قال الدكتور مصطفى يوسف اللداودي الكاتب الفلسطيني، إن عمليات جهاز المخابرات الصهيوني “الموساد” لا تقتصر فقط على عمليات التجسس والمراقبة، وجمع المعلومات وزرع العملاء، وتنفيذ المهام وتصفية الشخصيات في الخارج، وخلق البلابل وصناعة الفتن، وإشعال فتائل الحروب الأهلية والصراعات الطائفية، وتوريد الأسلحة وتدريب المليشيات، وسرقة المعلومات ونشر المخدرات، ومحاربة العلماء وقتل الطلاب النجباء، وغير ذلك من العمليات الأمنية التي تختص بها أجهزة المخابرات الخارجية لمختلف الدول القوية، التي تتشابه تقريباً في مهامها، ولكنها تتمايز في قدراتها وتختلف في إمكانياتها، إلا أن اهتماماتها تكاد تكون واحدة، وقد تتقاطع جهودها وتشترك فرقها الأمنية ومجموعاتها التنفيذية، وتتعاون جميعاً فيما بينها لإتمام مهامها، أكثر بكثيرٍ من منافستها لبعضها البعض.
وأكمل: يلجأ رئيس حكومة الكيان الصهيوني وفق تقديره الشخصي، في حال عجز المؤسسات الرسمية المختصة، إلى تكليف جهاز الموساد وفي ظل تفشي فيروس كورونا وتزايد مخاطره واتساع نطاقه، الذي اجتاح الكيان الصهيوني بصورةٍ مخيفةٍ، وتسبب في إصابة قرابة أربعة آلاف مستوطنٍ إسرائيلي، توفي ما يزيد على العشرة منهم، ظهرت الحاجة الماسة في مختلف المستشفيات والمراكز الطبية و إلى أجهزة تنفس اصطناعية، وأجهزةٍ ومعداتٍ ومستحضرات فحص المرضى المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، وهو ما لا يتوفر بالكميات الكافية لمواجهة الوباء والتصدي له، ما أدى إلى عجز المستشفيات وشكواها، فلجأت حكومة الكيان إلى تكليف جهاز الموساد بشخص رئيسه يوسي كوهين، بتوفير المطلوب للمستشفيات من مختلف الأجهزة والمعدات، وهو ما تم بالفعل بسرعةٍ كبيرةٍ وخلال فترةٍ قصيرةٍ، بغض النظر عن مدى ملائمة الأجهزة والمعدات لشروط الفحص الطبي الدقيق، إلا أنه تمكن من توفيرها من مصادر مختلفة، ذكرت بعض وسائل الإعلام أن أغلبها من دولةٍ خليجية.
وتابع: لا يستبعد المراقبون الصهاينة للأجهزة الطبية التي جلبها الموساد بطائرة خاصةٍ، سرقها أو هربها، أو يكون قد تعاون بشأنها مع عصاباتٍ دولية، وشبكات الإجرام العالمية، لضمان حصوله على ما يريد من أجهزةٍ ومعداتٍ، وهو الأمر الذي يذكرنا بشحنة اليورانيوم المخصب التي هربها الموساد من أوروبا منتصف خمسينيات القرن الماضي، التي تعاون بشأنها مع عصابات المافيا الدولية، بالإضافة إلى صفقات الأسلحة التي اشتراها من تشيكوسلوفاكيا بالتعاون مع العصابات الدولية، وعناصر أجهزة المخابرات الأوروبية التي تعمل بالمال وتنفذ بمقابلٍ مادي.
يدرك الصهاينة أنهم يعيشون مأزقاً حقيقياً يستهدف وجودهم أكثر من غيرهم، ويضر بهم أكثر من سواهم، فهم يخافون على حياتهم في فلسطين المحتلة، ويقلقون على سلامة مستوطنيهم، ويدركون أن جائحة كورونا قد تقضي على المئات أو الآلاف منهم، وفي حال وقع هذا المحظور فإن مشروعهم الاستيطاني سيكون في خطرٍ شديدٍ، وسيتعرض كيانهم لهزةٍ عنيفةٍ وسقطةٍ كبيرة.
لا يستنكف الموساد عن القيام بأي مهمةٍ تمليها عليه حكومته، ويشعر أنها تخدم مصالح كيانه، وتحفظ أمن وسلامة مستوطنيه، ولا يتردد في اللجوء إلى كل الوسائل القذرة والآليات المحرمة، أو السبل المشبوهة والعصابات المأجورة في سبيل الوصول إلى غاياته وتحقيق أهدافه، ولو كانت على حساب الآخرين أو تضر بهم ولا تنفعهم، فهذه هي طبيعتهم العنصرية التي عرفوا بها، وفطرتهم الخبيثة التي جبلوا عليها.
أقرأ أيضًا