جريمة إسرائيل الأخيرة باغتيال شيرين أبو عاقلة تصعيدا إجراميا غير مسبوق يضاف إلى الجرائم المهولة بحق الصحافة والشعب الفلسطيني والعالم.
اغتيال شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة «الجزيرة» في فلسطين ذروة تصعيد كبير من قبل إسرائيل ضد الصحافة العربية العاملة في فلسطين المحتلة.
ارتكبت إسرائيل 625 انتهاكا ضد الإعلاميين في فلسطين المحتلة خلال العام الفائت، وقامت خلال اعتدائها الأخير على قطاع غزة بتدمير 59 مؤسسة إعلامية.
الحقيقة التي تقدمها الصحافة ضد ممارسات الاحتلال ومستوطنيه ومجرميه مستهدفة لأنها تفضحهم متلبسين بالجريمة، وهو أمر تعالجه قيادات إسرائيل الأمنية بمزيد من الجريمة.
* * *
يأتي اغتيال شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة «الجزيرة» في فلسطين، كذروة تصعيد كبيرة من قبل إسرائيل ضد الصحافة العربية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرارا لنهجها ضد الصحافة عموما، والإعلاميين الفلسطينيين خصوصا.
لم تكتف إسرائيل بقتل المراسلة الشهيرة «بدم بارد» مرتكبة، كما قالت «الجزيرة» في بيانها الرسمي، «جريمة مفجعة تخرق الأعراف والقوانين الدولية» بل إنها في سعيها للتنصل من مسؤوليتها عن الاغتيال تريد ارتكاب جريمة أخرى بالادعاء أن شيرين أبو عاقلة قتلت نتيجة «نيران عشوائية أطلقها المسلحون الفلسطينيون».
المراسلة، التي يعرفها عشرات الملايين من المشاهدين، التي خسرتها عائلتها الصغيرة (والكبيرة) هي الآن في مشرحة بانتظار تسجيتها في كفن وتشييعها في جنازة وطنية تليق بها.
شيرين العارفة بألاعيب الإدارة الإسرائيلية، والتي تعرضت لعدد لا يحصى من أشكال المراقبة ومحاولات الاعتقال والتضييق عليها من قبل الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، تقوم هذه المرة، وبطريقة فريدة من نوعها، بإعداد تقريرها الأخير عن وفاتها شخصيا.
ربما لم تتمكن شيرين، والمنتج علي السمودي، الذي كان قربها وأصيب بإطلاق النار عليه في الظهر، من التقاط صور عناصر الأمن الإسرائيليين الذين أطلقوا النار عليها، لكن تاريخها المهني الطويل حافل بالكثير من الشهادات التي يمكن استخدامها لكشف المجرمين الإسرائيليين الذين قتلوها، وتفنيد خبث الدعاية الإسرائيلية اللئيمة التي تريد تحميل وزر اغتيالها للمدافعين عن مخيم جنين، وعنها.
تحدثت أبو عاقلة في مقابلة خاصة أجرتها معها «الجزيرة» عن أسباب استهداف سلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي لها ولزملائها من الصحافيين، وأشارت إلى أن تلك السلطات تقوم باستهدافهم عبر الادعاء أن وجودهم في الأمكنة التي يفترض أن يوجد فيها الصحافيون هي خرق أمني وهو ما يجعل توقيفهم أو استهدافهم بالقتل، كما حصل فعلا معها، منعا لهذا «الخرق الأمني».
تحدثت أبو عاقلة أيضا عن أن المضايقات ومحاولات الاعتقال لها ولزملائها لم تكن تجري على أيدي الجنود وعناصر الأمن الإسرائيليين فحسب، بل كان أي مستوطن متطرف مسلح قادرا على توقيفها وطلب أوراقها الرسمية ومحاولة توقيفها بسلطة السلاح الذي يحمله.
في تقريرها الأخير الذي أنجزته عبر استشهادها تقول شيرين أبو عاقلة إن الحقيقة التي تقدمها الصحافة ضد ممارسات السلطات الإسرائيلية ومستوطنيها (ومجرميها المحترفين تحت أي مسمى آخر) مستهدفة لأنها تفضح المجرمين متلبسين، وخلال قيامهم بالجريمة، وهو أمر تعالجه القيادات الأمنية الإسرائيلية بمزيد من الجريمة.
لقد ارتكبت إسرائيل 625 انتهاكا بحق الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العام الفائت، وقامت خلال اعتدائها الأخير على قطاع غزة بتدمير 59 مؤسسة إعلامية، ويمكن اعتبار جريمتها الأخيرة باغتيال شيرين أبو عاقلة تصعيدا إجراميا غير مسبوق يضاف إلى الجرائم المهولة بحق الصحافة والشعب الفلسطيني والعالم.
المصدر: القدس العربي
موضوعات تهمك:
“أنا شيرين أبو عاقلة .. القدس المحتلة”: صوت يبقى للأبد رغم الاغتيال