لماذا يحتاج «حميدتي» ضابط استخبارات إسرائيلياً لتلميع صورته؟

محرر الرأي30 يونيو 2019آخر تحديث :
حميدتي

لماذا يحتاج «حميدتي» ضابط استخبارات إسرائيلياً لتلميع صورته؟

  • من يديرون ملف حفتر وليبيا في الإمارات والسعودية هم أنفسهم من يديرون ملف حميدتي والسودان.
  • المسؤولون في الإمارات والسعودية يعتبرون أن ضباط الاستخبارات الإسرائيليين السابقين هم الأنسب لفتح الأبواب المغلقة في العالم.
  • تريد الإمارات والسعودية فرض حميدتي دكتاتورا على السودان ووكيلاً لمصالحهما فيه، وشريكاً متحمساً للانخراط في المشروع الإسرائيلي الأمريكي للمنطقة.

* * *

كشفت صحيفة كندية أن نائب رئيس «المجلس العسكري» الفريق محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي) وقّع في 7 أيار/مايو الماضي عقد تعاون باعتباره ممثلاً للنظام السوداني مع شركة علاقات عامّة يديرها ضابط استخبارات إسرائيلي سابق يدعى آري بن ميناشي..

وذلك لتحسين صورة حميدتي وفريقه العسكريّ، ولتأمين الاعتراف بـ«المجلس العسكري» كقيادة شرعية انتقالية لجمهورية السودان، بالإضافة لتوفير معدات عسكرية ومحاولة ترتيب لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك مع «مسؤولين روس بارزين» ومسؤولين من دول أخرى.

والواضح من الملفات التي تديرها الشركة، ومنها ملف الجنرال خليفة حفتر، وجود دور لعرّابي أمير الحرب الليبي، في السعودية والإمارات في هذا الاختيار.

وهو ما يعني أن المسؤولين في البلدين، يعتبرون أن ضباط الاستخبارات الإسرائيليين السابقين هم الأنسب لفتح الأبواب المغلقة في العالم، كما يعني أن من يديرون ملف حفتر وليبيا في الإمارات والسعودية، هم أنفسهم من يديرون ملف حميدتي والسودان.

وأظهرت المعلومات التي نُشرت مؤخراً الدور المحوريّ الذي لعبه حميدتي في ترتيبات الانقلاب على الرئيس السوداني السابق عمر البشير، والتخلص من الذين شاركوه الانقلاب كوزير الدفاع عوض بن عوف ورئيس هيئة الأركان كمال عبد المعروف.

وكان إبداء التعاطف مع المعتصمين ورفض طلب البشير فض اعتصامهم أحد التكتيكات التي استخدمها حميدتي، الذي سارع، حين أمسك بزمام الأمور، بإعطاء الأمر لجنوده في «الدعم السريع» لاجتياح الخرطوم وقتل المحتجين واغتصاب النساء.

وبعدها ظهر ليخطب ويقول إنه قبض على الأشخاص «المتورطين في فض الاعتصام»، وأنه لن «يجامل أحداً وسيأتي يوم تبيض فيه وجوه وتسودّ وجوه»!

لا تظهر هذه الأحداث استسهال حميدتي التلاعب بشركائه والاستهانة بعقول السودانيين، بل كذلك على مد الخيوط، منذ وقت مبكر، مع أبوظبي والرياض، التي عمدتها التضحية الرخيصة بأرواح الجنود السودانيين في حرب اليمن، وعززها الانخراط الاستخباراتي والسياسي الوثيق مع البلدين.

وإذا أضفنا التحركات الجارية ضمن ما يسمّى «صفقة القرن»، نفهم الصورة التي يراها المسؤولون الإماراتيون والسعوديون لفرض حميدتي دكتاتوراً جديداً على السودان، ووكيلاً لمصالحهم فيه، وشريكاً متحمساً للانخراط في المشروع الإسرائيليالأمريكي للمنطقة.

المطلوب من آري بن ميناشي، إذا استخدمنا استعارة حميدتي نفسه، «تبييض» وجه الجنرال القادم من خبرة الإبادة والانتهاكات الجماعية في دارفور، ولعل حضور سيناتور سابق في الكونغرس، الأسبوع الماضي، إلى جانب حميدتي في لقاء جماهيري ملفق كان من نتائج هذا «التبييض»!

حيث دعا في خطاب إلى عدم «التدخّل» في السودان، وأن السودانيين قادرون على حكم أنفسهم، والمقصود طبعا، مطالبة الأمريكيين والأوروبيين بعدم الضغط على الجنرال الجائع للسلطة وتركه يفترس السودانيين.

المصدر | القدس العربي

موضوعات تهمك:

السودان: مسرحيّات «حميدتي» الجديدة الفاشلة!

السودان يمشي وحيداً في انتظار تسوية كبرى

حراك السودان والجزائر والتحرر من القيود

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة