يحكى أن:
لصا سطا على بنك وسرق منه الملايين في حين أن لص آخر في المدينة سرق شلا من التبن. قبضت الشرطة على اللصين وقدمتهما إلى المحاكمة عرضا على القاضي الذي حكم سريعا عليهما. قضى بالبراءة على لص البنك وقضى بالحكم سنتان حبس على لص التبن استغرب حرامي التبن من الحكم الجائر وسأل محاميه كيف يحصل هذا سرق الملايين وحكم بالبراءة وأنا من أجل شلاً من التبن سأقضي سنتان في السجن، .. فأجابه المحامي: “أنه حظك السيء قاضينا لا يأكل التبن”
قضاة من صنف الحمير
الحكاية ليست بعيدة عن واقع الحال في بلادنا العربية السؤال الذي يتردد في الأذهان ماذا لو كان القاضي من صنف الحمير هل سيحكم على لص التبن بالبراءة. تجربتنا العملية في سوريا لاتؤيد هذه النظرية ولا تدعمها بالرغم من توفر هذا الصنف من القضاة بكثرة، صحيح انه لم يلاحظ يوما تدلي ذيولهم ولا طول آذانهم وأكاد أجزم أنهم كانوا يعمدوا إلى إخفاءها خلف ياقات معاطفهم الفخمة أما ذيولهم فلن تظهر للعيان فهي تختفي اتوماتيكيا وراء سراويل أطقمهم الفاخرة. ما هو مستغرب انهم يهادون لصوص المال ولا يتسامحون مع حرامية التبن هل هو تنكر لأصلهم الحميري؟.أم هو تطور فيزيولوجي طرأ على بنيتهم فصار التبن لا يعنيهم؟؟
كمثل الحمار يحمل أسفارا
حيرة تلف المشهد قضاة حمير يعنيهم المال ولا يعنيهم التبن!! ..لكن هناك آية في القرآن الكريم تحل اللغز
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) قوله تعالى ينطبق عليهم وكأنه يصفهم و يوَصِفَهُمْ هؤلاء الذين يثبتوا أنهم من صنف الحمير في كل حركاتهم وتصرفاتهم أما تفضيلهم المال على التبن فهو لا ينفي عنهم تهمة الحمرنة بل يؤكد انهم صنف آخر من الحمير ويمكن القول أنهم من ذات الفصيلة المنوه عنها في القرآن الكريم (كمثل الحمار يحمل أسفارا) فما هم سوى حمير يحملون متاع أصحابهم وثرواتهم ليوصلونها إلى حيث يريد سيدهم. ورب سائل يسأل مستغرباً كيف استطاع أولياء أمر جماعة الحمير تلك أن يدجنوهم ويجمحوا غرائزهم حتى أضحوا يفضلون المال على التبن لا يغريهم لونه ولا يسيل لعابهم من عبق رائحته. لقد تربى حمير الكراسي هؤلاء على شعير ابن السلطان المحسن وألفوا لجامه الذهبي ويحاذرون الخروج من دائرة درسه المرسومة خشية سياطه المسمومة.
عذراً التعليقات مغلقة