تتحمل الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي المسؤولية عن التغير المناخي الذي يساهم في الكوارث التي تحيق بكوكب الأرض.
يواجه سكان باكستان أكبر كارثة في تاريخهم فبسبب هذا التدمير الهائل للبنية التحتية للبلاد أعادت هذه الكارثة باكستان 11 عاما إلى الوراء.
تقع مسؤولية على فساد الطبقة السياسية والاضطرابات وتراجع الديمقراطية وقدرة الدولة الباكستانية على صد كوارث تتفاقم مع الفقر والجوع وسوء التغذية والمرض.
شردت الفيضانات 45 مليون شخص صاروا بلا مأوى، وخربت مليون منزل، ودمرت 38% من محاصيل باكستان وآلاف الطرق والجسور والسدود، وتجاوز الغرقى 1208.
* * *
بدأت فيضانات باكستان، بانهمار أمطار لم تتوقف منذ منتصف شهر حزيران/يونيو الماضي، مما أدى لفيضان نهر السند، الذي ترافق مع هبوط كميات هائلة من مياه الأمطار من الجبال شديدة الانحدار، وانهيار الجسور وسدود الأنهار، ليصبح ثلث البلاد تحت الماء.
أدت الواقعة لتشريد أكثر من 45 مليون شخص صاروا بلا مأوى، وخراب أكثر من مليون منزل، وخسارة 38% من محاصيل باكستان الإجمالية، وتدمير آلاف الطرق والجسور والسدود، وبلغت حصيلة القتلى، حتى الآن، 1208 أشخاص، فيما يتعرض الآن ملايين الأطفال والنساء لأخطار كبيرة، وتتضمن جهود الإنقاذ حاليا إجلاء ملايين الأشخاص من القرى النائية مع اقتراب فيضانات أخرى من شمال البلاد.
وصلت الأحداث في الباكستان إلى ذروتها قبل أسبوع ليواجه سكانها أكبر كارثة في تاريخهم فبسبب هذا التدمير الهائل للبنية التحتية للبلاد أعادت هذه الكارثة باكستان 11 عاما إلى الوراء.
قدّم البعض تفسيرات لتعدد العوامل التي أدت لكارثة الفيضانات، وذكروا منها أن هطول الأمطار كان أعلى خمس مرات من المتوسط (تسع مرات في إقليم السند)، لكن هذا التفسير يوصّف الظاهرة ولا يقدم تفسيرا شاملا لها.
تعتبر باكستان في المرتبة الثامنة في دول العالم الأكثر عرضة للخطر في مؤشر مخاطر المناخ العالمي، ولأنها ليست بلدا منفصلا في مناخه عن العالم، وإضافة إلى الفيضانات (التي ضربتها عام 2010) تعاني البلاد من الاحتباس الحراري هذا العام وموجة حر شديدة عام 2015.
يساهم ارتفاع حرارة المحيطات والقطب الشمالي، والتغير المناخي في العالم في تشكل رياح عالية المستوى تدور حول كوكب الأرض، وهذا أحد أسباب موجات الحرارة الشديدة التي عانى منها العالم السنة الماضية، مما أشعل حرائق هائلة في أرجاء متفرقة من الكرة الأرضية (وهو ما شهدناه جزئيا هذا العام أيضا)، كما أن هذا التغير المناخي مسؤول عن الجفاف غير المسبوق الذي تعاني منه أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا.
تعتبر باكستان مسؤولة عن 1% من الانبعاثات الكربونية المتسببة بالتغير المناخي العالمي، فيما تعتبر الصين الدولة الأولى في إصدار هذه الانبعاثات، وإذا أضفنا إليها الولايات المتحدة الأمريكية، سنجد أن البلدين هذين مسؤولان عن 40% من إجمالي التلوث العالمي بالكربون.
إضافة إلى المسؤولية التي تتحملها الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي عن التغير المناخي الذي يساهم في الكوارث التي تحيق بكوكب الأرض، فإن مسؤولية تقع أيضا على فساد الطبقة السياسية والاضطرابات وتراجع الديمقراطية، وعلاقة كل ذلك بقابلية الدولة الباكستانية (ونظيراتها) على صد الكوارث، التي تزداد طردا مع الفقر والجوع وسوء التغذية والمرض.
جدير بالتذكير هنا، بالكارثة الطبيعية التي حصلت في شرق باكستان عام 1970 وأدت إلى مقتل 300 ألف شخص، وحين قامت المنظومة الدولية بإرسال إعانات إلى تلك المناطق، وبسبب الخلاف بين المنظومة الأمنية والانفصاليين البنغاليين، قام الجيش بمصادرة الكثير من تلك الشحنات، بالترافق مع حرب ضد الانفصاليين، وصولا إلى إعلان بنغلاديش استقلالها عن باكستان عام 1971، وبعد حقبة من الاضطراب والانقلابات العسكرية أدت الديمقراطية في بنغلاديش إلى تقدمها الاقتصادي السريع، حيث تعتبر إحدى أهم دول العالم في صناعة النسيج.
المصدر:القدس العربي
موضوعات تهمك: