يبدو حزب المحافظين تحت قيادة تراس وكأنه ينتظر هزيمة محققة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تقدم حزب العمال المعارض عليه.
تراس لا تبدو مستسلمة فهي تقاتل من أجل بقائها السياسي بعد تخليها عن بنود رئيسة ببرنامجها الوزاري وكانت إقالة وزير المالية نكسة تواجهها في أول أيام حكمها.
وصفتها وسائل إعلام بريطانية بـ”المرأة الحديدية” لكن المؤشرات تتوقع ألا تبقى في رئاستها للحكومة البريطانية في “10 دواننغ ستريت” بلندن حتى نهاية العام.
* * *
بقلم: علي سعادة
وسائل إعلام بريطانية وصفتها بـ”المرأة الحديدية” وهو اللقب الذي طالما حظيت به رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر. لكن المؤشرات تتوقع ألا تبقى في رئاستها للحكومة البريطانية في “10 دواننغ ستريت” بلندن حتى نهاية العام.
ولا تملك رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس الكاريزما التي كانت تتصف بها تاتشر، فهي استلمت المسؤولية بعد أن هزمت منافسها على رئاسة حزب المحافظين ريشي سوناك بهامش فوز أقل مما كان متوقعا، كما أنها لم تكن في البداية الخيار الأول للمشرعين في الحزب. وجاءت تراس في المركز الثاني بعد منافسها سوناك عندما وصلا إلى الجولة الأخيرة من التصويت.
ويقول البعض، في الأحاديث السرية، إنها قد تجبر على ترك منصبها قبل الانتخابات المقبلة، مما يعني أن حزب المحافظين سيكون لديه 5 قادة منذ توليه الحكم في عام 2010.
ويعتقد العديد من أعضاء البرلمان أنها ببساطة ليست على مستوى الوظيفة، وأن حملتها العدوانية قد أدت إلى نفور حتى بعض المحافظين الأكثر ولاء.
وإذا فشلت في إقناعهم في الأسابيع القليلة المقبلة، فيمكن أن تجد تراس نفسها أمام خيار الخروج مبنى الحكومة.
وكشفت أخيرا صحيفة “ديلي ميل” أن أعضاء بالبرلمان البريطاني سيحاولون الإطاحة برئيسة تراس هذا الأسبوع على الرغم من تحذير الحكومة من أن ذلك قد يؤدي إلى إجراء انتخابات عامة.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 100 عضو في البرلمان ينتمون إلى حزب المحافظين الحاكم مستعدون لتقديم رسائل بسحب الثقة من تراس إلى رئيس لجنة حزب المحافظين التي تنظم انتخابات القيادة.
وقال التقرير إن النواب سيحثون على إبلاغ تراس بأن “وقتها انتهى”، أو تغيير قواعد الحزب للسماح بالتصويت الفوري للثقة في قيادتها.
من ناحية أخرى قالت صحيفة “تايمز” إن بعض أعضاء البرلمان عقدوا مباحثات سرية بشأن إزاحة تراس لصالح زعيم جديد.
وأفادت معلومات بأن معارضي تراس يتحدون حول ريتشي سوناك منافس تراس الذي هزمته في انتخابات قيادة الحزب.
وذكرت صحيفة “صنداي ميرور” أن وزير الدفاع بن والاس قد يكون مرشح تسوية آخر لمنصب رئيس الوزراء.
لكن تراس لا تبدو مستسلمة فهي تقاوم وتقاتل الآن من أجل بقائها السياسي بعد أن تخلت عن بنود رئيسية من برنامجها الوزاري.
وكانت إقالة وزير المالية كواسي كوارتينغ من منصب نكسة تواجهها تراس في أول أيامها في الحكم.
وتراجعت شعبية حزب المحافظين في استطلاعات الرأي ما تسبب في حرب مفتوحة في الحزب الحاكم بعد أسابيع فقط من خلافة تراس لرئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون.
تراس تواجه انتقادات عديدة حاليا بعد إعلان نيتها نقل السفارة البريطانية إلى القدس، وقد وصفت رئيسة نفسها بأنها “صهيونية كبيرة”، وأكدت أنها “داعمة كبيرة لإسرائيل وتعهدت بأنها “ستنقل العلاقة بين المملكة المتحدة وإسرائيل من قوة إلى قوة”. وقالت: “نأمل حقاً أن تنقل بريطانيا السفارة مثل الولايات المتحدة”.
يبدو حزب المحافظين تحت قيادة تراس وكأنه ينتظر هزيمة محققة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تقدم حزب العمال المعارض عليه.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: