنه أحد قارئ القرءان، ومن وقتها قرر أن يحقق لوالده ما يتمنى وبالفعل استجاب الله له بإصرار ابنه على العمل من أجل تحقيق تلك الدعوة في أن يكون ابنه قارئا وحافظا للقرءان الكريم، ليبدأ الشيخ الصغير بالترتيل والترتيل في مناسبات عدة بدءا من سن الثانية عشر وحتى أن تم اعتماده في إذاعة القرءان الكريم، بعد أن اشتهر في عدة محافظات بطبقات صوته وقدرته على مواصلة القراءة لساعات طويلة.
وفي حديث لاحق له أكد أنه دخل الإذاعة ولم يكن يعرف أن من شروط دخوله الإذاعة هو أن يكون لديه مدرسة خاصة به بالقراءة وليس مقلدا لأحدا من القراء، وفي حوار اليوم أشار إلى أنه دخل الاذاعة بفضل جملة قالها وهي “يابركة دعاء الوالدين” فسأله أخدهم وهل تبرهم، قال ولو لم أبرهم لما دعو لي، ليدخل الإذاعة بفضل تلك الجملة وبفضل كونه ليس مقلدا بل إن قراء كثر يقلدونه.
زاد تألق الرجل مع زيادة شهرة التي كان الفضل فيها لإذاعة القرءان الكريم حسب قوله، وامتدت شهرته لدول عربية وأوروبية حيث سافر للقراءة في 80 دولة عربية وأجنبية، مرة ممثلا عن الأزهر ومرة عن الأوقاف ومرات عبر دعوات وجهت له بالاسم ولشخصه، كما شارك في ندوات ومؤتمرات تابعة للأزهر والأوقاف بينما شارك في لجان تحكيم خاصة بالقرءان الكريم.
محمد محمود الطبلاوي النوراني!
وصف باسم النوراني نسبة إلى النور، بينما وصف صوته بالنغمة المستحيلة حيث لم يكن من السهل الوصول إليها لقوتها وعذوبتها في حين واحد، بينما سمي النوراني بعد حوار له قال فيه أنه كان يشعر بالنور يملأ أرجاء المكان الذي يقرأ القرءان فيه فيشعر بنور القرءان حوله ويشعر بالنور داخل المستمعين له.
ولعل أبرز ما قيل بخقه هو قول الشيخ الجليل الذي قال عنه عندما تسمع فقط البسملة فإنك تعرف من يقرأ ولا تحتاج لتفكير، وذلك جاء تعليقا على شائعات تقول أن الشيخ الطبلاوي رفض أكثر من مرة في امتحانات الإذاعة.
شخصية متواضعة
الرجل يتحدث بكل بساطة في كل لقاء عن أن لديه مدرسة خاصة في القراءة ما دفع أشخاص للحديث عن غرور الرجل، إلا أنه من حديثه يبدو رجل ريفي بسيط عاش المدينة وعاد للريف الذي خرج منه تاركا كل الأمتعة وراءه لينعم بسلام نفسي وينظر إلى حياته التي عاشها بسلام نفسي كبير.
وعلى ذلك وبالرغم من أن أشخاص قال أنهم وراء شائعات موته من صغار القراء، فقد وجه لهم نصائح بكل مهنية وأمانة مؤكدا أنه عليهم ألا يتغالوا في مهنة القرءان الكريم، داعيا إياهم إلى وقف تلقي أموال ضخمة جراء القراءة في مآتم أو مناسبات عدة، ضاربا المثل بما فعله مع سيدة قالت أن والدتها أوصت أن يقرأ في مأتمها، بينما قال لها أنه سيذهب إن وجد فعلا وصية بذلك فسيفعل كما أنه إن لم يجد وصية ووجدهم فقراء فسيفعل أيضا إلا إذا وجدهم أغنياء فسيتلقى أجرا نظير عمله، مشيرا إلى أنه ذهب للمنزل ووجد فعلا الوصية وأنهم فقراء ففعل ذلك باعتبارها زكارة.
كما انتقد بقوة عملية المبالغة بالتغني بالقرءان معتبرا أنها لا تليق مع القرءان الكريم، مشيرا إلى أنه كنقيب للقراء فلن يتهاون مع مثل هذا الأمر حيث أنه إذا ما تم عرض شريط مسجل يثبت ذلك فإنه سيتم عرض الشريط على اللجنة داخل النقابة لمحاسبته، مؤكدا على وجوب أن يكون هناك إثبات مادي يدفعهم لاتخاذ إجراءات ضد القارئ.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة