من المتوقع أن يختار ماكرون شخصاً كفوءاً وخبيراً وله جاذبية محدودة.
يحتاج ماكرون لإرسال إشارة أنه أدرك مشاعر إحباط الناخبين التي تجلت في انخفاض الإقبال على التصويت والنتائج الكبيرة لأحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف.
تماشياً مع التقاليد الفرنسية، يتوقع أن يختار ماكرون شخصاً كفوءاً وخبيراً وله كاريزما محدودة فـ”ليس من مصلحته تسمية شخص يمكن أن يلقي بظلاله عليه”.
* * *
هذه الوظيفة معروفة في فرنسا بأنها “وظيفة سياسية من الجحيم”، إذ ينبغي أن يكون رئيس الوزراء الفرنسي مخلصاً وقانعاً بالبقاء في ظل رئيسه، وبارعاً في التعامل مع البيروقراطية في البلاد. ويجب أن يعرف أيضاً أنه سيجري التخلص منه إذا انخفضت شعبية الرئيس.
وستكون تلك فقط بعض الصفات التي يفكر فيها الرئيس إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع، حين ينظر في تعيين رئيس وزراء جديد لتدشين فترة ولاية ثانية لن تشهد أي شهر عسل مع الناخبين.
وقال خبير استراتيجي إن الرئيس سيعين رئيس وزراء جديداً قبل الانتخابات التشريعية في يونيو/ حزيران.
ويحتاج ماكرون إلى إرسال إشارة مفادها أنه أدرك مشاعر إحباط الناخبين التي تجلت في انخفاض الإقبال على التصويت، والنتائج الكبيرة لأحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف.
وقال مسؤول حكومي لوكالة “رويترز”، طالباً عدم نشر اسمه: “الرئيس حريص على تعيين امرأة. شخص يفهم آلية الدولة، لكن ليس سياسياً”. وذكر المسؤول ومصدر حكومي آخر أن ماكرون، الذي سعى جاهداً لتشكيل حكومة متوازنة بين الجنسين، يبحث عن رئيسة للوزراء بعد أن فشل في الوفاء بتأكيد حملته الانتخابية للقيام بذلك خلال ولايته الأولى.
وإذا كان الأمر كذلك، فستكون الأولى منذ أن شغلت إديث كريسون المنصب لفترة وجيزة في أثناء رئاسة الزعيم الاشتراكي فرانسوا ميتران في أوائل التسعينيات.
وقال المصدران المطلعان على تفكير ماكرون إن الرئيس يريد أيضاً شخصاً يتمتع بأوراق اعتماد “خضراء” مؤكدة.
فخلال الحملة الرئاسية، قال ماكرون إنه سيعين رئيس وزرائه المقبل مسؤولاً عن “التخطيط الصديق للبيئة”، بهدف الاستفادة من حنين الناخبين اليساريين إلى التخطيط المركزي، مع الاستفادة من مخاوف القرن الحادي والعشرين بشأن تغير المناخ.
لا يشترط الكاريزما
تماشياً مع التقاليد الفرنسية، من المتوقع أن يختار ماكرون شخصاً كفوءاً وخبيراً وله جاذبية (كاريزما) محدودة.
وقال المسؤول الحكومي: “ليس من مصلحته تسمية شخص يمكن أن يلقي بظلاله عليه”.
وكان أول رئيس وزراء لماكرون، إدوارد فيليب، عمدة غير معروف على نطاق واسع لمدينة لوهافر الساحلية متوسطة الحجم. ونمت شعبية فيليب بشكل متزايد خلال الجائحة، حيث قدم مؤتمرات صحافية ميزها التعاطف، فيما تناقض مع خطابات ماكرون الشبيهة بالحرب.
وذكرت مصادر أن شعبية فيليب جعلت ماكرون يشعر بالتهديد. وأقاله ماكرون واستبدله بجان كاستكس، وهو رئيس بلدية لا يشكل خطراً. وقال قصر الإليزيه في ذلك الوقت إن ماكرون أراد أن يجسد رئيس الوزراء الجديد “فصلاً جديداً” بعد الإغلاق العام.
ويجري الآن داخل حزب ماكرون تداول العديد من الأسماء، وهو غالباً ما يكون علامة أكيدة على أنها لن تكون الأسماء الصحيحة.
ومن بينهم وزيرة العمل إليزابيث بورن، ووزير الزراعة جوليان دينورماندي. ويُنظر إلى كل منهما على أنه تكنوقراط ذو ميول يسارية ويتمتع بالخبرة في الشؤون البيئية. لكن المسؤول الحكومي هوّن من شأنهما.
وقال المسؤول: “سيبدو الأمر كما لو أننا نعيد تدوير الوزراء القدامى”، فيما قال مصدران برلمانيان إن اسم وزيرة البيئة السابقة في عهد نيكولا ساركوزي، ناتالي كوسيوسكو موريزيه، تجري مناقشته في الأروقة السياسية.
وكما في عام 2017، من المرجح أن يبقي الرئيس الأوراق طيّ الكتمان حتى اللحظة الأخيرة. وقال المسؤول الحكومي: “الرئيس سيفاجئنا”.
المصدر: رويترز
موضوعات تهمك: