“كذابون بلا حدود” والقصة الحقيقية
اشتعلت مواقع التواصل والصحافة الالكترونية الأردنية بعد منتصف الليل وحتى الفجر بنشر موسع جدا وغير مسبوق لعبارة “كذابون بلا حدود” ردا على رئيس منظمة “مؤمنون بلا حدود” بعدما روى الأمن العام “القصة الحقيقية” لحادثة اختطاف الأمين العام للمنظمة والتي أعلن الأمن أنها “مفبركة ومختلقة” تماما.
المفاجأة الخبرية هنا كانت عاصفة تماما بعدما تسببت حادثة “اختطاف وتعذيب” بحالة تجاذبية غير مسبوقة في الأردن تدخلت فيها مع الشارع جميع المؤسسات بما فيها التشريعية وبرز فيها “صراع مختلق” بين العلمانيين والإخوان المسلمين.
الأمن يقرر إحالة المخطوف المدعي الدكتور يونس قنديل إلى الإدعاء للتحقيق معه بتهمة “البلاغ الكاذب”.
ويقرر أيضا إحالة “ابن شقيقته” إلى القضاء بعد الإدلاء باعتراف كامل يقضي بأنه فبرك حادثة الاختطاف والتعذيب بالتنسيق مع خاله “المفكر الباحث” حسب وصف مثقفين وعلمانيين لقنديل النجم الأبرز لندوة “ميلاد الله”.
استنادا إلى تحقيقات فرع الأمن الوقائي الأردني، أعلنت مديرية الأمن العام أن الدكتور يونس قنديل لم يختطف، بل تآمر مع ابن شقيقته لفبركة قضية اختطافه وتعرضه للتعذيب.
الأمن الوقائي تابع كل التفاصيل وجمع الأدلة والقرائن واستدعى ابن شقيقته الذي أدلى بدوره باعتراف كامل.
لاحقا خضع قنديل الذي ظهر في المستشفى بلقاءات تلفزيونية ووسط الزوار والمناصرين للاستجواب، وحسب بيان الأمن العام أنكر في البداية، لكنه عاد واعترف بفبركة الحادثة بعد مواجهته بالأدلة والبراهين قبل إحالته وقريبه المنفذ إلى الإدعاء باتهامات قد يكون من بينها التزوير والبلاغ الكاذب.
ما لم يعرف بعد هو السبب الذي يدفع مثقفا من وزن قنديل لـ”تدبير” كل هذا السيناريو والمجازفة بتعريض جسده لعدة جروح وإصابات فعلية.
وكانت معلومة الكتابة على لحم قنديل قد أثارت تعاطفا كبيرا جدا معه، قبل أن يكشف الأمن زيف الإدعاءات وعدم حصول عملية اختطاف من الأصل.
وبعدما أسدلت سلطات الأمن الداخلي الستارة على هذا الموضوع الذي شغل الدنيا والناس مدة ثلاثة أسابيع في الأردن، أصبح السؤال يتكرر على كل لسان سياسي أو شعبي: لماذا حصلت هذه الفبركة من حيث الأصل؟
وبعدما أسدلت سلطات الأمن الستارة عن هذا الموضوع أصبح السؤال يتكرر على كل لسان سياسي أو شعبي: لماذا حصلت هذه الفبركة من الأصل؟.
هنا تحديدا الإجابة معقدة، لكنها مفتوحة على احتمالات غاية في التعقيد السياسي حصريا، إذا ما استكملت التحقيقات ودخلت في سياقات “سياسية وأمنية أعمق” حيث انتهى واجب الشرطة المدنية هنا ليبدأ واجب آخر له علاقة بالعمق الأمني حول الخلفيات والجذور والأسباب والدوافع.
وحسب مصادر خاصة جدا بـ”القدس العربي” تريد دوائر القرار الأردني اليوم أن تعرف بصورة محددة ما إذا كان قنديل مدفوعا برغبات شخصية لها علاقة بالسعي لـ”الشهرة” والإثارة، أم أن المسألة أبعد وأكثر حساسية.
تساؤلات حول أساس منظمة مؤمنون بلا حدود من حيث التمويل والأهداف وتركيبة الأشخاص المدافعين عن قنديل بحماس.
اختبار ذلك قد يتطلب في المرحلة اللاحقة الغرق في أساس منظمة مؤمنون بلا حدود من حيث التمويل والأهداف وتركيبة الأشخاص المدافعين عن قنديل بحماس.
هل المقصود “إنتاج فتنة في الأردن” على أساس ديني أو فقط “إزعاج ومضايقة الإخوان المسلمين”
والأهم من زاوية معرفة ما إذا كان المقصود “إنتاج فتنة في الأردن” على أساس ديني أو فقط على مقدار “إزعاج ومضايقة الاخوان المسلمين” خصوصا بعد تبادل مكثف للمنشورات التي توحي بأن “دولة خليجية” يفترض أنها “صديقة” هي التي تقف أصلا وراء تمويل منظمة يسمع فيها الأردنيون لأول مرة وتحمل اسم “مؤمنون بلا حدود” والأهم تبادر إلى عقد ندوة باسم “ميلاد الله”.
المصدر: القدس العربي