هل ينجح بوتين في وقف تدفق السلاح والمتطوعين؟ وهل يتمكن من إحباط جهود ضم فنلندا والسويد لحلف الناتو؟
إعلان التأهب النووي يحمل رسائل متعددة ويهيئ الأجواء لجولة مواجهات جديدة تشكل منعطفًا خطرًا في العلاقة بين الناتو وروسيا.
هل ينجح إعلان بوريل وضع قوات الاطلسي بحال تأهب في ردع روسيا عن استهداف خطوط الإمداد الأوروبية وتدمير غرف القيادة والتحكم في مدينة لفيف؟
ضربات روسية في لفيف قد تسبب اصابات مباشرة في صفوف الدبلوماسيين الغربيين المقيمين بها وضباط الناتو المتواجدين بغرف العمليات ومنهم أمريكيون.
إعلان التأهب النووي الروسي يستهدف ردع فنلندا والسويد عن الانضمام الى الناتو وهو أمر له تداعيات خطرة على أمن روسيا ومستقبل تحالفات القارة الاوروبية.
* * *
بقلم: حازم عياد
التأهب الاستراتيجي النووي يعني جهوزية كاملة لتوجيه ضربة نووية استباقية، او الاستعداد للتصدي لضربة نووية والرد عليها؛ إنه المغزى المباشر للأمر الذي أصدره فلاديمير بوتين لوزير دفاعه سيرغي شويغو، وقائد الاركان العامة فاليري غيراسيموف، وهو تصعيد روسي هدد بخلط الاوراق من خلال ايصال رسائل متعددة لدول حلف الناتو ولدول الجوار المحاذية لأوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا.
الاعلان الروسي خلط الاوراق، وتسبب بتوتر كبير في القارة العجوز؛ اذ سارعت مولدوفا التي تملك حدودًا تقدر بأكثر من 900 كم مع أوكرانيا إلى نفي إرسالها اسلحة عبر حدودها إلى كييف، فدول الجوار تخشى من هجمات روسية على خطوط الإمداد والتموين للقوات الاوكرانية القادمة من اوروبا الغربية عبر بولندا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر.
روسيا قد تعمد الى الزج بقاذفاتها الإستراتيجية نحو المدن الكبرى في تصعيد يعتبر الأخطر من نوعه لاستهداف العاصمة كييف، والأهم من ذلك مدينة لفيف غرب اوكرانيا التي تبعد عن الحدود البولندية ما يقارب 40 كيلومترا، حيث تتركز غرف العمليات الحقيقية للجيش الأوكراني بعيدا عن الحدود الروسية.
ضربات روسية من الممكن ان تتسبب بوقوع اصابات مباشرة في صفوف الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في المدينة، وفي صفوف الضباط المتواجدين من حلف الناتو في غرف عمليات داخل المدينة، ومن ضمنهم ضباط من الولايات المتحد.
قصف خطوط الإمداد وغرف العمليات في لفيف سيضع القارة الاوروبية على حافة الهاوية، خصوصا ان جوزيب بوريل مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي أعلن عن وضع منظومة الردع النووي الأطلسية في حالة تأهب قصوى، ملمحًا الى تدهور الأوضاع على الحدود الاوروبية نتيجة الحرب في اوكرانيا التي تلقت مساعدات عسكرية من الاتحاد الاوروبي قدرت قيمتها بـنصف مليار يورو، لتعبر الحدود البولندية التي يقدر طولها بـ 428 كم الى جانب الحدود السلوفاكية والهنغارية والرومانية التي يزيد مجموعها على 900 كيلومترا.
رسائل التأهب النووي
رسائل موسكو لا تقتصر على محاولة تعطيل خطوط الإمداد اللوجستي فقط؛ إذ تتخذ مسارات متعددة، أي: إجبار أوكرانيا على الجلوس على طاولة المفاوضات في بيلاروسيا، وهو نصر سياسي أولي فرض بوتين فيه منطقة التفاوض، وحَدَّد الوسيط وهو الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو.
كما يقف خلف الاعلان الروسي الرغبة في ردع فنلندا والسويد عن الانضمام الى حلف الناتو؛ الأمر الذي سيكون له تداعيات خطرة على أمن روسيا، ومستقبل التحالفات في القارة الاوروبية، وأخيرًا ردع حلف الناتو عن استهداف بيلاروسيا في حال قرر اجتياح الاراضي الأوكرانية عبر الاراضي البيلاروسية، واستهداف خطوط الإمداد ومدينة لفيف التي تبعد ما يقارب الـ 90 كم عن الحدود البيلاروسية.
فإعلان التأهب النووي يحمل رسائل متعددة ويهيئ الأجواء لجولة جديدة من المواجهات تشكل منعطفًا خطرًا في العلاقة بين الناتو وروسيا.
فهل ينجح بوتين في وقف تدفق السلاح والمتطوعين؟
وهل يتمكن من إحباط جهود ضم فنلندا والسويد لحلف الناتو؟
وهل يجبر زيلنسكي على الجلوس لطاولة المفاوضات بشروط بوتين، متجنبًا بذلك حرب مدن طويلة، أم إن إعلان بوريل وضع قوات الاطلسي في حال تأهب سينجح في ردع روسيا عن استهداف خطوط الإمداد الأوروبية، وتدمير غرف القيادة والتحكم في مدينة لفيف؟
أسئلة ستجيب عنها الساعات والأيام القليلة القادمة!
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر| السبيل – عمان
موضوعات تهمك: