تتميز المرأة بقدره فائقة فى تحمل الاعمال الذى يقوم بها الرجال،وتقوم المرأة بهذه الاعمال كى تفتح لها الطريق نحو العمل والاستقلالية، و لسد الفراغ في حياتها و ايضا لتلبي احتياجتها المادية والمعنوية .
قامت مؤسسات أممية بعمل مشروع لتشغيل المرأة الفلسطينية “منجر ومعمل خياطة لإنتاج لعب الأطفال” والمشروع تحت إشراف جمعية زينة التعاونية (أهلية) بقرية أم النصر شمالي قطاع غزة. لتمكين المرأة اجتماعيا واقتصاديا
وتقول أم محمد البالغة من العمر 39 عاما انها تعمل مع 22 امرأة أخرى، في المنجر ومعمل الخياطة لإنتاج لعب الأطفال ،و تقوم برسم خطوطا ومنحنيات دقيقة بالقلم الرصاص على قطعة خشب بحجم الكف، ثم تنقلها إلى منشار كهربائي لتتحول القطعة إلى هيكل خشبي للعبة جديدة.
وبعد قص الهيكل الخشبي للعبة تتسلمه مساعدة لها وتدخله في مرحلة الصنفرة عبر آلة صغيرة تسمى الدبابة، وتحتوي قاعدتها على عجلات معدنية يربط بينها ورق صنفرة خشن ، وتبدأ أم محمد بتصميم هيكل جديد، وهكذا.
وبعد اكتمال مرحلة الصنفرة تتسلمها مساعدة أخرى وتنتقل اللعبة إلى مرحلة النقش، وتبدأ بحفر تفاصيل الوجه عليها ليظهر في النهاية مجسّم على شكل جمل صغير، وتتضح ملامحه أكثر بعد طلاؤه وبعدها يتم تزيينه بقطع قماش مطرزة باللونين الأحمر والأسود، وتحمل الطابع البدوي وقد صنعتها شابات بمعمل الخياطة.
وأضافت أم محمد، إنها تعمل في المنجر منذ سنوات، و أتقنت مهنتها بشكل كامل ولم تعد بحاجة إلى مشرف أو مدرب. وتضيف بأن العمل يعتبر متنفسا بالنسبة لها أكثر مما هو مصدر دخل، فالأجر الذي تحصل عليه زهيد وهو يناهز نحو 80 دولارا شهريا، و أن يتطور المشروع ويتوسع ليحقق للعاملات فيه دخلا أكبر ويستوعب المزيد من النساء في قرية أم النصر.
وام محمد تعمل فى المنجر مع 6 فتيات أخريات، ومعمل الخياطة تعمل فيه 16 فتاة أخرى ينتجان يوميا نحو 10 لعب يتم بيعها الى مؤسسات ورياض الاطفال بقطاع غزة والضفة الغربية، أو بييعها لمؤسسات عند زيارتهم للجمعية التي تشرف على المنجر والمعمل.
ويعمل مصنع لعب الاطفال 6 أيام أسبوعيا منذ العام 2015، وقد وصل إنتاجه إلى عدد كبير من الدول الأوروبية خاصة سويسرا وإيطاليا، إضافة إلى الولايات المتحدة.
ومن الغريب في هذا المصنع،هو عمل النساء في مهنة النجارة التي يحتكرها الرجال وذلك لمخاطر العمل بهذه المهنة وما تطلبه من قدرات عضلية لا توجد عند المراة.
لكن هذه المعايير لا تعني شيئا للمرأة العاملة في قسم النجارة، بمصنع اللعب، لانهن أحببن عملهن الذي يوفر لهن دخلا
ماديا، حتى وإن كان زهيدا، فقد اتاح لهن هذا العمل بتعلم مهارات جديدة والتعرف على أشخاص جدد.
قالت المديرة التنفيذية للجمعية حنين السماك ان قوانين مصنع اللعب التابع لجمعية زينة لا تسمح للعمل إلا للنساء والفتيات من أهالى قرية أم النصر ، لأنه أسس خصيصا لتمكين نساء القرية اقتصاديا واجتماعيا، .لان قرية أم النصر المعروفة محليا باسم القرية البدوية ، تعانى من أوضاع اقتصادية صعبة، حيث تتفشى البطالة في صفوف سكانها.
واضافت السماك ان المنجر ومعمل الخياطة ،ينتجان ايضا وسائل تعليمية لرياض الأطفال، مثل العدادات ومجسمات لحروف اللغة العربية وغيرها من الألعاب التعليمية.وتمكنا من إيصال منتجاتنا إلى دول أوروبية وآسيوية وايضا افتتحنا معرضا في سويسرا وإيطاليا، وأشاد الجميع بجودة الإنتاج، وشجعوا الفكرة لانها تهدف إلى تمكين النساء وإخراجهن من حالة العزلة المنزلية وتخفيف ضغوط الحياة عنهن.
كما تأمل إلى توسيع المشروع لاستيعاب أكبرعدد من العاملات، وبأن تتمكن الجمعية من تصدير الألعاب إلى دولالعالم بشكل واسع وافتتاح معارض للمنتجات المصنعة في جميع الدول العربية.
واشارت أنه تم بالفعل إيصال بعض منتجات المصنع إلى الخارج ،وذلك من خلال زوار الجمعية الأجانب الذين يأتون للزيارة ،وتمثل هذه النوعية من المشاريع التي تشرف عليها ،جمعيات ومنظمات مدنية حلّا لربات البيوت العاطلات عن العمل أو العاجزات عن الحصول عن وظائف، أو غير الحاصلات على شهادات علمية تسهل عليهن الحصول على عمل أو مورد رزق حيث نقوم بتمكّينهن من فرصة التدرّب وتعلم حرفة أو عمل يوفر لهن دخلا ماديا.
و تساعد هذه المشاريع النساء والفتيات، فى توفير عائد مادى، و الخروج من حالة العزلة والعجز عن العمل، فالتدرّيب وتعلم حرفة يساعدان في تحسين أوضاعهن النفسية و المعنوية فتتمكنّ كلا منهن الخروج من البيت إلى تكوين علاقات اجتماعية جديدة.
اما بالنسبة للسيدات العاملات في هذا المشروع النسائي الذي يعتمد فى الاساس على حرفة أو صنعة اختص بها الرجال،
فإن مشروع صناعة لعب الأطفال الذي يعملن به ليس فقط مجرد عمل لتوفير دخل مادي بقدر ما له من فوائد نفسية ويساعد فى تحسن أوضاعهن المعيشية ومكانتهن في الأسرة والمجتمع.
و النساء اللاتي يعملن في معمل لعب الأطفال تتخذ ن من المشروع وسيلة للتعلم والعمل والإنتاج وطريقة للتعبير عن قدراتهن الفنية والابداعية وهذا ليس في محيطهن الاجتماعي فقط لكن على المستويين الإقليمي والدولي أيضا إنتاجهن وليسوق في العديد من دول العالم ولو بكميات محدودة.
وكالات
Sorry Comments are closed