الزواج في الإسلام؟.. إن الله خلق الإنسان لعمارة الأرض، كما أن الله استخلف الإنسان فيها، امر الله الإنسان بالمحافظة على استمرار النسل الإنساني، وهذا الإستمرار لا يأتي إلا بالزواج، الزواج الصحيح قائم على مجموعة من القواعد، الأصول، كما انه الوسيلة الوحيدة لكي يستمر النوع الإنساني، يبقى على قيد الحياة، من خلال هذا الإستمرار تنتشر المحبة، الألفة بين البشر، ترتقي الأمم، تسمو وتعلو الأرواح، سوف نعرض في هذه المقالة تعريف بسيط للزواج في الإسلام، الآثار المترتبة على الزواج.
المحتويات
ما هو تعريف الزواج في الإسلام؟
- إن الزواج أو النكاح يعلاف بالجمع أو الضح، يطلق على الزواج في كلام العرب بكونه النكاح، المقصود به الوطء عند العرب، كما أنه يسمى بالعقد، يقال عند العرب بأن فلانه بنت فلان نكحت أو بمعنى تزوجت، الزواج في الإسلام هو عبارة عن عقد يتضمن إباحة أن يتمتع الرجل بالمراة ولكن من خلال الشرع وبصورة غير محرمة، البعد عن المرأة المحرمة عليه سواء بالنسب أو الرضاعة أو المظاهرة.
ما هي أهداف الزواج وفوائده؟
إن الإسلام إهتم بالنكاح، كما أن الإسلام حث عليه لما له من فوائد كبيرة، أهمية، أهداف متعددة تتمثل في:
- تحقيق العبد لأمر من أمور الله عز وجل،تطبيق السنة النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- من ضمن أهداف الزواج أيضا ترويح الإنسان عن نفسه من خلال إيناسها بأحد من خلال الزواج، فكل من الزوج والزوجة يجدون المؤانسة، يجدون المجالسة، استحلال النظر وكل هذا يساعد علي توفير الراحة، السعادة للقلب، كما أن كلاهما يقويان الآخر علي العبادة، طاعة الله عز وجل.
- تجنب وقوع المرأة والرجل فيما حرمه الله سبحانه وتعالى، حيث أن الزواج أفضل وسيلة لكي يروي بها الإنسان غريزته الجنسية، إشباعها، تلبية إحتياجاته، ورغباته والابتعاد عن المحرمات والفتنة، لكي نحافظ على استمرارية النوع الإنساني، البعد عن الانقراض والزوال من خلال الإنجاب، والتكاثر، التوالد.
- إن الزواج يساعد علي استمرارية بقاء النسل البشري، حيث أنه أفضل وسيلة لكي تنجب الأولاد، المحافظة على الأنساب حيث ان الكثير من الأشخاص تسعى للتحالف، التناصر.
- الحرص على بناء اسرة مترابطة، من المعروف أن الأسرة هي أول نواة في المجتمع حيث أن الأمم تنهض وتزدهر من خلالها.
- الحرص على التعاون بين أفراد المجتمع، التكافل فيما بينهم حيث أن الزواج من الأحداث المهمة التي تتعاون فيها جميع الجهات لكي يتم على أحسن صورة.
- يساعد الزواج على نشر المحبة، والألفة بين الناس فمن خلال الزواج تجتمع العائلات بمختلف أشكالها، كما انه يساعد علي المحبة بين الزوجين، التعاون بينهما لبناء أسرة سعيدة، من هنا نثبت أن الأسرة هي عماد أي مجتمع، كما أنها مستقبل الأمم، كما ان الأسرة هي الطمأنينة، السكينة لكل إمرأة، رجل حيث أن كل زوج سكن لزوجته والعكس فكلا منهما يجد السكينة، الهدوء، السلام للآخر.
- يمنع الزواج إنتشار الأمراض التي تهلك بالأمم، تحطم المجتمعات، كما أنه يساعد في إشباع غريزة الأمومة التي يتمناها الكثير حيث أنه يوفر الرغبة لدي الرجل والمرأة وتحقيق المتعة من خلال إنجاب الأبناء والقيام بتربيتهم وإعطاء الأبناء للعطف، والحنان، المحبة.
- بالإضافة الي ما قامت فتحية توفيق بتوضيحه بأن من ضمن أهداف الزواج القيام بتحديد المسؤوليات في تربية الأبناء ، أكدت أن الزواج عماد كل أسرة، من خلال الزواج تتفتح براعم جديدة لرعاية الأبناء، والاهتمام بهم، وتربيتهم على الخلق الكريمة، من خلال الزواج تصبح الحياة الزوجية حقل تربوي خصب لكي نخرج أجيال يتم تنشئتهم على الخلق الكريم.
- كما ان الزواج يساعد على الإستقرار النفسي فهو ركيزة الحياة الكريمة القائمة على الإخلاص، الصدق، الرحمة بين الأزواج، قال الله عزوجل في كتابه الكريم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
ما هي أدلة مشروعية الزواج؟
هناك مجموعة من الأدلة التي توضح مشروعية الزواج وتتمثل فيما يلي:
- مشروعية الزواج في القرآن الكريم حيث أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)،[٩] وقوله: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
- أما بالنسبة لمشروعية الزواج في السنة النبوية فهناك الكثير من الأحاديث التي أثبتت مشروعية الزواج، من ضمن هذه الأحاديث حديث عبد الله مسعود فقال: قَال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يا معشرَ الشّباب، مَن استطاعَ مِنكُم الباءَةَ فليتزوّجْ؛ فإنّه أغضُّ للبَصَر، وأحفَظُ للفَرْج، فمَن لمْ يستطِع فعليه بالصّوم فإنّه له وِجاء).
- أخر دليل هو الإجماع حيث أن علماء المسلمين، غيرهم من الفقهاء أجمعوا على مشروعية الزواج وبهذا تكون الثلاث أنواع من الأدلة تثبت مشروعية الزواج، أهميته الكبيرة، الحث علي الزواج، إقامة شرع الله عز وجل.
ما هي الآثار المترتبة على الزواج؟
إن الزواج تظهر أهميته من خلال الآثار المترتبة عليه، التي تعود على الأسرة، الفرد، المجتمعات بالمنفعة، والخير، وتمثل هذه الآثار فيما يلي:
- أولا المهر: يعتبر المهر من الحقوق الثابتة للمرأة في الزواج، سواء كان المهر من الشروط الأساسية في العقد أم تم السكوت عنه، المهر كما هو معروف عند الجميع بأنه قدر من المال يدفعه الزوج لزوجته لكي يتم عقد النكاح.
- ثانيا النفقة: تعتبر النفقة واجبة علي الزوج، تتمثل في الشراب، الطعام، الكسوة، علي المسكن أيضا، فإذا بخل الزوج علي زوجته سواء في الطعام أو الشراب أو المسكن يعتبر إثم، على الزوجة أن تأخذ جميع حقوقها من الزوج.
- ثالثا الإرث: بعد أن يتم العقد بين الرجل، المراة من خلال عقد صحيح يتم التوارث بينهما نتيجة لذلك، لا فرق بين دخول الرجل بالمرأة أو عدم دخوله بها.
- رابعا المحرمية: إن عقد الزواج يترتب عليه ثبوت المحرمية بمعنى تحريم الزوج أمهات الزوجة، جداتها، بالإضافة إلى تحريمه على بناتها، وأبنائها.
ما هي أسباب تعدد الزوجات؟
- في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر إستشهاد الرجال في الغزوات، مما ادى الى تقليل عددهم، على العكس من زيادة أعداد النساء الغير متزوجات، الأرامل أيضا، لهذا السبب أحل الله عزوجل الزواج من أكثر من واحدة لكثرة أعداد النساء سواء الغير متزوجات، الأرامل نسبة الي الأعداد القليلة من الرجال.
- في الوقت الذي نعيش فيه ومع كثرة الحروب، القتل سنجد أن أعداد النساء تتزايد وتفوق أعداد الرجال بمراجل، من المعروف أن النهوض بالامة سيأتي من خلال زيادة أعداد الأفراد، لكي يزيد العدد لا يمكن إلا من خلال التكاثر، من خلال ارتفاع نسب الزواج، التقليل من نسب العنوسة، يعتبر هذان السببان من أكثر الأسباب الهامة لتعدد الزوجات.
- بالإضافة الي أن تعدد الزوجات يساعد على حماية الرجل صاحب الشهوة القوية وتجنب وقوعه في الرزيلة، فهناك حالات تكون الزوجة كبيرة في السن أو ذات فترات حيض طويلة أو شهوتها ضعيفة، في حالات أخرى تكون المرأة عقيمة مما يجعل الزوج يفكر في الزواج ولكن عليه مراعاة مشاعر زوجته أيضا.
موضوعات تهمك:
