فضيحة لم تعد تخفى كثيرا على أحد، فيما يتعلق بزيارة عدد من “الإسرائيليين” إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، سواء بصفة كونهم من العرب المسلمين حاملي جواز السفر الصهيوني، أو حتى لكونهم يهودا عبريين يزورون المدينة المنورة لأهداف أخرى!
الأمر ممنهج بطريقة جعلته أصبح هذه الأيام خبرا عاديا، حيث تمكن سلطات الاحتلال من إعلان إمكانية سفر الصهاينة إلى الأراضي السعودية كلها بشكل رسمي، حيث أعلن الأحد وزير الداخلية الصهيوني آزيه درعي مرسوما يسمح بسفر الإسرائيليين للسعودية، وإن كانت الزيارات السابقة تمر عبر دوائر بعينها وبطرق بعينها إلا أنه الآن صار متاحا.
وبحسب صحف عبرية فإن السفر للسعودية أصبح على نطاق أوسع فيما يتعلق بالإستثمارات والاجتماعات التجارية بالإضافة لأغراض الحج والعمرة، والتي وصفت القرار الذي وقعه درعي بموجب صلاحياته وفق الماد 7 في قانون الدخول الصهيوني، بأنه خطوة تاريخية، وهو ما يعد فصلا جديدا من الوصول الصهيوني إلى الاراضي المقدسة لأسباب متفاوتة في الوقت الراهن إلا أنها قد تكون على المدى البعيد متفقة تماما.
التطبيع مع الاحتلال
تغييرات جذرية حدثت في السنوات الأخيرة مع هزيمة لثورات الربيع العربي في معظم البلدان التي قامت فيها وإن كانت بعض الدول لا تزال قوى الثورة تصارع للبقاء، وهو ما يتعلق بالتطبيع مع الاحتلال وهو الأمر الذي جاء متأخرا بالنسبة للمملكة العربية السعودية ظاهريا فقط.
لا يمكن تذكر أي فعل سعودي لصالح فلسطين في الوقت الحالي، لا قبل عام ولا حتى خمسين، ولعل ما يمكن تذكره لصالح المملكة العربية السعودية، هو مشاركة الجيش السعودي في حربه الوحيدة القرن الماضي مع الجيوش العربية التي هزمتها عصابات صهيونية غير نظامية لا يمكن اعتبارها مليشيات حتى، وهو ما حدث في عهد الراحل الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، المتوفي عام 1953، والتي كانت عبارة عن قوات نظامية ومواطنين متطوعين شاركوا في الحرب قبل أن يهزم العرب وتتم احتلال فلسطين قبل أن تنتكس الأمة كلها في نكسة 1967.
بالمقارنة مع التقرير العبري الذي يفيد رسمية دخول الصهاينة إلى الأراضي السعودية من بينها الأراضي المقدسة فإنه لابد أن نقول أن ذلك ليس مجرد فضيحة متكاملة الأركان، إلا أنه أيضا يعد واجهة جديدة للعالم العربي وسط تصاعد التطبيع مع الكيان الصهيوني دون أي خجل حتى وصل الأمر إلى السعودية.
وعلى الرغم من أن السعودية منذ زمن بعيد لا تعير القضية الفلسطينية أي اهتمام وتتعامل معها كأي دولة أوروبية صديقة لأمريكا على أنها الفاعل الذي يوازن الأمور في الصراع بالمساعدات المالية والتصريحات الفارغة من معناها، لكي لا تنفجر الأمور وتتضرر واشنطن ومصالحها جراء ذلك، فإنه في الوقت الراهن لم يعد هناك مجالا للمواربة أو الموازانات والصهاينة أو أشهد الصهاينة تطرفا أصيحوا جيران السعودية من الإماراتيين والذين لديهم كلمة عليا في تحريك السياسة الخارجية السعودية التي يقودها ولي العهد الشاب الصغير المدلل.
فضيحة وخيانة
لا يمثل الأمر مجرد تطبيع مع كيان محتل عنصري غاشم، إلا أن أبعاد القضية أعمق بكثير من كونها وثيقة سفر، فبحسب مصادر دبلوماسية، أكدت في تصريحها أن “الإسرائيليين” كان يمكنهم الدخول إلى السعودية عبر بوابة الأردن عبر اتفاقات من أسفل الطاولة، بل إن دبلوماسي إماراتي ذهب إلى بعيد مؤكدا أن عدد ضخم من الجنسيات الإماراتية منحت إلى مئات الصهاينة، فأصبحوا بذلك مزدوجو الجنسية ويمكنهم الدخول إلى عدد كبير من الدول العربية دون أي قيود تذكر.
ههه اسرائيلي في المدينة المنورة هههه الم اقل لك لقد دنستم الاماكن المقدسة ههه pic.twitter.com/8EGW0kn2v4
— the rebel (@therebe74543743) June 22, 2018
إلا أن الأمر الأشد خطرا مما نرى هو ما وراء فضيحة كتلك بارزة كالشمس! هل السعودية أو أي سياسة في العالم يمكنها إعلان نواياها كلها هكذا بكل صراحة ووضوح، بالطبع لا، ولكن أفعالها قد تبلغنا عما تكمن نواياها، قبل عدة أشهر ظهرت لوحة فيها كلمة سلام في المدينة المنورة بعدة لغات عالمية أبرزها اللغة العبرية، قبل أن يعلن عن تواجد صهيوني في المسجد النبوي الشريف وتشعل صوره لدى المسجد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ملتقط صورا لنفسه أمام قبر النبي محمد، وبعدها تتحدث تقارير عن بيع أسهم شركة أرامكو النفطية، عملاق السعودية وأساس وجودها على الأرجح فماذا يدار؟!
هكذا وبكل وضوح فإنه على الأرجح فإن السعودية تستعد لنقلة تاريخية فعلا، بالانتقال من عصر المملكة العربية إلى مراحل متقدمة من كونها أقرب للعبرانيين منها إلى العرب، وهو ما يخشاه محللون من بيع المملكة قطعة قطعة للصهاينة على غرار صفقة القرن التي تريد شراء أراضي الفلسطينين وسكوتهم بالاقتصاد والمال الذي يدفعه خليجيون!
موضوعات تهمك:
فضيحة بن سلمان.. فضيحة أم حب أفلاطوني؟!
هل يبيع بن سلمان المدينة المنورة؟
- للمزيد من كشف وفضح الفاسدين والمفسدين إليكم قسم مخصص لذلك المجال وهو قسم: فضيحة وأشرار
عذراً التعليقات مغلقة