فيروس كورونا هل هو من علامات الساعة فعلا؟ سؤال راود الكثير من المسلمين حول العالم خاصة مع تفشي الفيروس في عدد كبير من العالم وسط ذعر غير مسبوق، كما كان انتشار الفيروس أيضا غير مسبوق على مستوى العالم بهذا الشكل من قبل، وبحث الكثيرون عن أحاديث علامات الساعة من أجل التأكد من أن الفيروس من علامات الساعة أم لا.
يأتي ذلك خاصة في ظل رغبة المسلمين من أول البعثة النبوية حتى اليوم على معرفة الساعة أو أي شئ عنها، ليعدوا لها عدتها من أعمال صالحة، تقيهم النار وتعطيهم الجنة، كما أنهم يخشون أن تقوم عليهم الساعة وفي أيديهم معصية ويلقوا ربهم بها.
أولا أحاديث علامات الساعة
فيروس كورونا هل هو من علامات الساعة
الأحاديث الخاصة بعلامات الساعة عن النبي عليه الصلاة والسلام كثيرة، كما أن من بعضها يقول أمارات وعلامات عليها، بينما يتحدث عن أشياء ستنتشر بين الأمة قبل قيام الساعة وأبرز تلك الأحاديث ما رواه الإمام أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
“لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ؛ وَهُوَ القَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ الَّذِى يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أَرَبَ لِى بِهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِى البُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِى مَكَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ – يَعْنِى آمَنُوا – أَجْمَعُونَ؛ فَذَلِكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلا يَتَبَايَعَانِهِ وَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلا يَسْقِى فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَا” وحاء الحديث في صحيح الإمام البخاري في كتاب الفتن باب الخروج من النار، ورقم الحديث: (7121).
الحديث الثاني أيضا للإمام أبو هريرة: والذي رواه حيث قائلا:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال “مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا المَسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِى البُنْيَانِ” تفق عليه؛ أخرجه البخارى فى صحيحه، واللفظ له، كتاب الإيمان بَابُ سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِيمَانِ، وَالإِسْلاَمِ، وَالإِحْسَانِ، وَعِلْمِ السَّاعَةِ”، نفس المصدر رقم الحديث (50).
أما الحديث الثالث فقد رواه عوف بن مالك قال:
“أَتَيْتُ النَّبِى صلى الله عليه وسلم فِى غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَى السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِى الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا” أخرجه البخارى فى صحيحه، كِتَابُ الجِزْيَةِ، بَابُ مَا يُحْذَرُ مِنَ الغَدْرِ” نفس المصدر رقم الحديث: (2901).
أما الحديث الرابع فهو حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِى صلى الله عليه وسلم فِى غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: ((مَا تَذْكُرُونَ))، قُلْنَا: السَّاعَةَ، قَالَ: “إِنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ”، قَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثَنِى عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِى سَرِيحَةَ مِثْلَ ذَلِكَ لا يَذْكُرُ النَّبِى صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِى الْعَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم، وَقَال الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِى النَّاسَ فِى الْبَحْرِ” أخرجه مسلم فى صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب فى الآيَاتِ الَّتِى تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَة” نفس المصدر، رقم الحديث: (7468).
وكان هذا غيض من فيض وأبرز الأحاديث المروية عن علامات الساعة فهل كان فيها ذكر، لما نسأل عنه، فيروس كورونا هل هو من علامات الساعة قطعا وحتى الآن لا فالفيروس لم يخسف بمشرق ولا مغرب ولكنه تسبب في وفيات كغيره من الأوبئة السابقة.
بل أن بعض المشككين في صحة تلك الأحادي ذهبوا لكونه يتعارض مع استئثار الله بالغيب لنفسه، ووفقا للآية: “وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو” ضمن سورة الأنعام آية 59.
هوليوود!
وعلى الرغم من كل ذلك، وبغض النظر عن كون فيروس كورونا هل هو من علامات الساعة أم لا، فإن السؤال الذي نسأله ما هي الساعة، ولماذا يتم اعتبارها كفيلم خيال علمي من أفلام هوليوود؟
الخيالات الإنسانية لا يمكنها التوصل إلى ما هو غيبي، بل أن تلك الأحاديث عن علامات ساعة قد أخذت منحنى مادي إلى أبعد مدى بعدما كان الأمر متعلق بالروحانيات وعلاقة الشخص بربه، فبدا مثل فيلم سينمائي خيالي مرعب بالنسبة للكثيرين وهو ما ليس من الدين في شئ ولا روحه ولا الفهم الصحيح له.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة