في بداية الأمر لابد أن ننوه عن أن هذه الأيام، كثرت الحالات التي تعرف بالأطفال ذوي القدرات الخاصة، وذلك يرجع إلى العديد من الأسباب منها أسباب قبل الولادة وأثناء الولادة وأسباب أخرى قد تحدث بعد الولادة، ومن ضمن هذه الحالات حالات داون والشلل الدماغي والتوحد وبعض المتلازمات التي تظهر في سن معين ولذا يجب على الأم والأب أن تراقب تطور طفلها سواء اجتماعياً أو لغوياً أو إدراكياً أو في مجال رعاية الذات، وسوف نتحدث الآن عن أحد هذه الأمراض وهو مرض التوحد.
ما هو مرض التوحد
هو ليس مرض ولكنه اضطراب يمكن ملاحظته على الطفل من خلال حدوث خلل شديد في الجانب الاجتماعي للطفل وأيضاً في التطور اللغوي والإدراكي وقد يحدث خلل أيضاً في جانب رعاية الذات وهنا يجب على الأم أن تعرض الطفل على الطبيب المختص ويفضل اكتشاف هذا الاضطراب مبكراً حتى نتمكن من تخفيف أعراضه أو علاجها في بعض الأحيان.
أعراض هذا المرض
1- يلاحظ على الأطفال المصابين بالتوحد، أن لديهم خلل في التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
2- الانطواء والعزلة عن الآخرين.
3- عدم القدرة على الكلام في بعض الحالات أو قد يعاني من تأخر لغوي.
4- عدم القدرة على الاندماج واللعب مع الأطفال الآخرين.
5- قد يكون لديه بعض المشاكل السلوكية مثل الصراخ والغضب الشديد في بعض الأوقات.
6- قد يكون لديه بعض التأخر في رعاية الذات.
وتبدأ هذه الأعراض في الوضوح عند سن سنتين أو ثلاثة سنوات، حيث يتمكن الوالدين من ملاحظتها بسهولة، وقد تبدأ في الظهور من سن ستة أشهر ولكن لا يتم ملاحظتها إلا في سن السنتين.
أسباب الإصابة بهذا الاضطراب:
* تواجد فرد آخر في العائلة مصاب بمرض التوحد، وبذلك قد ترجع إصابة الطفل بهذا المرض إلى عوامل وراثية.
* حدوث خلل في التركيب الجيني مما يؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب.
* قد تحدث نتيجة للأسباب قد تحدث أثناء الولادة أو قبل الولادة.
والى الآن لم يتم تحديد السبب الرئيسي في الإصابة بهذا المرض أو الاضطراب ولكن يجب علينا جميعاً أن نحاول أن نتجنب هذا المرض وان لم نستطع نحاول اكتشافه مبكراً حتى يسهل علاجه.
علاج هذا المرض:
عند اكتشاف وجود أو ظهور أعراض هذا المرض يجب التوجه إلى الطبيب المتخصص مباشرة، حتى يقوم بإجراء الفحوص اللازمة للطفل ومن خلال هذه الفحوص يتم تقييم قدرته على الكلام، وتبادل اللغة وفهمها، وأيضاً عمل اختبار نفسي للطفل. وينقسم علاج هذا المرض إلى ثلاثة أجزاء وهي:
1- العلاج باستخدام الأدوية.
2- علاج مشاكل الكلام عند الطفل، وتوجيه إلى بعض أخصائيين التخاطب من أجل تحسين قدرته على الكلام وتحسين نطقه للكلمات وفهمه لها.
3- العمل على دمج هؤلاء الحالات مع الأطفال العاديين، وذلك من أجل تنمية قدرته على التواصل الاجتماعي.
ويجب تحذير أولياء الأمور إلى أن هذه الحالات لا بد من التعامل معها بحذر، ولا يجب اللجوء إلى التعنيف تماماً سواء كان لفظي او جسدي، وأيضاً يجب على أولياء الأمور عدم إهمال هذه الحالات تماماً لأن قد يؤدي إلى تدهور الحالة تدهوراً سريعاً، وسوف تظهر على الطفل مشاكل سلوكية قد يصعب التعامل معها فيما بعد، حيث انه نتيجة للإهمال والتعنيف قد يلجأ إلى أذية من حوله أو أذية نفسه وذلك كرد فعل منه لأنه قد لا يستطيع التعبير بالكلام ولذلك فهو يعبر بطرق أخرى ولذلك يجب على أولياء الأمور أن يتكيفوا مع هذا الطفل ويتابعوا علاجه بدقة ويساعدونه على التكيف مع ظروف الحياة المحيطة ويجعلونه قادراً على مواجهة المستقبل والتواصل مع الأشخاص الآخرين.