نشر أحد المختصين مؤخرا دراسة مقارنة أولية بين نموذجي بريطانيا والصين في مكافحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وذلك من خلال مقارنات أولية بين موقف الدولتين من انتشار الفيروس، خاصة مع الصدمة التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي دعا الشعب إلى وداع أحبائه حيث من المنتظر أن يصيب المرض أكثر من 60 بالمائة من الشعب بالفيروس.
وكتب دكتور علي أسعد في دراسته الأولية، أن “هدف النموذج الصيني: حماية المجتمع من الإصابة أي مكافحة الڤيروس ومنع انتشار العدوى”.
مضيفا: أن “إجراءات النموذج الصيني: العزل والحجر ومنع التجول وإغلاق كل مراكز التجمع التعليمية والتجارية والترفيهية وإغلاق الحدود ووقف الرحلات الجوية”.
أما عن النتائج فقد ذكر أنها بلغت حتى اللحظة “تراجع كبير في انتشار العدوى في الصين لكنه ليس كذلك في الدول الأخرى التي اتبعت النموذج الصيني – نسبة الوفيات لاتزال حسب المعلن ٣-٤٪ – لم تُذكر نسب الشفاء والمضاعفات حتى الآن – خسائر اقتصادية هائلة في كل البلدان التي اتبعته -“.
بينما أضاف الدكتور أسعد في دراسته الأولية، “هدف النموذج البريطاني: تجنب الخسائر الاقتصادية التي تنجم عن شلل الحياة بتطبيق الحجر والعزل وكذلك التي تنجم عن تكاليف المعالجة. لذلك اختارت بريطانيا انتظار حدوث مناعة طبيعية أو اصطفاء طبيعي جمعي ( يسمونها مناعة القطيع وهي تسمية لا تليق بالبشر ) ويقصد به عدم اتخاذ إجراءات لمنع انتشار العدوى بين الناس بل أن يُتركوا عرضةً للإصابة لإحداث مناعة طبيعية لديهم فمن كانت مناعته طبيعية يبقى حياً ويحمل مناعة لعام آخر ضد الڤيروس، ومن كانت مناعته ضعيفة يهلك بسبب الڤيروس ولا يمكن أو لا يستحق بذل الجهود المضنية والتكاليف الباهظة لإنقاذه”.
أما عن الإجراءات المتبعة من قبل البريطانيين: هي ” تُترك الحياة تجري بشكل طبيعي دون تطبيق الحجر على الناس ودون إغلاق التجمعات والحدود والمطارات – عزل المسنين لحمايتهم من الإصابة قدر الإمكان”.
أما عن النتائج أيضا حتى اللحظة، فقد تابع قائلا: “النتائج حتى اللحظة غير معروفة لكن لم يُسمع عن انتشاره في بريطانيا بشكل أوسع مما هو في الدول الأخرى ولم تُذكر حتى الآن نسبة وفيات أعلى من غيرها”.
فيروس كورونا في النموذجين تساؤلات وملاحظات
وقد أشار الكاتب إلى أن هناك ملاحظات وتساؤلات من بينها تساؤلات عامة ومشتركة هي: “حقيقة الأعراض والمضاعفات لم تُعرَف بعد لأن الڤيروس مستجد وربما تكون هناك مفاجآت سارة كأنْ تكون الإصابات لا تختلف كثيرا عن الانفلونزا الشائعة فنقول أن النموذج البريطاني هو الأفضل، أو تكون نتائج الإصابات كارثية فنقول أن النموذج الصيني هو الأنجع دون منازع”.
وتابع: “لذلك من المبكر تفضيل نموذج على آخر. على أية حال يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
- في النموذج الصيني يبقى المجتمع عرضةً للإصابة بعد إنهاء الحجر وإعادة الحياة لطبيعتها إلا إذا اكتُشف اللقاح المناسب وأعطي لكل أو معظم الناس.
- لا ندري كيف تكون نتائج اللقاح
- من غير المعروف كم ستطول مدة الإجراءات المطبقة لمنع انتشار العدوى في الدول التي اتبعت النموذج الصيني وهل ستتحمل مجتمعاتها حجراً وإغلاقا لفترة تزيد عن شهرين مثلاً؟
- هناك دول تتحمل الجمود الاقتصادي والخسائر الناجمة عن الإجراءات المشددة حتى لو استمرت عاما كاملاً لكن دولاً أخرى قد لا تتحمل شهرا واحدًا
- النموذج البريطاني سهل وبسيط وغير مكلف إلا إذا تبين أن الإصابات أخطر مما يُقال عنها حاليا
- عدد الوفيات سيكون أكبر مما هو في الصيني ولا ندري إن كان الموت سيطال المسنين فقط فعلاً.
- انتشار الإصابات سيكون واسعا جدا وبالتالي ستكون نسبة الإجازات المرضية كبيرة بين العاملين مما يؤثر سلباً على الانتاجية والواردات الاقتصادية، لكنها قد تبقى أفضل من تعطيل العمل في كافة مؤسسات الدولة
- حماية الاقتصاد والعائدات المالية هي هدف رئيسي لأصحاب الشركات والاستثمارات أكثر بكثير مما هي لمعظم أبناء المجتمع. أي إن المستفيدين من النموذج البريطاني هم الحريصون على المال والأعمال وهؤلاء أقلية قليلة جدا، بينما النسبة الساحقة من ضحايا الإصابات هي من عامة الشعب.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة