الانسحاب الأمريكي من سوريا بين الترحيب ووصف بـ«الخيانة»
أعلنت الولايات المتحدة، رسميا، الأربعاء، سحب قواتها المتواجدة في سوريا، بشكل مفاجئ، ليغلق الباب أمام التكهنات باستمرار القوات العسكرية الأمريكية في سوريا بشكل دائم.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أن القرار اتخذ، الثلاثاء، وينص على الانسحاب الكامل الذي يشمل نحو ألفي جندي، “بأسرع وقت ممكن”.
وقال مسئولون أمريكيون، أن خطة الانسحاب من كافة الأراضي السورية ستستغرق من 60 إلى 100 يوم.
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن بلاده “هزمت تنظيم داعش في سوريا”، مشيرا إلى أن “ذلك الهدف كان المبرر الوحيد الذي جعله يحتفظ بقوات أميركية هناك”، بحسب تغريدة نشرها على حستبه بموقع “تويتر”.
ردود أفعال متباينة حول القرار الأمريكي:
في أول رد فعل لها، رحبت روسيا بقرار واشنطن بسحب القوات الأمريكية من سوريا، حيث قالت وزارة الخارجية الروسية، إن القرار “يفتح آفاقا للتسوية السياسية في هذا البلد”.
وأشارت الوزارة الروسية إلى القرار الأميركي “سيؤثر إيجابا على تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وعلى الوضع في منطقة التنف الحدودية بين سوريا والأردن”.
من جانب آخر، وصفت قوات سوريا الديمقراطية، في تعليقها على قرار انسحاب القوات الأمريكية من شرقي سوريا بأنه “طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين”.
وقالت إن هذا القرار إذا تم سيكون بمثابة “خنجرا في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي”، التي سيطرت خلال الأشهر والسنوات الفائتة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، وهي منطقة شرق الفرات مع منبج.
ووصفت القيادات أيضا الانسحاب بـ”الخيانة لدماء آلاف المقاتلين التي نزفت لقتال تنظيم داعش”.
أما إسرائيل فقابلت الأمر بهدوء، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معلقا على قرار الانسحاب إن “بلاده، ستدرس هذا القرار، وستعمل على ضمان أمنه”ا.
وأشار نتنياهو إلى علم إسرائيل مسبقا بخطوة واشنطن، وقال نتنياهو في بيان إنه تحدث خلال اليومين الماضيين مع الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته، بشأن عزم الولايات المتحدة سحب القوات من سوريا.
وأضاف: “أوضحا أن لديهما وسائل أخرى لممارسة النفوذ في المنطقة”.
وقال رئيس وزراء إسرائيل: “سندرس الإطار الزمني والكيفية التي سيتم بها ذلك، وبالطبع التداعيات المترتبة علينا، وسنعمل في كل الأحوال على ضمان الحفاظ على أمن إسرائيل وحماية أنفسنا”.
عذراً التعليقات مغلقة