انتقد عدد من الأكاديميين والنشطاء السيايين، في النمسا، دعوة وزير التعليم، هاينز فاسمان، إلى توسيع نطاق “حظر الحجاب” في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، ليشمل المعلمات وطالبات المرحلة الوسطى.
ودافع الوزير النمساوي، في تصريح سابق له الأسبوع الماضي، عن حظر الحجاب في الأماكن السالف ذكرها، قائلا إنه “فرض من أجل حرية التعليم وحماية الطالبات”.
وطالب “فاسمان”، مجددا بحظر الحجاب على المعلمات، قائلا، إنه “يتعين على العاملين في القطاع العام عدم ارتداء رموز دينية أو أيدولوجية أثناء أداء مهامهم، لكن هذا الموضوع يجب مناقشته على نطاق واسع في البلاد”.
وأثارت تصريحات وزير التعليم، غضبا في أوساط المسلمين والأكاديميين والنشطاء بالنمسا التي تعترف رسميا بالدين الإسلامي.
وعبر منتقدوا هذه الخطوة من قبل الوزير المنتمي إلى حكومة اليمين المتطرف، عن غضبهم من تصريحات “فاسمان” مبررين ذلك بأنه يقيّد حريات العديد من فئات المجتمع، كالمهاجرين واللاجئين، فضلا عن المسلمي، فيما فسّر البعض، هذه الخطة، على أنها استهداف مقصود للمسلمين، وممارسة العنصرية تجاههم، وأنها تنتهك حقوقهم وحريتهم في العبادة، لا سيما وأن مثل هذا القرار لا يُفرض على باقي الفئات الدينية في البلاد.
من جانبه قال الكاتب الصحفي ويلهالم لاغثر، إن النمسا وصلت إلى هذه النقطة نتيجة السياسات العنصرية المنتشرة في البلاد خلال الـ10 سنوات الأخيرة.
وأضاف “لاغثر”، أن اتهام المسلمين، والمهاجرين واللاجئين في البلاد، بالتسبب في جميع المشاكل التي تعانيها النمسا على مر السنين الماضية، هدفها صرف النظر عن الأزمات الحقيقية.
ويعرف عن “لاغثر” الذي يقطن في النمسا منذ سنين طويلة، بمعارضته لسياسات العنصرية والتفرقة ضد المسلمين، في بلاده، وأكد أنه يعارض بشدة حظر الحجاب أينما كان، مؤكدا أن اختيار الإنسان لنمط اللباس الذي يشاؤه، حق أساسي وعالمي.
وانتقد دعوة وزير التعليم النمساوي، المعلمين والمعلمات لعدم ارتداء رموز دينية أو أيدولوجية أثناء أدائهم مهامهم.
وتابع قائلا: “المعلمون هم عاملون يمثلون الدولة. المعلم المسلم فرد يتبع الدين الإسلامي، الذي يعد جزءا من هذا البلد.. ومن الطبيعي جدا ممارسة عمله أينما كان في القطاع العام، بهويته الدينية.. الشرطي المنسوب للديانة السيخية في الهند مثلا، يمارس عمله وهو يرتدي عباءته.”
وقال الصحفي النمساوي، إن المسلمون الآن يتعرضون للضغوط، شأنهم شأن اليهود قبل الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، واعتبر أن هذا الأمر ينتهك أسس السلام والعيش المشترك.
وعلى الجانب الآخر، قال الناشط النمساوي ماركوز شولز، إن تصريحات وزير التعليم “فاسمان”، لم تكن مفاجئة له، كونه يواصل سياسات معاداة الأقليات المنتشرة بكثرة مؤخرا في أوروبا.
واعتبر شولز، أن حكومة اليمين المتطرف في النمسا، تتوارى بمشاكلها الحقيقية للمجتمع بإشاعة قضايا أخرى مثل حظر الحجاب، والإسلام السياسي، والأئمة.
من جانبه أوضح الناشط ميشيل بروبستينغ، أن الدعوة إلى توسيع نطاق حظر الحجاب في النمسا، تندرج تحت موقف حكومة اليمين المتطرف في فيينا، العنصري و”الإسلاموفوبيا” تجاه الأقلية المسلمة في البلاد.
وأكد بروبستينغ، أن هذه الخطوة، انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان والأقليات، وللحرية الدينية والفكرية.
وأضاف: “لست بمسلم، إلا أن الأمر هنا ليس متعلق بالهوية الدينية، طالما أن هناك حظر يطال معتقدات وأفكار وحرية فئة ما من المجتمع”.