غدا عيد النيروز -21-3-2018 – وهو عيد مهم جدا للشعب الايراني ويعتبر من بقايا الديانة الزراداشتيه، فمن خلال الاحتفال به يثبت الايرانيون انتمائهم القومي ومعارضتهم، وكراهيتهم لننظام الولي الفقيه. ومن العادات في هذا الاحتفال، هو القفز من فوق النار لتجديد وتطهير الروح وتسمى بـ”نار الأربعاء”. حيث يردد الإيرانيون “يا نار خذي مني صفرتي (المرض) وامنحيني “حمرتك” الصحة.
قد يستغرب القارئ اذا نوهنا ان 90% من الشعب الايراني ارتد عن الاسلام الى الزراداشتيه والتي اصبح يعتبرها الشكل الحقيقي لهويته القومية والثقافية، خصوصا في المدن الكبرى، وذلك بعد ان استطاع النظام الايراني باستبداده وتحجره وتخلفه وفساده المغلف بشعارات دينية ورايات مذهبية طائفية ان يقضي على الشعور بالانتماء للدين والعالم الاسلامي عند الايرانيين، وقد ساعده على تحقيق ذلك السذاجة والتخلف والخرافة والفساد التي يعاني منها رجال الدين في ايران، وبمساعدة خبيثة من اجهزة الاستخبارات العالمية السعيدة جدا به.
يظن النظام الايراني ان شعبه سيرضخ له وقد يغفر له اذا استخدم سياسة العصا والجزرة، فالعصا هي النظام المخابراتي المرعب بالاضافة للخرافات والايديولوجيا والترهيب، اما الجزرة الوهمية فهي قرب حضور المهدي الذي يهمس بإذن الولي الفقيه يوميا، بالاضافة الى شعارات كبيرة من نوع البرنامج النووي والسيطرة على عدة عواصم عربية (بغداد ، دمشق، بيروت، صنعاء) .
هناك معلومة موثقة لها دلالات خطيرة على مستويات متعددة نتوقف فقط عند مستوى واحد يتعلق بالشعب الايراني، وهي انه فقط في عام 2015 تنصر (دخل المسيحية) ما يقارب من مائتي الف لاجئ في المانيا اغلبهم من الايرانيين، هذه الحقيقة تدل على مدى الكراهية للاسلام التي احدثها هذا النظام المتأسلم عند الشعب الايراني، وهذا مؤشر على حالة الموت السريري، ولكن ما يقف موته الكامل هو اجهزة الانعاش التي تمده دوما بما يكفي من الغذاء للابقاء على حالة الموت السريري النافعة لاسرائيل خصوصا، فلا ينبغي ان يموت موتا كاملا فمازال يستهلك الاوكسجين والغذاء على حساب شعوب المنطقة ولا ينبغي ان تحدث عميلة اصلاح حقيقية تعيده الى الحياة وتجعله يندمج مع محيطه الاسلامي.
اذا السؤال هل تندلع ثورة إيران غدا في عيد النيروز هذا؟ الحقيقة أن جميع العوامل موجودة ولا ينقصها إلا قدح شرارة واحدة ولكن هذا يحتاج لقرار خارجي بقدح تلك الشرارة مما يؤدي لانفجار الوضع، ولكن الحقيقة الاخرى أن لا الدول الكبرى ولا اسرائيل مستعجلون على ذلك، والنظام الايراني المتأسلم يناسبها جدا، وقد لا تجد افضل منه في تحقيق مخططاتها في المنطقة فماذا الاستعجال وهي قادرة على الانتهاء منه في اي لحظة تريدها.
اذن انطلاق ثورة جديدة في ايران أمر محتمل جدا والنار تحت الرماد شديدة، وقد تندلع ثورة هذا الشعب المرهق بالايديولوجيا والاستبداد والفقر وتسلط مرتزقة النظام. طبعا فإن اجهزة النظام الايراني تعلم ذلك ولذلك فهي في حالة استنفار كبير ويتواجد عدد كبير للحرس الثوري والباسيج في المدن الكبرى لتطويق اي حراك ثوري، فهل ستندلع الثورة وهل ينجح الشعب الايراني هذه المرة في ثورته؟، وهل وجود ولي العهد السعودي بامريكا له علاقة بذلك؟ اي هل تم استدعائه لدفع فاتورة جديدة تحت عنوان إرهاق وضعضعة النظام الايراني.