لماذا وصل النظام الرسمي العربي مرحلة الحضيض أخلاقيا؟
ما أسهل أن يتبجح أي نظام عربي بأنه يدعم صمود الفلسطينيين على أرضهم وهو في الواقع شريك بالباطن لعدو الفلسطينيين والعرب.
يعرف المسؤولون العرب أن فائدة العدو من الاتفاقيات كبيرة مادية ومعنوية وسياسية وإعلامية في حين هي وبال وضرر ماحق وقاتل على الفلسطينيين.
بينما تسفك دماء عربية في فلسطين وتستباح مقدسات العرب والمسلمين ويتعرض الأقصى للهدم وتغرق القدس بالمستوطنات تفتح عواصم العرب للإسرائيليين.
المحزن والمخجل معا أن لا أحد من قادة الدول العربية ذكر الفلسطينيين بأية كلمة أو تحدث مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن القدس وتخفيف معاناة الفلسطينيين.
* * *
بقلم: علي سعادة
النظام الرسمي العربي وصل مرحلة الحضيض أخلاقيا، فبينما تسفك دماء عربية في فلسطين، وتستباح مقدسات العرب والمسلمين، ويتعرض المسجد الأقصى إلى خطر الهدم في أية لحظة، وتغرق القدس بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية، تفتح العواصم العربية أبوابها لمسؤولين إسرائيليين على أعلى المستويات، ومن قبل رأس الدولة العربية.
دون أن يرف لهم جف، أو يخفق لكم قلب، أو أي وخز من ضميرهم، يفتحون أبواب قصورهم الرئاسية والأميرية لأشخاص تقطر أيدهم بدماء الفلسطينيين، ويمارسون ضد 5 آلاف معتقل فلسطين كل أنواع التنكيل والبطش والقتل التي مارسها النازيون في الحرب العالمية الثانية.
لا يخجلون ولو قليلا، من أبناء دينهم وعرقهم ولغتهم وأصلهم وعمومتهم، يعلنون على الملأ، ويجاهرون بتوقيع اتفاقيات مع العدو، في جميع تفاصيلها هي ضد إرادة الشعب العربي الفلسطيني وعلى حساب أرضه وحياته ومستقبله.
يعرفون تماما أن الفائدة التي ستعود على العدو من الاتفاقيات كبيرة وهي فائدة مادية ومعنوية وسياسية وإعلامية، في المقابل هي وبال وضرر ماحق وقاتل على الفلسطينيين.
أية مصافحة لهم هي رصاصة بندقية وقذيفة مدفع، موجه ضد أبناء العروبة، صحيح أن من يحمل البندقية جندي أو مستوطن صهيوني لكن من يدوس أو يضغط على الزناد هو المسؤول العربي الذي يهرب من عروبته ودينه إلى الحضن العنصري القاتل الفاشي.
نفهم أن واشنطن قالت لكم، الدخول إلى بيت الطاعة الأمريكي والحصول على رضا واشنطن، فقط من خلال البوابة الإسرائيلية، واستقرار أنظمتكم لن يكون إلا عبر تل أبيب، لكن أن تصل الوقاحة والتنكر للفلسطينيين إلى هذه الدرجة فهذا لا يسمى سياسة، أو مصالح وطنية، أنما خنوع وخضوع كامل لشروط للعدو التي يفرضها على الفلسطينيين وعلى الأمة كاملة.
وما أسهل أن يقوم أي نظام عربي بالتبجح بأنه يدعم صمود الفلسطينيين على أرضهم، وهو في الواقع شريك بالباطن لعدو الفلسطينيين والعرب.
المحزن والمخجل في نفس الوقت أن لا أحد من قادة تلك الدول العربية ذكر الفلسطينيين بأية كلمة أو تحدث مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن القدس وتخفيف معاناة الفلسطينيين.
وأظنهم حين يلتقون مع الصهاينة يحولون المعاناة الفلسطينية إلى ملهاة ومسرحية، وربما يتبادلون النكات السمجة عنهم.
على أية حال ما يجري هو زبد البحر، و”أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”، وأما الزبد فيذهب جفاء.
ولا بد لليل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر، فإرادة الشعوب أقوى من كل الحكومات.
* علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر| السبيل الأردنية
موضوعات تهمك: