فلسطين في جولة بايدن: مزيد من المراجعات الزائفة

محمود زين الدين14 يوليو 2022Last Update :
فلسطين

من القضايا الأهم والأقدم والأعقد التي لا يبدو أن إدارة بايدن تنوي معالجتها بما تستحق من ضرورة واستعجال قضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي.
ثمة فارق بين ما يعلنه البيت الأبيض من مبادئ ونوايا وخطط عمل، وبين ما يُطبّق على الأرض أو يأخذ صفة الشروع في التطبيق أو حتى تجديد الالتزام.
يختصر بايدن مشهد المنطقة في عبارة واحدة مفادها أن الشرق الأوسط الذي ينوي زيارته أصبح أكثر استقراراً من الذي أورثته إياه إدارة ترامب السابقة.
يصل بايدن وقد برّأت إدارته الاحتلال من دم شيرين أبو عاقلة، مما يرقى إلى تشجيع بنادق إسرائيل على اغتيال أي صحافي ما دام الإفلات من العقاب هو القاعدة.
المنطقة تغيرت لأن الملفات الساخنة التي قصدها بايدن ليست متغيرة فحسب، بل محكومة بهذا القانون تبعاً لحساسية ما تحتويه من مسائل شائكة ومعقدة وإشكالية.
يمكن لبايدن التفاخر بمعالجة مشكلات الطاقة وتكوين حلف ضد إيران وتشجيع تطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال بل إن طائرته ستطير علانية من مطار بن غوريون إلى جدة.
إدارة بايدن لا أعادت فتح القنصلية الأمريكية بالقدس الشرقية التي أغلقها ترامب ولا مكتب منظمة التحرير بواشنطن الذي أغلقته الإدارة السابقة وتماطل في سحب اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على المستوطنات.
* * *
استبق الرئيس الأمريكي جو بايدن جولته في الشرق الأوسط بمقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» حرص أن يبدو بمثابة لائحة نجاحات حققتها إدارته، وسمحت له أن يختصر مشهد المنطقة في عبارة واحدة مفادها أن الشرق الأوسط الذي ينوي زيارته أصبح أكثر استقراراً من ذاك الذي أورثته إياه إدارة دونالد ترامب السابقة.
صحيح بالطبع أن المنطقة تغيرت وكان لا بدّ لها أن تتغير إن لم يكن بسبب سنّة الحياة الدافعة إلى التحوّل، فعلى الأقل لأن الملفات الساخنة التي قصدها بايدن ليست متغيرة بطبيعتها فحسب، بل هي أيضاً محكومة بهذا القانون تبعاً لحساسية ما تحتويه من مسائل شائكة ومعقدة وإشكالية.
ثمة مع ذلك تلك القضايا الأهم والأقدم والأكثر تعقيداً التي لا يلوح أن إدارة بايدن تنوي معالجتها بما يليق بها من ضرورة واستعجال واستحقاق، وعلى رأسها قضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي والفارق بين ما يعلنه البيت الأبيض من مبادئ ونوايا وخطط عمل، وبين ما يُطبّق على الأرض فعلياً أو يأخذ صفة الشروع في التطبيق أو حتى تجديد الالتزام.
على سبيل المثال الأبرز، تعلن إدارة بايدن التزامها بحلّ الدولتين، وسبق لها أن وعدت بمراجعة سلسلة الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب في سياق نكوصها عن الحل ذاته الذي تبنته غالبية الإدارات السابقة بصرف النظر عن انتماء شاغل البيت الأبيض إلى الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري.
لكنها لم تنتقل إلى أي مستوى من التنفيذ بصدد إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية التي أغلقها ترامب، أو إعادة فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الذي أغلقته الإدارة السابقة أيضاً، ولا تزال تماطل في الرجوع عن قرارات ترامب التي تعترف بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات.
وبالتالي فإن من المهين للشعب الفلسطيني ولقضيته أن يكتفي بايدن باستعادة 500 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين أو للوكالات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة، وليس أقل إهانة أن أرقام مساعدة إدارته لدولة الاحتلال بلغت 4 مليارات دولار هي الحزمة الأعلى في التاريخ.
على أصعدة أخرى يزور بايدن الضفة الغربية بينما قطاع غزّة يعاني من حصار خانق همجي، ولا توحي الإدارة بأنها تنوي القيام بأي تحرك يخص وقف الاستيطان، أو ضمان حرمة المسجد الأقصى وردع إجراءات الاحتلال لتقسيمه مكانياً وزمانياً، أو الإبقاء على الفلسطينيين المقدسيين في بيوتهم وأملاكهم.
وأخيراً يصل بايدن وقد اختارت إدارته تبرئة غير مباشرة للاحتلال من دم الشهيدة الفلسطينية/ الأمريكية شيرين أبو عاقلة، ترقى أيضاً إلى تشجيع البنادق الإسرائيلية على اغتيال أي وكل صحافي ما دام الإفلات من العقاب هو القاعدة.
يبقى بالطبع ما يمكن أن يتفاخر به بايدن من نتائج اجتماعاته مع الزعماء العرب في جدة لجهة معالجة مشكلات الطاقة، وتكوين حلف إقليمي في المنطقة، أو تمتين التحالفات الإقليمية ضد إيران، أو تشجيع المزيد من تطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال خاصة وأن طائرته سوف تكون الأولى التي تنتقل علانية من مطار بن غوريون إلى جدة.

المصدر: القدس العربي

موضوعات تهمك:

قضية فلسطين كقضية كفاح ضد حصانة الأقوياء

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News