كوخافي في بولندا ليصب الزيت على نار حرب أوكرانيا، فزيارة كوخافي جاءت في سياق الرد الإسرائيلي على زيارة إسماعيل هنية لروسيا.
زيارة بولندا مؤشر جديد على تدهور العلاقات الاسرائيلية الروسية بما يفوق في تأثيره الصراع مع الاحتلال في فلسطين ليمتد أثره لسوريا ولبنان وشرق أوروبا والمتوسط.
هل من تطور جديد يفسر الانعطافة الاسرائيلية نحو بولندا يتجاوز زيارة هنية لروسيا ليقود الحوار رئيس أركان الاحتلال بديلاً عن وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الوزراء؟
* * *
بقلم: حازم عياد
يتوجه أفيف كوخافي رئيس أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي يوم غد الاحد إلى بولندا؛ كمحطة أولى تتبعها زيارة لفرنسا؛ لمناقشة ملف حقل كاريش في المنطقة المتنازع عليها بين الكيان الاسرائيلي ولبنان.
تبدو زيارة كوخافي لباريس ومقابلة نظرائه الفرنسيين لمناقشة ملف حقل كاريش الغازي في مياه المتوسط، وملف الاتفاق النووي الايراني معقولة ومنطقية في ظل التوتر بين لبنان والكيان الاسرائيلي؛ إلا أن زيارة كوخافي لبولندا ولقاءه نظراءه في وارسو يصعب فهمها أو تفسيرها، بعيداً عن زيارة إسماعيل هينة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى موسكو.
لماذا يتصدى كوخافي رئيس أركان جيش الاحتلال لنشاط دبلوماسي يشمل عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الجيش البولندي، وزيارة معسكر الإبادة أوشفيتز – بيركيناو لمناقشة مسألة “المحرقة”، وفي هذا التوقيت تحديداً.
لماذا قدم كوخافي نفسه بديلاً لوزير الخارجية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع، فزيارة كوخافي لبولندا لم تقتصر على مناقشة الملفات السياسية والدبلوماسية، بل تناولت وبشكل مؤكد قضايا التعاون العسكري الثنائي، والتفاصيل الفنية والتقنية والتنفيذية لهذا التعاون، والتي من الممكن أن تمتد إلى أوكرانيا، معبدة الطريق للسياسيين لاتخاذ إجراءات عملية على الأرض، تتجاوز الخطوط الحمر، وضعها قادة الكيان لما يمكن أن يقدموه لبولندا وأوكرانيا.
هل حدث تطور جديد يمكن أن يفسر الانعطافة الاسرائيلية نحو بولندا يتجاوز زيارة هنية إلى موسكو ليقود الحوار رئيس أركان الاحتلال كوخافي بديلاً عن وزير الخارجية ورئيس الوزراء، أو حتى وزير الدفاع العضو السياسي في الائتلاف الحاكم في الكيان، أو عبر رئيس دولة الكيان يتسحاق هرتسوغ الذي تواصل مع بوتين لنزع فتيل أزمة الوكالة اليهودية التي حظر وجمّد نشاطها في روسيا؟
يصعب معرفة ذلك، غير أن الخطوة الاسرائيلية وبشكل مؤكد تجاوزت حدود التهديد والوعيد نحو العمل والفعل على الأرض، فكوخافي ليس وزيراً للزراعة أو للخارجية، بل رئيس للأركان.
ختاماً.. كوخافي في بولندا جاء ليصب الزيت على نار حرب أوكرانيا، فالإعلان عن زيارة كوخافي رغم أنها جاءت في سياق الرد الاسرائيلي على زيارة إسماعيل هنية لموسكو؛ إلا أنها من ناحية أخرى جاءت لتقدم مؤشراً جديداً على تدهور محتمل في العلاقات الاسرائيلية الروسية، يفوق في تأثيره الصراع مع الاحتلال في فلسطين المحتلة فقط، ليمتد أثره إلى سوريا ولبنان وشرق أوروبا والمتوسط.
* حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: