أعلنت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا، اليوم الجمعة، عن هزائم جديدة تلقت قوات شرق ليبيا التابعة للجنرال خليفة حفتر الذي يهاجم العاصمة طرابلس منذ أكثر من عام، وذلك كاستمرار لسلسلة الهزائم التي لاقتها القوات بعد خسارتها قاعدة الوطية العسكرية لصالح القوات المدعومة تركيا.
وخسرت القوات المدعومة من روسيا والإمارات وقوى إقليمية ودولية بلدة العربان جنوبي مدينة غريان الاسترايتيجية وذلك بعد ساعات من خسارتها مدينة ترهونة آخر معاقل قوات شرق ليبيا في محيط العاصمة طرابلس وبذلك يكون الجنرال المتقاعد قد خسر ألحرب على طرابلس بشكل واضح وصريح.
وقال عميد بلدية عربان الليبية يوسف البديري في بيان مقتضب، أن قوات الجيش الليبي تمكنت من بسط سيطرتها بشكل كامل على بلدة العربان ودخلتها دون أي مقاومة بعد انسحاب قوات حفتر منها، وهي المنطقة التي تعد أحد أهم تمركزات القوات جنوبي المدينة على بعد 100 كليو مترا، بينما أكد المتحدث باسم عملية بركان الغضب محمد قنونو السيطرة الكاملة على البلدة، وهو ما جاء على خلفية عملية عسكرية أطلقتها القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها في المنطقة،على مدار أكثر من عام منذ إبريل العام الماضي 2019. وبذلك تكون البلدات المحررة الإجمالية هي كامل مدن الساحل الغربي وقاعدة الوطية الجوية وبلدتين بالجبل الغربي، لتعود قوات حفتر أدراجها.
وذكرت صفحة بركان الغضب على حسابها الرسمي بموقع تويتر: “قواتنا البطلة سيطرت بشكل كامل على بلدة العربان” بينما أكدت القوات أنها ستتجه إلى مدينة سرت الليبية وذلك بعد إعلان السيطرة على مدينة ترهونة الاستراتيجية شرقي العاصمة بعد ساعات من اقتحامها.
هزائم قوات شرق ليبيا
وارجعت تحليلات سبب الهزائم التي لحقت بقوات حفتر إلى زيادة الدعم التركي المقدم إلى حكومة الوفاق الوطني، حيث تدخلت تركيا بشكل مباشر في العمليات العسكرية، مع تواجد حلفاء سوريين لأنقرة في ميدان المعركة قلبوا توازنات القوى لصالح القوات الحكومية.
بينما ذكرت قناة العربية السعودية حليفة الإمارات ومصر في ليبيا، قبل يومين في أخبار عاجلة لها، أن خليفة حفتر أبلغ مصر أن الهزائم التي لحقت بقواتها كان سببها التدخل التركي المباشر، بينما ذكرت أنه طالب مصر بتدخل مباشر لدعم قواته ضد الدعم التركي المقدم للقوات الحكومية.
وتضغط الإمارات بكل قوتها على مصر من أجل التدخل العسكري المباشر في شرق ليبيا، لكن مصادر أكدت أن مصر لا ترغب في التورط بالأزمة الليبية بشكل كامل وتكتفي بتقديم الدعم الاستراتيجي والمشورة العسكرية فقط.
بينما أرجعت تحليلات أخرى سبب تلك الهزائم، إلى أن روسيا خفضت أو ربما أوقفت الدعم العسكري المقدم لقوات حفتر، بينما ذكرت التحليلات إلى أنه من الممكن أن يكون هناك اتفاق بين أنقرة وموسكو حول وقف الأخيرة الدعم المقدم إلى قوات شرق ليبيا بناءا على تحالفات بينهما بما يتعلق بالوضع في سوريا وليبيا على نظام المقايضة على حد قول التكهنات.
هل تتدخل مصر عسكريا في ليبيا؟
السؤال الذي لا يمكن جزم الإجابة عليه حيث لا ترغب القاهرة في التورط في حملة عسكرية وفتح جبهة في الغرب في وقت كانت القاهرة بالأصل تريد أن تظل الأوضاع ثابتة كما هي ولا يهاجم حفتر الشرق ويتم الحل السياسي عن طريق موائمات وربما تقاسم الحكم سواء جغرافيا أو سياسيا، وفقا لمصادر.
ووفقا لما تواردت من معلومات فإن القاهرة كل ما تريده أن يظل الغرب في قبضة قوات حفتر، خاصة وأن قوات الحكومة لا تقوى على الاستمرار في حملتها العسكرية للوصول إلى الشرق ومهاجمة وفقا لزعم قيادة تلك القوات، على أن تظل القضية على ما هي عليه إلى أن يتم استمرار المفاوضات السياسية برعاية أممية لكسب الوقت.
موضوعات تهمك: