قال مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن الانتخابات المتسارعة في ليبيا لن تفرض السلام في البلاد، منتقدا “هوس الأمم المتحدة بتلك الانتخابات على حساب قضايا حقيقية في البلاد يجعل الصراع وعدم الاستقرار مستمرا”.
وأوضح مقال للمحلل السياسي الخبير في الشأن العربي سمير بنيس، أنه بدلا من العمل على معالجة الأمور غير القابلة للتوفيق، لصالح الفرقاء في ليبيا، والقضايا التي لا تزال عالقة وتهدد العملية السياسية الحالية وإغراق البلاد في فترة جديدة من الفوضى، فإن المؤتمرات المنعقدة أخيرا في باريس وطرابلس وأكدت ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا كانت مجرد دبلوماسية سطحية.
وأضاف الكاتب، أن اللافت للأنظار هو إعلان إمكانية ترشح سيف الإسلام القذافي والجنرال المنشق خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، حيث لم ينل ذلك الاهتمام اللازم من المجتمع الدولي رغم أن ذلك من شأنه أن يقوض العملية السلمية الجارية في ليبيا.
وأشار إلى أن مؤتمر باريس المنعقد في 12 نوفمبر الماضي كان أحد العوامل الرئيسية التي قوضت العملية السياسية لفترة طويلة، لافتا إلى أن اعتقادهم الراسخ بأن الانتخابات هي الحل المثالي للصراع والاعتبار بأنها هدف في حد ذاته، وليس وسيلة من أجل تهدئة الأوضاع والوصول لظروف ملائمة لتحقيق انتقال سلس ومنظم للسلطة.
وتحدث المقال المنشور في المجلة الأمريكية عن أن الدعوات المؤكدة لإجراء الانتخابات هي سبب وجود المجتمع الدولي غير فاعل في ليبيا، حيث أن الظروف السياسية والاجتماعية والقانونية غير مواتية لانتقال مستقر للسلطة.
وأكد أن المجتمع الدولي مهووس بضرورة إجراء انتخابات، ويتجاهل العقبات الدستورية والقانونية التي تقف أمام الانتخابات ولا تضمن بحال أن تكون الانتخابات تلك نزيهة أو حرة.
واتهم المقال الأمم المتحدة بالمسؤولية عن تخريب العملية السياسية في ليبيا معتبرا أن ما تم إصداره من قرارات في مجلس الأمن وعلى رأسها الفصل السابع، حبرا على ورق، ولم يتم التعامل معه بأي جدية.
كما أن البلاد لا يمكنها خوض مثل تلك الانتخابات، في ظل غرقها في مليشيات مسلحة وآلاف من المرتزقة التابعين لأطراف مختلفة، مما يهدد أي نتيجة بالفشل بالتوصل إلى أي استقرار، وإنما قد تؤدي لتوترات متصاعدة من جديد قد تصل إلى حد الاقتتال والحرب، وفقا للمصدر ذاته.
وشدد بينس على أن الغرب لا يمكن أن يكون وسيطا مناسبا في تلك الحالة، خاصة وأن أعضاء في حلف الناتو يتخذون مواقف متضادة، مشيرا إلى أن إيطاليا تتخذ طرف وفرنسا تتخذ جانبا آخرا، متحدثا عن السجل الحافل لباريس في تزويد أحد طرفي النزاع بالأسلحة والعتاد على نطاق واسع.
واختتم قائلا أن رحيل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا يعني سحب قوة حفتر من يديه، مما يجعله مجبرا على القبول بالنتائج، والانخراط في تسوية سياسية حقيقية، مما يعني تمهيد لمصالحة ضرورية بين الشرق والغرب.
موضوعات تهمك: