تصدر اسم مادلين اولبرايت محرك البحث جوجل خلال الساعات الماضية، بعد أن وافتها المنية بعد صراع طويل مع مرض السرطان، بحسب ما أعلنت أسرتها في وقت متأخر مساء الأربعاء، وقد زاد الاهتمام العربي والعالمي بها كونها أول سيدة تتولى حقيبة الخارجية الأمريكية في تاريخ البلاد.
وعن عمر ناهز 85 عامًا توفيت مادلين اولبرايت وزاد الاهتمام بشكل واسع النطاق، بعد أن تم تداول مقاطع فيديو لها تتحدث فيها عن السياسات الأمريكية الخارجية وحروبها، وهي التي كانت الاختيار الأول للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في عام 1996 لتعمل كوزيرة للخارجية خلال سنوات حكمه الأربع، وكانت طوال السنوات المرأة الأعلى منصبًا في تاريخ الحكومات الأمريكية.
ونشرت أسرة الراحلة تغريدة عبر موقع تويتر قالوا فيها: “فقدنا أمًا محبة وجدة وأختًا وخالة وصديقة، لقد توفيت بعد صراع مع مرض السرطان”.
كما نشرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا قال فيه المتحدث باسم الوزارة نيد برايس، أنها كانت “رائدة باعتبارها أول امرأة تتولى وزارة الخارجية والتي فتحت الباب فعليًا أمام عناصر كبيرة من قوتنا العاملة، أعلن أن العديد من الأشخاص في هذا المبنى يشعرون بالحزن اليوم”.
مادلين اولبرايت وأطفال العراق
وفي مقاطع منشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تصريحات سابقة أدلت بها أولبرايت التي قالت في آخر مقابلة أجرتها مع برنامج 60 دقيقة حيث ردًا على سؤال المحاول: “سمعنا أن نصف مليون طفل في العراق ماتوا وهذا عدد أكبر من الذين ماتوا في هيروشيما هل الثمن يستحق؟”، لتجيب مادلين اولبرايت قائلة: “نعم أعتقد أن ذلك خيار صعب جدًا ولكن نعتقد أن الثمن يستحق فعلًا”.
What a clip pic.twitter.com/0Q5MuLkUqR
— Jack Poso 🇺🇸 (@JackPosobiec) March 23, 2022
وهاجم هذا الفيديو المئات من المعلقين العرب الذين تساءلوا عن القيم الأمريكية التي أرادوا نشرها في العراق، وهل كان قتل الأطفال معبرًا بما يكفي عنها؟ ويأتي ذلك بعد أن تحدثت تقارير أمريكية وشخصيات عن أن اولبرايت كانت شخصية محورية في إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عندما عملت أولًا كسفيرة أمريكية لدى الأمم المتحدة قبل أن تصبح أكبر دبلوماسي في البلاد في فترة ولاية كلينتون الثانية، وكان لها باع من الدفاع عن توسيع حلف الناتو ودخول تحالف دول البلقان لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وسعت للحد من انتشار الأسلحة النووية، كما أشاروا إلى أنها كانت مدافعةً عن “حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم”.
ويتسائل المعلقون هل هذه هي الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تقول التقارير أن مادلين اولبرايت كانت مدافعة عنها، خاصة وأنها كانت من أوائل الذين كانوا واجهة سياسة أمريكا الخارجية في العقد بين نهاية الحرب الباردة والانتقال إلى ما أسموه الحرب على الإرهاب التي بدأت في حقبة جورج بوش الأب بشن الحرب على العراق ودول أخرى وعلى الرغم من كونها من الفارين من النازيين والشيوعيين في أوروبا منتصف القرن العشرين، فإنها لم تدين قتل نصف مليون طفل عراقي خلال الحرب. زاعمةً أنها تتبنى سياسة “أمريكا أمة لا غنى عنها عندما يتعلق الأمر باستخدام الدبلوماسية المدعومة بقوة السلاح للدفاع عن قيم ديمقراطية بأنحاء العالم”.
موضوعات تهمك: