ماذا بين إيران والسعودية؟!
تصاعدت على واجهة العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا صراخ الحرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية فولى العهد السعودى محمد بن سلمان منذ عددة أيام يتهم إيران بأنها وراء الهجوم بالصواريخ على الرياض وتحدث عن “عمل حربي” ودعا ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية إلى عقد قمتين طارئتين لبحث تداعيات الهجمات التي استهدفت السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقامت الولايات المتحدة بنشر سفنها الحربية وطائراتها في الخليج بسبب ما وصفته بـ “التهديدات الإيرانية” واكدت العديد من المصادر الخليجية: أن الدعوة تأتي في ظل الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وما قامت به مليشيات الحوثي المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفط بالمملكة.
وكانت الإمارات قد أعلنت الأسبوع الماضي تعرض 4 سفن تجارية للتخريب قبالة مياهها الإقليمية قرب إمارة الفجيرة وكما أكدت السعودية أن ناقلتي نفط تابعتين لها كانتا ضمن السفن التي تعرضت للتخريب ، ولكن سرعان ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قالا: إنه يريد تجنب الحرب مع إيران، وفى ذات الوقت لم يقتصر التلاعب بالأنظمة العربية على ذلك فقد أعلن صراحة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف استباعد احتمال اندلاع حرب في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران رغم التوتر المتصاعد بين الجانبين أعلن لوكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا” فورا: أن طهران لا تريد الحرب كما أنه لا توجد دولة “لديها فكرة أو وهم القدرة على مواجهة.
التصعيد فى الصراخ والتلاعب يتزايد يوميا مما يوحى لدى الكثير أن الحرب على وشك الانفجار، وعلى الحقيقة الجارية فإن تاريخ الصراع يثبت أن ما يحدث هو مجرد فرقعة بالونات تستخدمها هذه الأنظمة جميعا بلا إستثناء للتعمية على السياسات الجارية ضد شعوبها وعلى عمالتها للقوى العالمية الغربية والصهيونية ، فالمملكة العربية السعودية ليست في وضع عسكري متفوق ـ رغم ما لديها من أسلحة ـ يجعلها تحسم هذه الحرب لصالحها ، ولا ولن ينسى التاريخ أبدا الموقف الإيرانى عندما أعلن الكيان الصهيونى والولايات المتحدة الأمريكية إعتزامهما ضرب المنشآت النووىة الإيرانىة .. قامت إيران على طوال ساحل الخليج بنشر المدفعية بعيدة المدى وقام وزير الدفاع الإيرانى بعقد مؤتمر صحفى أعلن فيه تحدى إيران لهم وطالبهم بأن يؤكدوا شجاعتهم بأن يطلقوا طلقة واحدة على إيران، وعندها ستقوم إيران بنسف كافة القواعد الأمريكية على طول ساحل الخليج ونسف المدن الخليجية التى تنطلق منه القواعد .. فماذا حدث من رد الفعل؟! كما يتداول شعبيا بالرد على التهديد بالقوة الغاشمة: “إحنا آسفين ياباشا وحقك علينا..! وانخرست أمريكا وإسرائيل”.
إنها حرب كلامية وصراخ شكلى.. يخفى الحقيقة الجارية فى هذه الدول يخفى قمع سلطاتها لشعوبهم من اعتقالات وقمع شامل كل مستويات الدولة رأسيا وأفقيا وكل النوعيات المعارضة سواء كانت أوعائلية أو دينية أو ساسية أو إجتماعية أو لتضارب المصالح الرأسمالية.
وتلعب المصالح الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكى الذى يمثل حزبه الجمهوري الأصولية المسيحية التى تؤسس للكيان الصهيونى ودعمه، دورا كبيرا فى هذه الحرب والذى أعلن خلال زيارته الأولى إلى الخارج في الرياض بوجه خاص أنه يقف وراء المملكة العربية السعودية بالكامل فهو بهذا الإعلان أعطاهم تفويضا كاملا للقيام بما يحلو لهم، ومن أجل استهداف توثيق العلاقة بين هذه الأنظمة وبين الكيان الصهيون والسكوت عن ممارساته الإجرامية فى الشعب الفلسطينى.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فقد أصبح العالم العربى إلعوبة بين القوى العالمية والإقليمية فروسيا حليف لكل من السعودية وإيران إذ تجمعها روابط اقتصادية وثيقة بكل منهما، كما أنها باعت أسلحة متطورة لكلا الجانبين , وتركيا وعلى الرغم من عدم الثقة الشديدة في إيران، شكّلت تركيا تحالفا معها ضد زيادة النفوذ الكردي في المنطقة، والذي تعتبره الدولتان بمثابة تهديد وحتى الكويت دعت إلى تحسين العلاقات الإيرانية-العربية، وزارها الرئيس الإيراني.
وتحت مظلة الدعاية المستهدفة بالصراع بين السنة والشيعة يجرى تدمير الدول العربية ودعم الجماعات الإرهابية فى أرجاء العالم العربى ، والقضاء على استقرار دولة، وكلاهما يشكلان ويدعمان التنظيمات المحاربة والمعلنة تحت مسمى الجهاد ، ولا نتيجة حقيقة إلا ضياع وتفكيك العالم العربى كما نراه ساقطا فى أحضنان الصهيو-أمريكية بقيادة ترامب.
الصراع فى ماهيته لصالح أمريكا والكيان الصهيونى ودعما لإستمرارية الأنظمة الداعمة لكيان الصهيونى والتى تبدت فى إعترافاتها بالكيان الإجرامى الصهيونى وكما صرح وزير الدولة الأماراتى للشؤون الخارجية، أنور قرقاش في لقاء له مع صحافيين يوم الأربعاء الفائت في الدولة الخليجية إن “الحوار مع إسرائيل إيجابي، وذلك لا يعني الاتفاق معها”.
موضوعات تهمك:
ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران
عذراً التعليقات مغلقة