“”التاريخ يُعيد نفسه مرتين، الأولى في شكل مأساة، والثانية في شكل مهزلة”، فهل تنطبق هذه العبارة على سياسة ترامب الآن التي يتجه كثيرون إلى تشبيهها بنازية هتلر؟ فقد قارب مركز “آن فرانك” بين بعض ممارسات ترامب وبين ما كان عليه هتلر، ورصد موقع “نيوزويك” الأمريكي هذه المقاربة في تقرير نعرضه لكم مترجمًا بتصرف.
نشر مركز “آن فرانك للاحترام المتبادل” -وهو منظمة غير ربحية مقرها نيويورك قائمة في شكل صورة على تويتر بالتشابهات بين سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم النازية أدولف هتلر.
تتشابه بعض ممارسات ترامب مع ما كان عليه هتلر، ما دفع مركزًا حقوقيًا أمريكيًا إلى المقاربة بينهماوتعد آن فرانك، أشهر شاهدة على المجازر النازية الألمانية، وقد ذاع صيتها عبر مذكراتها التي كتبتها أثناء اعتقالها ونشرها والدها، الناجي الوحيد من أسرتها، بعد أن قضت صغيرته نحبها هي وأختها نتيجة عدوى التيفوس في إحدى معسكرات الاعتقال النازية بعد اجتياح ألمانيا لهولندا.
ووضحت الصورة المنشورة من قبل المركز هذه التشابهات، والتي أبرزها ما يلي:
خلق الرئيس لوسائله الإعلامية الخاصةدعم وحشية الشرطةشيطنة الأقليات ذات الاعتقاد أو المظهر أو طريقة الحب المختلفة وانطلاقًا من مقولة “التاريخ يعيد نفسه مرتين”، قال المركز في تغريدته، إن تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع هذه الأمور الثلاثة بهذه الطريقة “يُعدّ تشابهًا مخيفًا في السيرورة التاريخية”، لكن هل يعيد التاريخ نفسه هذه المرة في صورة ترامب “على شكل مهزلة”؟
أغسطس، ٢٠١٧وفي تصريح لمجلة نيوزويك، أشار ستيفن غولد شتاين، المدير التنفيذي للمركز وكاتب التغريدة المذكورة، إلى أن التغريدة لا تقارن مباشرة بين ترامب وهتلر الذي استهدف وقتل ملايين اليهود والمعاقين والمثليين في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي؛ لأن “مساواة ترامب بهتلر ربما ستؤدي إلى التهوين من شأن محرقة الهولوكوست”.
وأوضح شتاين أنّه “من نفس المنظور تفرض علينا المسؤولية ومعاييرنا الأخلاقية، الإشارة إلى التشابهات بين أفعال إدارة الرئيس دونالد ترامب اليوم، وممارسات النازية في الثلاثينات قبل الهولوكوست؛ حيثُ فرضت ألمانيا في الثلاثينات سلسلة من أعمال التصعيد القمعية من بينها: شيطنة وإقصاء وعزل الأقليات الهشّة، والتي تشابه ما نراه اليوم”، حسبما قال، لافتًا إلى أنّ هذه المقارنة التي أكّد على أنها “ليست لمجرد المقارنة”، ستؤدي إلى “التنبيه على ضمان عدم حدوث ذلك لأي أحد مجدداً”، ولهذا كان عرض الصورة على تويتر بهذا الشكل أمرًا مقصودًا.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها مركز آن فرانك الإدارة الحالية للبيت الأبيض، إذ أصبح المركز ناقدًا منتظمًا لترامب وفريقه، مُعلقًا على كل شيء، كخطة ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، وسياسته في المنع والتضييق على المهاجرين إلى الولايات المتحدة. لكن كلما علا صوت نقد المركز لسياسة ترامب الحالية، كلما زادت حدة الهجوم على مركز آن فرانك، حيث هاجمه “مركز العاصمة”، وهو مركز أبحاثٍ محافظ، مُعرِبًا عن شكوكه في أن يكون والد آن قد شارك في مشروع معارضته لترامب بزج اسم ابنته، على حد اتهام المركز.
في المقابل، نفى شتاين المدير التنفيذي للمركز، هذه الاتهامات في مقابلة مع مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية، قائلًا: “لو كان ترامب من الحزب الديمقراطي، كنت سأنتقده بنفس الحدة”.
تنادي العديد من الأصوات بالحذر من انجرار أمريكا إلى نفس مصير ألمانيا النازية في حال استمرت سياسة ترامب على ما هي عليه الآنوبشكل عام، لم تكن هذه المرة الأولى التي يُربط فيها ترامب بهتلر، إذ سبق وصرّح الرئيس المكسيكي “إنريك بينا نيتو” في 2016، بقوله إن “خطاب ترامب الصاخب مشابه لهتلر”، كما وصفت وسائل إعلام كورية شمالية ترامب بأنّه “أول نازي أمريكي” فيما يخص السياسة الخارجية في القرن 21.
ومؤخرًا انتقد الكثيرون عبر تويتر خطاب ترامب في تموز/يوليو الماضي، الذي وجهه لفتية الكشافة عن الولاء، ما ذكّرهم بـ”شبيبة هتلر” وهو فرع الكشافة في الحزب النازي.
وبالجملة، تنادي العديد من الأصوات بأخذ الحذر والحيطة من تفاقم الأحدات وانجرار الولايات المتحدة إلى نفس مصير ألمانيا النازية، في حال استمرت سياسة ترامب على ما هي عليه الآن.