القوات المسلحة الأوكرانية استعادت السيطرة على أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع منذ بداية هذا الشهر.
حمَّل بوتين القوات الأوكرانية مسؤولية تدهور الأوضاع في محطة زابوريجيا النووية فيما وجه ماكرون أصابع الاتهام إلى القوات الروسية في ذلك.
بعد 200 يوم على حرب أوكرانيا، تستمر قوات أوكرانيا منذ أيام في قلب الطاولة على القوات الروسية نتيجة الدعم العسكري الذي تلقته من الغرب.
الانسحاب من مدينة إيزيوم أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من العاصمة كييف في مارس، إذ ترك آلاف الجنود الروس وراءهم ذخيرة ومعدات مع فرارهم.
* * *
مع مرور 200 يوم على بدء حرب أوكرانيا، تستمر قوات كييف منذ أيام في قلب الطاولة على القوات الروسية نتيجة الدعم العسكري الذي تلقته من الغرب.
وشدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على أن هذا الشتاء قد يشهد المزيد من المكاسب السريعة للأراضي إذا تمكنت كييف من الحصول على أسلحة أقوى. وقال القائد العام للجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني على تليغرام:
“في اتجاه خاركيف، بدأنا في التقدم ليس فقط إلى الجنوب والشرق، ولكن أيضا إلى الشمال. هناك 50 كيلومترا تفصلنا عن حدود الدولة (مع روسيا)”. وأضاف أن القوات المسلحة استعادت السيطرة على أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع منذ بداية هذا الشهر.
وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن القوات الروسية تضرب مواقع الجيش الأوكراني في خاركيف بضربات دقيقة التوجيه تنفذها القوات المحمولة جوا وبالصواريخ والمدفعية.
ويعد الانسحاب من مدينة إيزيوم أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من العاصمة كييف في مارس/ آذار، إذ ترك آلاف الجنود الروس وراءهم ذخيرة ومعدات مع فرارهم.
ولم يصل المسؤولون الأوكرانيون إلى حد تأكيد استعادة إيزيوم، لكن مدير مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، نشر صورة للقوات في ضواحي المدينة واستخدم في تغريدته رمزا تعبيريا للعنب. واسم المدينة يعني “الزبيب”.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن بلاده بحاجة إلى تأمين الأراضي المستعادة من هجوم مضاد روسي محتمل على خطوط الإمداد الأوكرانية الممتدة.
وأضاف لصحيفة “فاينانشال تايمز” أن القوات الأوكرانية يمكن أن تطوقها قوات روسية جديدة إذا واصلت تقدمها لمسافات أبعد. لكنه قال إن التقدم المحرز في الهجوم “أفضل من المتوقع”، واصفا إياه بأنه “كرة ثلج تتدحرج من أعلى تل تكبر كلما نزلت”. وأضاف: “هذه إشارة إلى إمكان إنزال الهزيمة بروسيا”.
وأفاد الجيش الأوكراني أن مزيدا من الضربات الصاروخية والجوية الروسية أصابت أهدافا تابعة له خلال الليل، وأفاد مسؤولون محليون بقصف روسي عنيف في الشرق والجنوب. وقال حاكم إقليم دونيتسك الشرقي بافلو كيريلينكو على تليغرام إن عشرة مدنيين قُتلوا خلال الليل.
وقالت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني إن الوضع العسكري في الجنوب “يتطور بشكل ديناميكي” مع استعادة أراض هناك، في حين أفاد رئيس بلدية ميكولايف جنوب البلاد بإصابة تسعة جراء قصف للبلدة.
وبينما يستعر القتال، استمرت الأوضاع في أكبر محطة نووية في أوروبا في التسبب في قلق دولي بالغ. وأعلنت شركة إنرجو أتوم، إنها أوقفت بالكامل العمليات في زابوريجيا كإجراء وقائي، إذ سمح خط الطاقة الاحتياطي للمحطة بالحصول على الطاقة من النظام الأوكراني.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، محادثات حمَّل بوتين خلالها القوات الأوكرانية مسؤولية تدهور الأوضاع في محطة زابوريجيا النووية فيما وجه إيمانويل ماكرون أصابع الاتهام إلى القوات الروسية في ذلك.
وذكر بيان منشور على موقع الكرملين على الإنترنت أن “الجانب الروسي لفت الانتباه إلى الهجمات الأوكرانية المنتظمة على مرافق المحطة، بما في ذلك مخازن النفايات المشعة، وهو أمر محفوف بالعواقب الوخيمة”. ودعا البيان “لتحرك غير مسيّس” بشأن الوضع في المحطة بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيانها إن احتلال القوات الروسية لمحطة زابوريجيا النووية هو ما يعرضها للخطر. وأضاف الإليزيه: “طلب (ماكرون) من القوات الروسية سحب أسلحتها الثقيلة والخفيفة منها (زابوريجيا) واتباع توصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان السلامة في الموقع”.
الى ذلك، شدد الرئيس الفرنسي أمام “نظيره الروسي على ضرورة (ضمان) الأمن الغذائي العالمي”، وفق المصدر نفسه الذي أضاف أن ماكرون ذكر أن “العقوبات الأوروبية لا تشمل المنتجات الزراعية ولا تلك التي لا غنى عنها للزراعة”.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون “طلب من الرئيس بوتين السهر على تنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا مع أوكرانيا وتركيا بإشراف الأمم المتحدة، بحيث تنقل الحبوب المصدرة الى الجهات التي تحتاج إليها بشكل ملح”.
المصدر: وكالات