تركي الفيصل أمام محمد بن سلمان، عنوان صراع تحدثت عنه صحف عبرية بما يخص تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أسوة بدول خليجية وعربية أقدمت على تلك الخطوة الهادفة من أجل التقدم خطوة فيما يخص الخطط الصهيونية في فرض الوجود في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني، وأبرزها الإمارات التي تعد قدوة المملكة، بالإضافة للبحرين والسودان والمغرب ودول أخرى تسعى من أجل اتخاذ مثل تلك الخطوة.
وفي تقرير لها قالت صحيفة معاريف العبرية أن ما يحدث هو حرب سرية مشتعلة بين أفراد العائلة الحاكمة في السعودية وذلك على خلفية مستقبل العلاقات بين المملكة ودولة الاحتلال خاصة بعد اللقاء المفاجئ والسري لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مدينة نيوم.
وقالت الصحيفة العبرية في مقال للمحلل السياسي حيمي شليف، أن أفراد العائلة المالكة وعلى رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان والأمير تركي الفيصل بينهم حربا سرية منذ زيارة نتنياهو بعد أسبوعين من لقاء سري بين نتنياهو وبن سلمان في مدينة نيوم الشهر الماضي.
وربط تركي الفيصل بين اللقاء السري وانتقاد الأمير البارز تركي الفيصل لدولة الاحتلال باعتبارها قوة استعمارية غربية، مضيفة أنه بالمقابل فإن ولي العهد يسعى لتحرك سريع أكبر فيما يتعلق بقضية اتفاق سلام وتطبيع وهو الأمر الذي يعارضه تركي الفيصل بشدة مشيرة إلى إدانة وزير الخارجية الصهيوني غابي أشكنازي للتصريحات التي قالها الأمير السعودي والشرخ الداخلي الذي تواجهه العائلة المالكة فيما يخص مستقبل تطبيع العلاقات.
تركي الفيصل لا يريد حقا؟
لم يتسن التأكد من ذلك حيث أن الحديث عن أن تركي الفيصل يرفض رفضا باتا تطبيع العلاقات مع الكيان المحتل أمر غير دقيق خاصة وأن له مواقف تطبيعية واضحة مع الاحتلال.
لكن الكاتب الصهيوني أشار إلى أن تركي الفيصل وشريحة كبيرة من العائلة المالكة ينظرون إلى أن تواجد ولي العهد في الحكم خطأ كبير، بينما يرون الفيصل كرجل دولة شغل مناصب مهمة ولديه معرفة جيدة بالسياسة وشؤون الحكم لا يعرفها بن سلمان.
الأمر فعليا صحيح فابن سلمان ليس سياسي بل رجل تواجد في منصب الحاكم الفعلي للمملكة عن طريق الصدفة، ولا يفهم الكثير فيها غير انه اتبع فريقا يرى السياسة هو أن تشتري بالمال ما لا تستطيع ان تأمنه، وهي طريقة مثلى للتعامل مع إدارة مثل إدارة دونالد ترامب، ولكن مع إدارة مثل إدارة جو بايدن ماذا يمكنه فعله؟
يقول الكاتب أن ولي العهد يريد أن يعمل على تطبيع العلاقات لتقوية موقفه مع إدارة بايدن الجديدة، بينما لا تزال المخاوف مستمر من أن يتعامل معه جوزيف بايدن من منظور حقوق الانسان خاصة فيما يتعلق بجرائم حرب اليمن وجريمة قتل خاشقجي وجرائم أخرى ينظر على أن بن سلمان مرتكبها الأول.
لكن على ما يبدو أن تركي الفيصل الذي نشر له صورة تجمعه بوزير صهيوني على خلفية تواجدهما في مؤتمر المنامة بالعاصمة البحرينية، يقول أشياء اخرى غير تأجيل تطبيع العلاقات في حد ذاته فالرجل مثله مثل أغلب رجال العائلة المالكة يتبعون الرؤية الصهيونية من المنشأ والدراسة والتربية، لكنه في الوقت نفسه قد يريد أن يضيع الفرصة على ابن سلمان للعب بالكارت الذي يمكنه من تخفيف أزماته مع الإدارة الجديدة ويقدم لها ولاءا سريعا مع دخولهم إلى البيت الأبيض.
محمد بن سلمان المراهق
يشير الكاتب الصهيوني إلى أن ولي العهد السعودي ينظر إليه على أنه تجاوز بشكل شرعي كبار السن والأكثر خبرة، حيث يرى أن كلما تقدم الأمير في السن أصبح فرصه في الاستحقاق أكبر بالذات فيما يتعلق بأمور الحكم والسياسة. خاصة بما يتعلق بالمملكة المحافظة.
وأشار غلى أن تعيين شاب كولي للعهد مع تجاوز الكبار سنا وخبرة يعد أمر غير شرعي بالنسبة للسعوديين كما انه ليس لديه أي تجارب في إدارة أجهزة وسياسة الدولة مقارنة بسابقيه من وزراء وسفراء وقادة عسكريين أو مديري شركات كبرى وبالتالي أكثر ملاءمة بكثير منه في إدارة الدولة.
وأشار إلى أن تركي الفيصل قد يستغل كل ذلك، بالإضافة إلى استمرار المخاوف لدى بن سلمان من فتح قضايا الاعدامات والقتل والقمع وحقوق العمال الأجانب في المملكة والحرب اليمنية، كما سيلعب على وتر القضية الفلسطينية وأن قطار التطبيع لا يعجب السعوديين أيضا، وإن كان من وراء الستار لديه توجهات أخرى، وفي الوقت نفسه بن سلمان لا يريد أن يوقف قطار التطبيع عند الرياض ويريد أن يهدي بايدن تلك الهدية مع دخوله البيت الابيض كما ينتظر أنه موقفا جديا بما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.
ما يعني كل ذلك أن مقارنة الأوراق فإن الورق لصالح تركي الفيصل في الوقت الذي يخشى فيه على الفيصل من مصير ولي العهد السابق الذي اعتقله بن سلمان محمد بن نايف، والذي تحدثت التقارير عن أنه اعتقل لقيادته تيارا داخل العائلة المالكة يرفض وجود بن سلمان على رأس الحكم.
موضوعات تهمك: