المحتويات
مكافحة كورونا أو إنقلاب عسكري
يبدو المشهد في سوريا وتحديدا ضمن مناطق سيطرة النظام وكأن البلاد تعاني من أزمة أمنية وليس أزمة صحية فبعد الإعلان عن تسجيل أول إصابة للكورونا يتخذ النظام إجراءات غريبة من نوعها وتعامل مع الحالة وكأنه يتعامل مع “خلية إرهابية”، ونشر قواته العسكرية بمختلف صنوف الأسلحة لمواجهة الفيروس، من يتابع ما يجري وخاصة في دمشق العاصمة يعتقد أن النظام يحضر لشن حرب أو يتجهز لصد هجوم قد يجتاح العاصمة في أي وقت. ويفيد بعض كبار السن أن المشهد الحالي يذكرنا بحقبة الانقلابات العسكرية التي عاشتها البلاد في خمسينيات وستينات القرن الماضي. العربات المدرعة والحواجز الأمنية فصلت العاصمة دمشق عن ريفها، وانتشرت في أرجاء المدينة سيارات رجال الأمن التي تعترض المواطنين؛ وكأنهم مجرمون فارون من العدالة في حين أن المعلن أنها فحوص طبية للتأكد من صحة المواطنين وخلوهم من فيروس كورونا. ومن ضمن هذه الإجراءات للحد من انتشار الفيروس، قررالنظام قبل يومين عزل الأرياف عن المدن الرئيسية، فيما اتخذ الأسبوع الماضي إجراءات تمنع المواطنين من التنقل بين المحافظات السورية، باستثناء العناصر الأمنية وأفراد الجيش ومليشياته الذين يحملون تصاريح بالتنقل. قرارعزل الريف عن المدينة، لم يبدُ للناس كإجراء ضروري يحد من انتشار الفيروس، بقدر ما بدا لهم كعقوبة جماعية من أهالي المناطق الريفية التي شهدت في فترات سابقة مظاهرات مناهضة لهذا النظام؛ والدليل على ذلك أن النظام لم يعزل كامل الريف الدمشقي بل استثني المناطق التي تعد موالية له كضاحية قدسيا ويعفور وقرى الأسد ويعفور، وهي تتبع لريف دمشق لكنها لم تشهد طيلة فترة سنوات الثورة أي اشتباكات أو مظاهرات ضده؛ ليؤكد بذلك أنه تقصّد معاقبة المناطق التي كانت حاضنة للثورة ضده، واستثمر انتشار الوباء عالمياً، ليعامل هذه المناطق وكأنها موبوءة بالمرض، وعزلها يؤمن الحماية لمواطني العاصمة الذين يعتبرهم حاضنة شعبية له.
عزل الأرياف الثورية عن العاصمة بججة الكورونا
الأرياف المعزولة، يعاني قاطنوها من سوء الخدمات، فالكهرباء، تنقطع خمس ساعات متتالية وتزورهم لمدة ساعة واحدة فقط أما الماء فلا تضخ إلا ساعتين كل ثلاثة أيام وهذه الظروف الخدمية أسوء من تلك التي عاشوها أيام سنوات الحصار. أما الحجر الصحي المنزلي المفروض على المواطنين، فهو إجراء غبي لا فائدة منه، حيث حدد منع التجول من الساعة السادسة مساءً إلى الساعة السادسة صباحاً، في حين تشهد المدينة تزاحما شديدا في ساعات النهار، وكأن الفيروس ينام نهارا ويستيقظ ليلا ولا يشاهد في الأسواق والمحال التجارية والدوائر الرسمية أية إجراءات سلامة تضمن حماية المواطنين.
وعندما يحل المساء، تتخذ العناصر الأمنية إجراءات قمعية لضبط الحجر وتبدو أشبه بالملاحقات الأمنية، حيث أعطى النظام صلاحيات واسعة لعناصره الأمنية المنتشرة في الطرقات لتعتقل أي مخالف للحظر،. وقد جرى اعتقال العشرات في الأيام الماضية بحجة خرق الحظر فعناصر الأمن الموكلة بالمهمة لاتعرف الفرق بين منع التجول لأسباب صحية ومنعه لأسباب أمنية.
حجر صحي اشبه بالاعتقال لأسباب أمنية
وقال مصدر يعيش في العاصمة دمشق ل”الساعة25″: “تم احتجازي منذ يومين بحجة خرق الحظر بينما كنت مضطرا لذلك لنقل زوجتي إلى المشفى بحالة إسعافية وأصر عنصر الأمن على الحاجز باحتجازي مع زوجتي وسيارتنا وعندما عرضنا على القاضي في اليوم التالي بتهمة خرق تعليمات الحظر وعندما شرحت له الأسباب قام بتوبيخ عناصر الأمن ليردوا عليه بوقاحة ليس هناك تعليمات واضحة بوجود حالات استثنائية تسمح بالتنقل خلال ساعات الحظر ونحن ننفذ تعليمات القيادة بدقة.
هذا وقد خصص نظام الأسد خطاً ساخناً للإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها بالإصابة بمرض الكورونا وأوصى بضرورة الإبلاغ بالسرعة القصوى عن أيه حالة مشكوك بها، ولكن الإجراءات المتبعة في حالة الإبلاغ عن أي حالة تسبب الذعر بين المواطنين؛ وفي هذا السياق ذكر مصدر مطلع “للساعة 25” أن “عائلة من حي برزة أبلغت عن حالة أحد أفراد اسرتها الذي ارتفعت درجة حرارته بشكل مفاجئ عبر الخط الساخن وسرعان ما وصلت دورية من الأمن السياسي لا يرافقها أي عناصر طبية وقامت باحتجاز العائلة بشكل كامل واقتادتهم قسريا إلى مكان الحجر الصحي بدون أن تجري لهم أي فحصوات طبية ومازالت العائلة حتى الآن محتجزين بين المرضى في الجر الصحي ولم يتم إبلاغهم عن المدة التي سيمكثونها في المكان المسمى جزافا حظر صحي وهو لا يتمتع بأدنى المواصفات التي يجب أن تتحلى بها مثل هذه الأمكنة.
مدينة الفيحاء الرياضية مكان للحجر الصحي…
وتعمل السلطات في دمشق على تجهيز ملعب الفيحاء كمكان لحجر المصابين بالمرض وقد تداول ناشطون صور على مواقع التواصل لمراحل تجهيز الملعب والمباني المرفقة به … وبالعموم لايعرف عامة المواطنين أماكن الحجر الصحي المخصصة لاستقبال المرضى ولولا الصور التي تم تداولها سابقا لواقع المحجور عليهم في منطقة الدوير قرب دمشق لما اعترف النظام بوجوده ولا بطريقة التعامل مع المرضى … ويعتقد أن تلك الصور التي انتشرت عن الحالة المزرية لهذا المصح كانت السبب في قرار اقالة وزير صحة النظام أمس الأول.
هذا وقد منع النظام المشافي الخاصة من استقبال أي حالة يشتبه بإصابتها بالفايروس وحصر استقبال المرضى بمشافي الدولة العامة حرصا على الشفافية ودقة المعلومات التي يجب أن تصدر عن وزارة الصحة حصرا التي تصر أن عدد الإصابات لم تتعد العشرة وحالة وفاة واحدة.
أقرأ/ي أيضا..
مقاطع صوتية تتحدث عن انتشار فيروس الكورونا في دمشق