ابن سلمان.. لاعب الـ”جيمز” الفاشل
مرارا وتكرارا قيل عن ولي العهد السعودي، وعرف عنه مدى ولعه بالثقافة الأمريكية، ومدى معايشته للحياة الغربية، ولكن لا أظن أن بن سلمان يعرف الكثير عن الحياة في الولايات المتحدة وأوروبا، أو حتى الحياة في بلاده.
لا يعرف بن سلمان كثيرا عن حيوات الناس في شوارع العواصم الغربية، بالغة الإضاءة والزهو، ولا أنماط تفكيرهم، ولا مشاغلهم، أو مبادئهم، لم يتعمق بالطبع في الحديث مع أحد الأكاديميين أو الساسة ولابد لم يكن له تعليمات يلقيه إلى من هم أسفل منه، إلا بما يشبه أن يقول أحد زبائن مهندسي الديكور إليه في اختيار ما يريدون، أريد ما يشبه كذا وكذا!
اقرأ/ي أيضا: روؤية بن سلمان لزوجته 2030
يرى بن سلمان الولايات المتحدة من خلال أفلام هوليوود، أو من خلال ألعاب الفيديو، الذي أدمنها -على الأرجح- في صباه، فهو طوال الوقت يرفع رقبتها لرؤوية المباني الشاهقات، والقفز من أعلى إلى أعلى، ومن مبنى إلى مبنى، أو حتى لو جذب انتباهه لفيلم أكثر واقعية، لكان ذلك الفيلم يدور حول رجل أعمال خارق يدير شركات بمليارات الدولارات يحركها كما يحرك لعبة باستخدام مجموعة من الأزرار.
عادة ما يتحفنا ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية، بمرتكزات خططه للمملكة في عام 2023 والتي بنى مساعدوها من خلالها خطة بدأت بمقتل الصحفي جمال خاشقجي وإذابة جثته بالأسيد، ولا يعلم نهايتها إلا الله. ففي رؤيته تكمن كل مخالب النيوليبرالية التي صنعتها خيالات هوليوود للحكومات الأمريكية، ولكنها تفتقر إلى حكمة مخرجي تلك الأفلام أو صانعي الألعاب الإلكترونية في حبك المشاهد و تجميل المشاهد.
سيقتل بن سلمان جمال خاشقجي كما لو كانت لعبة مافيا، تصنع خطة وترسل عملاء، وتقتل إنسان وتقطع أوصاله وتحملها في حقائب وتذيبه بالأسيد، سيناريو فيلم غرائبي، لن يقبله مخرج، حيث تغيب عنه فنية مؤلفي الأفلام الأمريكية، ولم يتبقى فيها حاضرا إلى قزازة المشاهد، لم يتبقى لبن سلمان فيها فعلا سوى رؤوية خيالات النيوليبرالية والتسلط عارية من كل بهرجات الأنوار والأموال والمباني الشاهقات.
اقرأ/ي أيضا: لماذا يتزايد هرب السعوديين والإماراتيين؟
لكن هل هوليوود فقط من شكلت عقلية ولي العهد السعودي، وهل هي مباني ولوحات أثمانها ملايين الدولارات، ما يدور في عقل بن سلمان فقط؟!
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نشرت صحيفة رسمية سعودية، فيلم كارتون سمي “قوة الردع السعودي”، مثل فيه احتلال الجيش السعودي لإيران!
يبدو الفيلم وسيناريو مشابهة بشكل كبير جدا، لما يدور في عقل بن سلمان تجاه عداءه لإيران، محمد بن سلمان في المقصورة المركزية لإدارة الحرب، يبدأ الفيديو بضربات بحرية لفرقاطات عسكرية إيرانية، تمثل أول خطوط التهديد بالنسبة لبن سلمان، ثم في شكل غرائبي تنتهي المعركة البحرية، ثم يتم أسر قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وبالرغم من النظرة المتعالية لبن سلمان لنفسه، حيث لا ينزل من مقصورته أو حتى يلتقي فيها دون نزول، إلا ملك مثله، لكان بن سلمان قد وضع في سيناريو الفيلم سحب قائد فيلق القدس إلى مقصورته، ليقوم بصفعه، ويضع أصابعه على وجهه يغرسها في وجهه بكل الغل الذي تخيله له.
اقرأ/ي أيضا: العلاقات الخليجية – الخليجية!
في مؤتمر اقتصادي، عقد في فندق الريتز كرلتون في العاصمة السعودية الرياض أمس، تحدث ولي العهد السعودي، عن ثلاث مرتكزات يبني عليها “نهضة بلاده”.
قال بن سلمان في أن المرتكزات هي الطموح، واطمئنان البلاد على مستقبلها، الرؤوى، ماذا عن التفاصيل، لا شئ جذريا!
تشبه الكلمات السابقة، ما يقال في النصائح والإرشادات للأطفال من خلال أعمال فنية وأخرى دعائية، كما يشبه فيلم الكارتون الذي نشرتها صحف سعودية رسمية، أفلام الكارتون اليابانية التي كانت تنتج في تسعينيات القرن الماضي، وربما تحمل نفس شعاراتها إلا أنه لم يتكلم.
ابن سلمان يحكم المملكة من “كاتالوجات الأنيميشن”، وهوليوود، وينتصر في أفلام الكارتون، فهل هو الخير الذي ينتصر على الشر دوما؟!
اقرأ/ي أيضا: المأزق السعودي الجديد بين قطر والقضية الحقوقية
عذراً التعليقات مغلقة