علقت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، على قمة مجموعة الدول السبع التي اختتمت أعمالها يوم الأحد، مع انتهاء رئاسة بريطانيا للمجموعة، مشيرة إلى أن القمة تشبه على نحو متزايد اجتماع “حرب باردة”، وذلك مع استمرار التوترات القائمة بين الروس والغرب.
يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء، في بيان لها، أن أسطولها في البحر الأسود بدأ في تعقب الفرقاطة الصاروخية الفرنسية أوفيرن، بعد دخولها مياه البحر الأسود، في الوقت الذي اعلنت فيه وزارة الدفاع الأوكرانية أن الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، خرقوا وقف إطلاق النار نحو 36 مرة هذا الأسبوع، و29 مرة الأسبوع الماضي.
وبدأت كارين دونفريد مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية والأوراسية جولة تشمل أوكرانيا وروسيا لبحث المستجدات وسط محاولات لتجنب اندلاع حرب في تلك المنطقة، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أكدت في وقت سابق أن دونفريد ستبحث “الحشد العسكري الروسي قرب حدود أوكرانيا الشرقية، والتأكيد على التزام واشنطن بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها”.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه البيت الأبيض، أن إرسال المزيد من القوات إلى شرق أوروبا لا يزال خيارا مطروحا على الطاولة.
ووصفت ديلي تلغراف، في تقريرها أن قمة مجموعة “G7″، تشبه على نحو متزايد اجتماعا لحرب باردة، وحتى وقت قريب دعيت روسيا أولا كمراقب ثم اعتبارا من عام 1997 كمشارك في ما أصبح يعرف بمجموعة الثماني لكن ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا أدى إلى طردها في عام 2014 وتجميد العلاقات معها تدريجيا منذ ذلك الحين.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، إلى أنه على الرغم من أن بوتين لم يعد شخصيا في القمة فإن كان من حضروها شعروا بوجوده، فقد دفع قرع طبول حرب ثأرية من جانب روسيا حول أوكرانيا الديمقراطيات الغربية لتحذير موسكو من عواقب وخيمة في حالة حدوث غزو.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس أن مثل تلك الخطوة ستكون خطأ استراتيجي، على الرغم من أنه ليس من الواضح ماذا يمكن فعله لوقف روسيا أكثر من التهديد بفرض مزيد من العقوبات إذا كانت تلك العقوبات الحالية لم تحدث فرقا يذكر.
وفي سياق متصل قال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الاتحاد يبحث خطوات يمكنها بالتنسيق مع بريطانيا من خلالها مواجهة التطورات على حدود أوكرانيا، وستكون تلك الأزمة محل بحث في جلسة البرلمان الأوروبي اليوم، ويتم التصويت على مشروع القرار بشأنها الخميس المقبل.
في الوقت الذي جددت فيه موسكو نفيها النية لغزو أوكرانيا، لكنها في ذات الوقت لوحت على لسان ربابكوف باستخدام العنف في حال تجاهلت واشنطن والناتو الضمانات الأمنية التي طلبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة الافتراضية التي عقدها مع نظيره الأمريكي.
من جهته قال الكرملين اليوم الثلاثاء أن بوتين سيناقش مع نظيره الصيني شي جين بينغ التوترات في أوروبا والخطاب الهجومي من جانب الولايات المتحدة والناتو وذلك في اتصال عن طريق تقنية الفيديو.
وأكدت الصحيفة انه على الرغم من ان الحديث دار كله حول جبهة مشتركة لمواجهة روسيا، فإن دول مجموعة السبع لم تستطع الاتفاق على مسار عمل يتجاوز الخطاب ومن ذلك مثلا ماذا يمكن أن يحدث لخط أنابيب نورد ستريم2، الذي ينقل الغاز إلى ألمانيا.
مضيفة أن المؤتمرين في القمة يصارعون أيضا التهديد الجيوسياسي الطويل المدى الذي تشكله الصين الأكثر حزما وهي عدو آخر من حقبة الحرب الباردة ولكنها أقوى بكثير الآن مما كانت عليه آنذاك، واختتمت افتتاحيتها بأن نتيجة القمة لن تقض مضجع الزعيم الروسي بوتين ولا الصيني شي جين بينغ.
موضوعات تهمك: