قال د. عمر عبد الفتاح أحد علماء الأزهر الشريف : “إن الفقه الإسلامى هو بناء شامخ قوى متكامل، له أسس وأصول يقوم عليها بجانب البحث فى الفروع ، حيث تداولت عليه آلاف العقول الإسلامية المفكرة، فكانوا بمثابة فقهاء قانونيين بذلوا جهدًا عظيمًا لاستنباط الأحكام الشرعية، فألموا بالقانون الإسلامى، وكتبوا فى العبادات والمعاملات والمناكحات “أحكام الأسرة”، والسير والقانون الدولى ، وأحكام الحرب والسلم والمواريثوالعقوبات ، فأصبح أئمة المذاهب الأربعة وتلاميذهم ومن شرح وفسرعنهم ووضع المتون والشروح، هم حفظة الدين بعد صحابة رسول الله.
جاء ذلك خلال محاضرته عن “مدخل الى دراسة الفقه وأصوله” لأئمة ووعاظ الهند ضمن دورتهم التدريبية التى تعقدها المنظمة العالمية لخريجى الأزهرعبر تقنية الفيديو كونفرانس .
وأوضح فضيلته أن ما أصاب الأمة من ظهور الجماعات المتطرفة المتشددة جاء بسبب تكاسلنا عن تحصيل العلم الشرعى ومعرفة صحيح الدين والبعد عن التمسك بالتراث الإسلامى ، فظهروا بفهمهم الخاطئ الذى يبرر أفعالهم المؤذية للأبرياء، والتى هى بعيدة كل البعد عن تحقيق المقاصد الشرعية للدين الحنيف، مؤكدًا أن المخرج الوحيد من الفكر المتطرف والنجاه منه هو تبنى فكر التعدد والاختلاف والتعايش الذى ظهر جليًا فى تراثنا الإسلامى على يد هؤلاء الأئمة.
وطالب د. عبدالفتاح المتدربين بعدم التعصب لمذهب معين بل الاجتهاد فى الإلمام بكافة السير الذاتية لهؤلاء الأئمة، والتعرف على دورهم فى حفظ وخدمة هذا الدين ودور تلاميذهم فى تناقل وشرح مذاهبهم الفقهية، ونقل أحكام الشرع ليومنا هذا، انطلاقا من فهمهم للأمانة التى حملت على اعتاقهم فلم يتكاسلواعن تبليغها.