كان سيِّدنا رسول الله ﷺ خير النَّاس لأهله، وأَحنَاهُم على الصَّغير، وأرأفهم بالضَّعيف، وأرفقهم بذي الحاجة، لا يَجْفُو عَلَى أَحَدٍ، ويَعْرِف لكلِّ ذي حقٍّ حقَه.
وهو رجل الدَّولة العَادل، المُصلح لأمر الرَّعيَّة، النَّاظر في العواقب، المُستقبل للوفود، المُبرم للعُهود، المُدبِّر لأمور الحُكْم والسِّياسة.
وهو السَّمْح المُتَسامِح في غير ضعف، القويّ الحازم في غير شِدَّة، المُعايِش بالمعروف والقِسْط لمن سَاَلمَه ولو لم يؤمنْ به؛ جاعلًا ما للمسلمين له، وما عليهم عليه، وحافظًا حرمتَه، ومُؤديًا دُونَ مُداهنةٍ حقَّه.
وهو قاضي الحقّ، وحَكَم الصِّدق، الذي لا يَقبَل شفاعةً في حدٍّ، ولا مُماطلة في أداء دَيْنٍ، ولا مُمانعةً في استيفاء مظلمة، كل النَّاسِ في الحقِّ سواءٌ لديه.
وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا ارتِيابَ كَأَنَّــما
جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَـماءِ قَضاءُ
فصلِّ اللهم عليه، وعلى آله وصحبه، وسَلِّم تسليمًا كثيرًا.
المصدر: مركز الأزهر العالمي للفتوى