ماذا يحدث الآن فى الواقع العربى؟!
ما يشهده العالم فى ظل القيادة الأمريكية برئاسة ترامب الذى ينتمى إلى الحزب الجمهورى بإيماناته العقائدية العنصرية والداعمة بقوة لكل ممارسات الديكتاتورية السائدة فى العالم وخاصة الشرق الأوسط ومن أجل صالح الكيان الصهيونى ومن خلال سياسات مستهدفة ممنهجة تم القضاء على ثورات الشعوب العربية ونجاحاتها فى القضاء على الأنظمة السياسية الديكتاتورية وتطلعات شعوبها إلى تغيير وجه الحياة والتحرر من الطغيان وفتح أبواب المستقبل وآفاقه واكتساب الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والديمقراطية ووصولا إلى حد تشكل قناعة لدى الكثير من المواطنين تتمثل فى الترحم على أنظمة الأستبداد التى قامت الثورة من أجلها والذين أصبحوا يواجهون زيادة مع الفقر والتخلف والاستبداد، التكفير والتطرف والقتل والطرد والاستبداد العقائدى والمذهبى والاستعباد العقلى وإخضاعهم تحت فوهات البنادق والرشاشات والقنابل والصواريخ، للآلهة الجدد، ولتدار المجتمعات الخاضعة بآليات وفعاليات دموية مركزية فوقية شمولية احتكارية للسلطة والثروة والبشر والعقيدة والهوية.
وليتحول العداء الوطنى والشعبى للسياسات الاستعمارية الغربية والصهيونية وكصورة ذهنية ومرجعية وقيمية شكلها النضال الوطنى فى مراحله التاريخية المختلفة إلى عداء داخلى متصاعد بين أفراد الوطن وجماعاته ومكوناته ومستوياته رأسيا وأفقيا ولتتقاسم التحالفات المركبة ما بين الغرب الاستعمارى والكيان الصهيونى ومع ممثليهما وأعوانهما فى المنطقة انتهاك الأوطان وحرية الأفراد، وتحويل قيمة المقاومة للآخر الاستعمارى وأعوانه إلى قيم الصراع والاقتتال بين الأنا والآخر داخل الوطن الواحد والذى أصبح فيه لا معنى لكلمة وطن بل أصبح المناداة بها خيانة لله والدين ونفيا لخلافة الله الأرض فلا وطن ولاهوية إلا إلى العودة الماضوية المتمثلة فى إعادة دولة الخلافة.
ولتتحول الديانة سواء كان أنصارها يسعون للخلاص وأقامة مملكة الإله الموعودة فى الأرض المقدسة من النيل إلى الفرات، أو يسعون إلى تحقيق سيطرة الطبقة المنصورة على الأرض وإقامة الخلافة الإلهية على الأرض، إلى كينونة منغلقة ثابتة لا تتجاوز شكلياتها وتتعداه إلى التمييز العنصرى مع الأخر وبين من تشملهم المملكة أودولة الخلافة، وهو ما تنفيه سماحة الدين ذاته، ولتتاكد فى إطار استراتيجية السياسات الدعائية الغربية والصهيونية الصورة النمطية عن العرب بأن العرب همج وبرابرة وقتله لا يعرفون التمدن والحضارة ولا الديمقراطية وأنهم خطر على الغرب والحضارة الغربية.
وبالتالى تبرير وتفعيل كل السياسات الغربية والصهيونية الإجرامية من التهويد والتفتيت والتفكيك والسيطرة الاقتصادية على مقدراتهم، وليتسييد الكيان العنصرى الصهيونى الواقع العربى المستسلم وليعلن نيتانياهو رئيس وزراء هذا الكيان العنصرى فى خطابه الاحتفالي بفوزه فى الانتخابات أمام أنصار حزب الـ”ليكود” في القدس المحتلة: “قد تلقيت العديد من المباركات من قادة دول عربية وإسلامية، لا أتكلم عن زعيم دولة عربية واحدة أو إثنتين، ولكن العديد منهم اتصلوا للمباركة، أمامنا فرصة كبيرة للتقدم نحو الأمل في المستقبل، لقد حولنا إسرائيل إلى قوة عالمية صاعدة”، وما أعلنه على صفحته فى تويتر: “تلقيت تهاني على فوزي في الانتخابات من قادة دول عربية وإسلامية، وليس من قائد واحد أو قائدين، بل من الكثير منهم يوجد هنا أمل كبير حيال المستقبل فحولنا إسرائيل إلى قوة عالمية صاعدة ولتضيع القدس والضفة والجولان فى ظل التصفيق العربى لنيتانياهو .. ولتصبح فلسطين لليهود فقط والقدس عاصمة أبدية وموحدة لليهود فقط ..
موضوعات تهمك:
ما بين الشباب الصهيونى وتصريحات نيتانياهو
عذراً التعليقات مغلقة