قلق في إسرائيل من فاعلية جيش الاحتلال لا يقتصر على البحر بل يمتد إلى البر؛ وضعف جاهزية القوة البرية للاحتلال بمواجهة حزب الله أو أي قوة برية.
ميناء حيفا أصبح مهدداً من حزب الله على خلفية التوتر الناجم عن فشل المفاوضات غير المباشرة حول حقوق التنقيب عن الغاز في حقل كاريش.
قلق إسرائيلي من فاعلية جيش الاحتلال لا يقتصر على البحر بل يمتد إلى البر؛ وضعف جاهزية القوة البرية للاحتلال بمواجهة حزب الله أو أي قوة برية.
فجوة كبيرة بين الأفكار والواقع فكل ما قام به كوخافي هو إنشاء معسكرات ومقرات عديدة، على حساب استعدادات عملياتية، تعاني مشكلات خطيرة”.
كشف وزير الحرب بيني غانتس اليوم أن بطارية روسية من طراز S-300 أطلقت قبل شهرين صواريخ لأول مرة على طائرات إسرائيلية في أجواء سورية.
كيف لقادة الاحتلال التحدث عن قوة فعالة وتحالفات إقليمية بينما هم متشككون في قدرتهم على ضمان أمنهم البحري وإمدادات الغذاء والطاقة والتجارة عبر البحر؟
ْ* * *
بقلم: حازم عياد
جهاز الأمن الإسرائيلي متخوف من استهداف الملاحة البحرية للكيان الصهيوني، وليس منصات الغاز فقط؛ ما يعرض 99% من واردات الكيان التي تصل عبر البحر للخطر.
إذ كشف موقع “واللا” العبري بأن موانئ فلسطين المحتلة عام 48 تستقبل 5900 سفينة سنويا، 53% منها تصل إلى ميناء حيفا الذي أصبح مهدداً من حزب الله على خلفية التوتر الناجم عن فشل المفاوضات غير المباشرة حول حقوق التنقيب عن الغاز في حقل كاريش.
المسؤولون الأمنيون في الكيان يحذرون من تأثر إمدادات الغذاء؛ إذ يصل 90% من القمح الذي يستورده الكيان المحتل عن طريق البحر؛ إلى جانب 300 ألف سيارة سنويا محملة على سفن.
البحر شريان حياة الكيان الصهيوني مهدد بالانكشاف الاستراتيجي؛ ورغم أنه استنفر آلة الحرب الإسرائيلية بمناورات وتدريبات لا تكاد تنقطع لمواجهة التهديدات لكن دون فائدة؛ فاقتراح قادة جيش الاحتلال وضع سفينة “لاهاف” بشكل شبه دائم قرب منصة حقل كاريش التي تقدمت شركة هاليبرتون الأمريكية مؤخراً بعرض لبدء العمل فيه لن يمنع تجميد نشاط الاحتلال في المنطقة البحرية خشية مواجهة غير مضمونة النتائج والأبعاد قد يمتد اثرها إلى الموانئ الرئيسية والملاحة البحرية.
القلق الإسرائيلي من فاعلية جيش الاحتلال لا تقتصر على البحر بل تمتد إلى البر؛ إذ نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” تقريرا يكشف ضعف جاهزية القوة البرية للاحتلال في مواجهة حزب الله أو أي قوة برية؛ محملة المسؤولية لرئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي الذي أثبت عدم كفاءته طوال السنوات الثلاث التي تولى فيها منصبة.
صحيفة “إسرائيل هيوم” أوردت في تقرير لها أن كوخافي “عندما تولى رئاسة الأركان قبل ثلاث سنوات ونصف، كان مجهّزا بمجموعة من الأفكار المبتكرة، التي كان الغرض منها تحسين قدرة الجيش البري على تقرير الحرب القادمة.
ومع ذلك؛ وقبل أشهر قليلة من انتهاء فترة ولايته كرئيس للأركان، أكد العديد من الضباط، وخاصة في الخدمة الدائمة، وجود فجوة كبيرة بين الأفكار والواقع على الأرض، حيث أن كل ما قام به كوخافي هو إنشاء العديد من المعسكرات والمقرات، على حساب استعدادات عملياتية، تعاني مشكلات خطيرة”.
حسابات الحرب الإسرائيلية تزداد تعقيداً بعد أن كشف وزير الحرب في الكيان الصهيوني بيني غانتس اليوم، الثلاثاء، في مؤتمر نظمته القناة 13 الإسرائيلية، إن بطارية روسية من طراز S-300 أطلقت قبل شهرين (مايو الماضي) صواريخ لأول مرة على طائرات إسرائيلية في سورية؛ مسألة تتم مراجعتها مجددا وبشكل جدي بعد التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين الكيان المحتل وروسيا على خلفية موقف الاحتلال الإسرائيلي من حرب أوكرانيا وتولي لبيد لرئاسة الحكومة و حظر روسيا عمل الوكالة اليهودية مؤخرا.
حسابات تزيدها تعقيدا تحذيرات الأمين العام حسن نصر الله يوم أمس الاثنين للكيان الصهيوني عقب الحديث عن إمكانية العمل في حقل كاريش بالقول “لا يوجد هدف إسرائيلي، في البحر أو في البر، لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة”.
يمكن القول بأن الكيان الصهيوني يواجه صعوبات وتحديات جدية ومتراكمة سياسيا وعسكريا في أعقاب تنظيم خمس انتخابات للكنيست في أقل من 3 أعوام وفشل تراكمي لقيادة جيش الاحتلال البرية والبحرية التي يقودها رئيس الأركان أفيف كوخافي؛ الذي فشل في تطوير أداء جيش الاحتلال وزيارة فاعلية.
صعوبات تدفع لطرح تساؤلات جادة حول تبجح قادة الاحتلال بقدرتهم على بناء تحالفات وحماية مياه الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب والسيطرة الجوية على فضاء غرب آسيا؛ في حين أن الكيان المحتل عاجز عن ضمان حماية منصة تنقيب في البحر لا تبعد 80 كم عن مدينة حيفا المحتلة.
ختاما .. كيف لقادة جيش الاحتلال وساستهم التحدث عن قوة فعالة وتحالفات إقليمية؛ في حين أنهم متشككون في قدرتهم على ضمان إمدادات الغذاء والطاقة والتجارة الخاصة بهم عبر البحر؛ والتي توفر 99% من احتياجاتهم؛ سؤال موجه في الآن ذاته للمتحمسين للتحالف والتطبيع مع الاحتلال بحجة الأمن والحماية والتجارة؛ وهي أوهام وسراب لا أساس له على ارض الواقع حضاريا واستراتيجيا.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان
الموضوعات تهمك: